توشك أن تنطفىء الأنوار ويرحل النجوم الذين أناروا قصر المؤتمرات، وتعود مدينة مراكش إلى إيقاع حياتها العادي، ساعة اعلان ختام الدورة السادسة عشرة، من المهرجان الدولي للفيلم، التي تعيش أطوارها الأخيرة إذ وبداية ومن صبيحة غد السبت، ستختلي لجنة التحكيم لتبث في نتائج المسابقة الرسمية، وتتكون من المخرج المجري بيلا تار رئيسا، وتضم في عضويتها الممثلة الكندية سوزان كليمون والممثلة الإيطالية جاسمين ترينكا والممثل الاسترالي جيسون كلارك والمخرج الدنماركي بيل أوغست، والممثلة الهندية كالكي كوشلين والمخرجان الأرجنتيني ليساندرو ألونسو والفرنسي برونو ديمون والممثلة المغربية فاطمة هراندي.
وهذه الدورة بما لها وما عليها ظلت وفية لروح المهرجان وجوهره المتنوع في الاحتفاء بالسينما بصيغها المتعددة والمتنوعة، ببرنامج يسير بشكل متوازي ، أهم حلقاته، المسابقة الرسمية التي مكنت ضيوف المهرجان من سينمائيين نقاد وإعلاميين من التعرف، على سينما جديدة، سيطرت على تيمة الكثير منها المآسي الانسانية وجراحات هذا العصر المضطرب، وفرقت بينها مستويات الابداع والخلفيات الانسانية والثقافية واختلاف زوايا المعالجة، والتحكم في تقنيات الصناعة السينمائية.
ويتنافس على الجوائز الأربع للمسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلما، هي: «الطريق إلى ماندالاي» لميدي ز. من تايوان، بورما، فرنسا وألمانيا، و«ملك البلجيكيين» لبيتر بروسينس وجيسيكا وودوورت من بلجيكا وهولندا وبلغاريا، «فجأة» لأسلي أوزكي من ألمانيا وفرنسا وهولندا، و«المسيح الأعمى» لكريستوفر موراي من فرنسا وتشيلي، و«المتبرع» لزونك كيوو من الصين، و«النوبات» لروز هولمر من الولايات المتحدة، و«المراسل» لأدريان سيتارو من رومانيا وفرنسا، و«قلب من حجر» لكودموندور أرنار كودموندسون من الدنمارك وآيسلندا، و«قصة أم» لساندرين فايسي من فرنسا، و«سكين في مياه صافية» لوانغ كسييبو من الصين، و«ميستر إينيفيرسو» لتيزا كوفي ورينر فريميل من النمسا وإيطاليا، و«الرحيل» لنويد محمودي من إيران وأفغانستان، و«رعاة وجزارون» لأوليفر شميتز من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة وألمانيا، و«علم الحيوان» لإيفان تفيردوفسكي من روسيا وفرنسا وألمانيا.
وفي حلقة التكريم احتفت الدورة بنماذج منتقاة من السينما الروسية الكبيرة.
ضمت حلقة الأفلام المعروضة خارج المسابقة وضمن «نبضة قلب» 16 فيلما، بينها «عصر الظلال» الذي عرض في الافتتاح، و«وداعا برلين» لفاتح أكين (ألمانيا) الذي سيعرض في الاختتام مساء يوم غد، فضلا عن «فيانا، أسطورة نهاية العالم» لرون كليمونتس وجون موسكر، الذي تمت برمجته في عرض ما قبل الأول بالمهرجان.
أما فقرة «ماستر كلاس»، في محطتها التاسعة، فتوالى عليها ثلاثة من المخرجين الكبار وقدموا دروسا قيمة في مجال السينما وهم: المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الكندي بول هاغيس، والمخرج وكاتب السيناريو الروسي بافيل لونكين، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الهولندي بول فيرهوفن.
وجريا على عادة سنها المهرجان والمتمثلة في منح الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، كل الانفعالات القوية للفن السابع وتعويدهم على تذوق السينما، قدم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في إطار برمجة دورته السادسة عشرة، عروضا سينمائية مرفوقة بالوصف السمعي.
وهكذا تتكفل مؤسسة المهرجان، للمرة الثامنة على التوالي وعلى غرار الدورات السابقة، بالمكفوفين وضعاف البصر المدعوين للمهرجان، وتمنحهم الفرصة الوحيدة بالمغرب لمتابعة أفلام بطريقة الوصف السمعي، على مدى خمسة أيام.
وقد تمت تعبئة كل الموارد البشرية واللوجيستيكية من أجل تخصيص استقبال حار لهذه الفئة. فعلاوة على الفيلم المغربي “دالاس” الذي أخرجه علي المجذوب وكيفته مؤسسة المهرجان مع هذه التقنية، تمت برمجة ستة أفلام دولية أخرى.
ويتعلق الأمر بالفيلم الفرنسي الطويل “فاطمة” (2015) لمخرجه فيليب فوكون، و”سميا” (1997) للمخرج الدانماركي بيل أوغست، والكوميديا الفرنسية – البلجيكية “كود لاك ألجيريا” (2015) لفريد بنتومي، و”سكيرت داي” (2008) لجون بول ليلينفيلد، و”سلاك باي” (2016) لبرينو ديمون، وكذا “إل” (2016) لبول فيرهوفن.
يشار إلى أنه في سنة 2009 ، أخرج المهرجان أول فيلم مغربي بالوصف السمعي “البحث عن زوج مراتي” لمحمد عبد الرحمان التازي. وتم تكييف أفلام أخرى في أعقاب النجاح الذي لقيه، من قبيل فيلم “لالاحبي” لعبد الرحمان التازي سنة 2010 ، و”السنفونية المغربية” لكمال كمال سنة 2011 ، و”عود الورد” للحسن زينون سنة 2012 ، و”العربي” لإدريس المريني سنة 2013.
وعززت البرمجة الغنية والمتنوعة لدورة 2016 لمهرجان مراكش مكانة هذا الحدث السينمائي العالمي الذي أصبح موعدا لا محيد عنه، يستقطب على مر السنوات عددا من كبار نجوم الفن السابع.
مبعوث بيان اليوم: سعيد الحبشي