يجيب والي أمن العيون، حسن أبو الذهب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ثلاثة أسئلة تتعلق بحجز المصلحة الولائية للشرطة القضائية، السبت، بمدينة العيون لخمسة أطنان و894 كيلوغراما من مخدر الشيرا، وحصيلة عمليات مماثلة بالأقاليم الجنوبية، والجهود التي تبذلها المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة الاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية.
لو تقربنا من طبيعة هذه العملية وامتداداتها على الصعيد الدولي؟
تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة العيون، بتنسيق ميداني مع عناصر الدرك الملكي، وبناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، السبت، من توقيف أربعة عشر (14) شخصا، من بينهم شخص موريتاني وآخر من جنسية سنغالية، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية.
وقد أسفرت إجراءات البحث والتفتيش المنجزة في هذه القضية، بمنطقة صحراوية تبعد بحوالي 30 كيلومترا عن مدينة العيون في اتجاه السمارة، عن حجز سلاح كلاشنيكوف وثلاث خزنات تضم 66 عيارا ناريا، وبندقية صيد و114 خرطوشة، فضلا عن العثور على 216 رزمة من المخدرات يناهز وزنها الإجمالي خمسة أطنان و894 كيلوغراما من مخدر الشيرا. كما مكنت عمليات التفتيش والتمشيط الميداني من العثور بحوزة المشتبه فيهم على أسلحة بيضاء من أحجام مختلفة، وعبوة غاز مسيل للدموع، ومنظار، وهاتفين للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية، وجهاز لرصد المواقع، و22 هاتفا نقالا، ولوحة ترقيم مزيفة، وثلاثة سيارات رباعية الدفع، علاوة على مبالغ مالية بالعملتين الوطنية والأجنبية يشتبه في كونها من عائدات الاتجار الدولي في المخدرات. وتندرج هذه العملية في سياق الإستراتيجية الأمنية الشاملة ذات البعد الاستباقي، التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لرصد ومكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود الوطنية، لاسيما تلك المتعلقة بالاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك من أجل قطع الطريق أمام هاته الشبكات الإجرامية ذات الارتباطات الخارجية، والتي تنشط بشكل مواز في مجال الهجرة غير المشروعة والاتجار في البشر.
المصالح الأمنية بالأقاليم الجنوبية تمكنت خلال الأشهر الماضية من تفكيك مجموعة من الشبكات الإجرامية، كيف تقيمون حصيلة هذه العمليات؟
تمكنت المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن العيون، خلال مجموعة من العمليات النوعية، من تفكيك عدة شبكات إجرامية تنشط في ميدان التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية. وقد أمكن خلال الأشهر الماضية من تسجيل 33 قضية على صعيد ولاية الأمن، التي تمتد من سيدي إفني إلى الكركرات، وإيقاف 111 شخصا مشتبها فيه، علاوة على حجز ما يناهز: 45 طن و440 كلغ من مخدر الشيرا، 04 أسلحة حربية نوع ” كلاشنيكوف” و139 رصاصة خاصة بها، 09 بندقيات صيد و250 خرطوشة خاصة بها، 33 سيارة وشاحنتين، 07 دراجات نارية، 18 قاربا مطاطيا و 15 محركا بحريا، بالإضافة إلى مبلغ مالي قدره: 428.293 درهم.
ما هي أبرز مرتكزات استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود الوطنية؟
تأتي هذه العملية على غرار مجموعة من العمليات المماثلة التي قامت بها المصالح الأمنية بكل من طنجة، وجدة، الناظور، فاس، أكادير، الدار البيضاء، وغيرها من باقي مدن وجهات المملكة. وتعد هاته العمليات النوعية ثمرة مجهودات ما فتئت المديرية العامة للأمن الوطني تبذلها من أجل القضاء على كافة أشكال الجريمة المنظمة، والاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية، فضلا عن رصد وكشف خيوط وامتدادات هاته الشبكات الإجرامية. وينبغي الإشارة إلى الدور المحوري والفعال الذي تضطلع به المصالح المركزية للمديرية العامة للأمن الوطني من خلال دعم وتوجيه عمل مختلف المصالح اللاممركزة، بتنسيق دائم ومستمر مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في ما يتعلق بمحاربة الظواهر الإجرامية ذات البعد الدولي والارتباطات الخارجية، خاصة منها جرائم الاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية والهجرة غير المشروعة.