واصلت غرفة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، أول أمس الإثنين، الاستماع إلى باقي المتهمين في ” أحداث الحسيمة”.
وفي هذا الإطار، عرضت هيئة المحكمة شريطا مصورا على المتهم، زكرياء أدهشور. وهو الشريط الذي يصور عملية الخراب الذي طال عمارة كانت تقيم فيها القوات العمومية بمدينة امزورن، بعد أن تعرضت لعملية إضرام النار.
وفي تعقيبه على الشريط المصور، قال المتهم زكرياء، إنه لم يتم اعتقاله من داخل منزل أسرته، وإنما من المعتصم الذي كان يخوض فيه احتجاجا، مؤكدا أن العناصر الأمنية كانت ستعتقل شقيقه، بعدما ظنت أنه الشخص المطلوب، قبل أن يتم إخبارها، أن المبحوث عنه في إشارة إليه يوجد فعلا بالمعتصم.
وكشف زكرياء أدهشور، أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية طلبت منه اتهام ناصر الزفزافي، بالضلوع في الأحداث والتحريض عليها. وأوضح أدهشور، الذي كان يتحدث باللهجة الريفية، أن أحد عناصر الفرقة طلب منه اتهام الزفزافي بالضلوع في هذه الأحداث، مقابل متابعة بتهم خفيفة عوض تهم ثقيلة في حال رفضه، غير أن أدهشور أكد أمام هيئة الحكم بأنه ليست له علاقة بالزفزافي لا من قريب أو من بعيد.
وعاد رئيس الهيئة ليسأله مرة أخرى عن الأحداث التي عرفتها منطقة إمزورن خلال نفس اليوم من سنة 2017، والتي نفذها حوالي 250 فردا، حيث قاموا حسب رئيس الهيئة ب “اعتداءات إجرامية، وعمليات محاولة تقتيل ونهب، تجلت في تنفيذ هجوم ممنهج في شكل جماعي ضد القوات العمومية، عن طريق الرشق بالحجارة وإضرام النار، وعرقلة الطريق العمومية، وعرقلة سيارة إسعاف وسيارة الإطفاء للوصول إلى مكان الحادث وإغاثة المصابين، ومحاولة الهجوم على مقر المجموعة 27 للمخزن المتنقل، والهجوم على مقر الشرطة ومحاولة اقتحامه”.
ولَم يقتصر القاضي على ذكر ما ورد من عمليات تخريب خلال أحداث إمزورن، بل إنه عمل على تعداد الخسائر التي قال إنها نجمت عن هذه الأحداث، حسب ما أوردته محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والمتمثلة في تخريب زجاج سيارة ضابط شرطة، تخريب حافلة للنقل العمومي، إضرام النار بحافلة للنقل العمومي وبسيارة للشرطة من نوع “تويوتا”، وإضرام النار بشاحنة من نوع “ميتسوبيشي”، وإضرام النار بمقر العمارة التي كان يقيم بها رجال الأمن…”. وفور انتهاء القاضي من سرد تفاصيل عملية التخريب التي همت البناية المذكورة، تساءل المتهم زكرياء بدوره أمام المحكمة عن علاقته بهذا التخريب؟
ومن جهته، اتهم المتهم ربيع الأبلق، عند الاستماع إليه من طرف المحكمة، المخابرات المغربية بتدبير مؤامرة ضد نشطاء الحراك، حيث أفاد عن زيارة ثلاثة أشخاص له، محاولين استدراجه لإسقاط ناصر الزفزافي وتصويره وهو يتلقى أموالا من أوربا.
وأوضح الأبلق أمام المحكمة، أنهم خيروه بين أن يساهم معهم في عملية إسقاط الزفزافي، أو الاعتقال، مشيرا إلى أنهم أخبروه بأنه سيتلقى مكالمة من الخارج وعليه أن يتعامل معها. وأضاف أن رجال المخابرات حاولوا إقناعه بتلقي مبلغ 10 ملايين سنتيم من طرف شخص خارج الوطن وتسليمها للزفزافي، وهم سيقومون بتصوير عملية التسليم، وهو ما رفضه، ليعمل على نشر أربع فيديوهات يشرح فيها مجموعة أشياء كانت سببا في اعتقاله فيما بعد. إلى ذلك.
< حسن عربي