انتهى الشطر الأول من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بتتويج فريق حسنية أكادير بلقب الخريف، بفارق نقطتين عن مطارده المباشر اتحاد طنجة العائد بقوة إلى المنافسة، بعد تعثر البداية، وتغيير طاقمه التقني، والاعتماد على ابن الدار إدريس لمرابط خلفا لبادو الزاكي.
فريق الحسنية الذي يعتبر ظاهرة بطولة هذا الموسم، استطاع أن يضمن لنفسه مسيرة متوازنة، تعتبر فيها المجموعة العنصر الأساسي بعيدا عن نجومية الأفراد، وبقيادة المدرب الأرجنتيني ميغيل غاموندي يؤمن بقيمة الفريق ككل وليس لاعبا بعينه.
فبعد أن كان يعاب على الفريق السوسي الضعف على مستوى الخط الدفاعي، استطاع غاموندي الرفع من نسق الواجبات الدفاعية، وخلق التوازن المطلوب، دون التفريط في ميزة التهديف، إذ أنهى مرحلة الذهاب كأقوى خط هجوم بـ 27 هدفا متبوعا بالدفاع الحسني الجديدي بفارق هدفين، ثم الرجاء البيضاوي ثالثا بـ 23 هدفا.
الرجاء، ورغم تعدد المشاكل وتأثير الصراعات والتطاحنات حول المناصب، الا أنه ضمن لنفسه مكانا ضمن كوكبة المقدمة، بتشكيل شبه ثابت يبرز فيه التوازن دفاعيا وهجوميا، والأكيد أن هناك أسماء بارزة ضمنت هذا التوازن المطلوب، انطلاقا من حراسة المرمى بتواجد الزنيتي وقلب الدفاع بحضور الثنائي المنسجم ياميق وبانون، إذ لا يمكن المرور ممر الكرام على أسماء متألقة كالهدافين ياجور وبنحليب وشاكير والحافيظي وغيرهم.
والملاحظة التي تسترعي الكثير من الانتباه هي تراجع أندية تتوفر علي كل مقومات النجاح وفي مقدمتها نهضة بركان والجيش الملكي، ويمكن أن نضيف حتى الفتح الرباطي، فهذه الفرق تتوفر على كل إمكانيات النجاح، لكن التخبط على مستوى الإدارة التقنية خاصة لنهضة بركان والجيش الملكي يحد من إمكانياتهما، مع أن الكل يترقب كل موسم منافستهما على الألقاب.
على مستوى التهديف، يلاحظ غياب الهدافين الأجانب وهذه مسألة غريبة نوعا ما، بالرغم من تواجد عدد كبير من اللاعبين الذين يتوفرون على عقود احترافية مهمة، إلا أن المردود يبقى ضعيفا، مع العلم أن أغلب الأندية بدأت تميل نحو الاعتماد على مدافعين أجانب أكثر من نظرائهم المهاجمين، وهذا خيار يطرح من جديد مسألة التكوين على صعيد الأندية.
ومن الظواهر خلال مرحلة الذهاب، نلاحظ التراجع الكبير لفريق المغرب التطواني الذي كان بالأمس القريب ممثلا لكرة القدم الوطنية بمونديال الأندية سنة 2014، كما وصل إلى دور المجموعات بعصبة الأبطال الإفريقية، إلا أن تراجعه هذا الموسم يدق ناقوس الخطر، فاحتلاله المرتبة الأخيرة بست نقط، يجعله أكبر مرشح للنزول، وعليه بذل مجهود خرافي لضمان البقاء.
هناك مجموعة من الملاحظات العامة حول النصف الأول من البطولة كالتغييرات التي طالت المدربين، وهناك مشكل البرمجة، وما يرتبط بعدم وجود ملاعب جاهزة رهن إشارة الأندية، إلى درجة أن مركب الرباط احتضن أغلب مباريات مرحلة الذهاب، هناك كذلك طغيان الخطط الدفاعية، وضعف مستوى أغلب المباريات، وضعف الإقبال الجماهيري في العديد من المباريات، وغيرها من السلبيات التي عرفتها مرحلة الذهاب.
ننتظر الأفضل في مرحلة الإياب، والتي ستنطلق بعد انتهاء كأس أمم إفريقيا للمحليين، والمؤمل هو أن يترك (الشان) صورة أفضل عن منتوج البطولة الوطنية.
محمد الروحلي