بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، يواجه فريق الوداد البيضاوي، اليوم السبت، نادي الأهلي المصري، برسم نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم.
تعادل بإصابة لمثلها هي نتيجة الذهاب بالإسكندرية، وإذا كانت تقوي نسبيا حظوظ بطل المغرب في التتويج، فإنها تبقى نتيجة ملغومة، ولا تقيه نهائيا من احتمال ردة فعل متوقعة في أي لحظة، من طرف هذا الفريق المصري الرائد قاريا، والمتعود على تحويل تراجعه إلى عامل إيجابي يمكنه من تحقيق الامتياز كيفما كانت الظروف.
وبناء عليه، فإن مقابلة مساء اليوم تتطلب من الفريق المغربي الباحث عن الريادة إفريقيا، اتخاذه أقصى درجات الاحتراس، وذلك بعدم المجازفة، خاصة وأن الخصم يملك درجة توفيق غير عادية، فمن أصل 10 مقابلات نهائية خاضها، فاز في ثمانية، وهو رقم يحمل أكثر من دلالة، ويبين أن أصدقاء العميد إبراهيم النقاش سيواجهون فريقا قادرا على العودة في أي لحظة، وله تجربة غنية في تحقيق الامتياز خارج الميدان.
للوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة، خاض الوداد 13 مقابلة منها ستة بمختلف المدن المغربية، وسبعة قادته إلى كل أرجاء القارة الإفريقية، منها الغابون، الكامرون، زامبيا، جنوب إفريقيا، الجزائر ومصر… جولات مكوكية تطلبت الكثير من الجهد والتفكير والتعب وقوة التحمل، وقضاء ليال بيضاء على متن الطائرات في رحلات تتطلب المرور إجباريا عبر قارتي آسيا وأوروبا، دون احتساب المصاريف الكبيرة التي تقتضيها الالتزامات بالمواعيد الإفريقية التي يغيب عنها منطق البرمجة المعقولة، مادامت تجرى على موسمين.
وأي فريق يتحمل كل هذا العبء الثقيل والمسؤولية الجسيمة، سيأمل في إنهاء هذا المشوار الطويل بمكافأة، والمكافآت هنا لا يمكن أن تقل عن التتويج وحمل أغلى الكؤوس قاريا، وكسب تذكرة العبور نحو مونديال الأندية، بحثا عن التوهج عالميا إلى جانب صفوة كرة القدم العالمية.
مهمة صعبة إذن للوداد وبرهانات متعددة، وكل الأوساط الرياضية تنتظر من الوداد فك النحس الذي لازم كرة القدم الوطنية طويلا وأفقدها المكانة المتقدمة التي تبوأتها في الماضي الجميل، والتتويج اليوم باللقب القاري سيأتي قبل أسبوع من المباراة الحاسمة والمصيرية للفريق الوطني ضد فيلة الكوت ديفوار، برسم آخر جولة في تصفيات مونديال روسيا 2018، وما أجمل حقيقة أن تذهب إلى أبيدجان وأنت حامل للقب أبطال إفريقيا، والأكيد أن اللقب سيكون حافزا معنويا كبيرا لـ “أسود الأطلس”.
من المؤكد أن العناصر الودادية ستكون، كالعادة، مؤازرة بجمهور قياسي، داعم، متحمس، مثير، مجدد في طريقة تشجيعه، لا يكل ولا يمل، مساند إلى أبعد الحدود، مشجع إلى آخر ثانية من عمر هذه المواجهة النارية التي لا تقبل القسمة على اثنين، فإما غالب أو مغلوب.
محمد الروحلي