تضمنت أنشطة الدورة 18 لمهرجان المسرح الاحترافي الذي نظمته وزارة الثقافة بمدينة تطوان، ما بين 30 نونبر و7دجنبر 2016، ، إلى جانب عروض المسابقة الرسمية وعروض خارج المسابقة وندوتي المهرجان وورشاته، جلسات لتوقيع الإصدارات المسرحية.
في هذا الإطار عرفت الجلسة السابعة توقيع مسرحيتي « فدان عبد الرحمان- منتوج الضيعة الممتاز- الذاكرة السياسية المعطوبة « و « حمام النسا فدار لوان – ذاكرة العنف والعبودية « للكاتب المبدع محمد أمين بنيوب ، الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافيوالمدير الجهوي السابق لوزارة الثقافة على جهة مراكش- تانسيفت الحوز والمدير المساعد ومدير الدراسات سابقا. يؤكد محمد أمين بنيوب بهذا الإصدار انخراطه في عمليتي الطبع والنشر لإغناء الخزانة المسرحية.
كتاب من الحجم المتوسط بأرضية زرقاء تؤثثها صورة من عرض « فدان عبد الرحمان» الذي قدم على خشبة مسرح محمد الخامس بإنتاج مشترك بين مركز القصبة المتوسطي لفنون العرض ومسرح محمد الخامس، وكان  العمل المسرحي من إخراج المبدع المتميز امين ناسور، بمشاركة  زهير بنجدي، وهاجر الشركي، وزينب الناجم.
 جاء في تقديم الكتاب المعنون ب «المسرح المغربي، ثلاثية الحرية والمدنية والديمقراطية»:  يطرح محمد آمين المشروع المسرحي الذي ينخرط فيه، وتصوره حول الكتابة المسرحية، حيث يرى بأن المسرح فن وخطاب فكري وثقافي، إبداعي وجمالي، وليس مجرد فرجة عابرة لتقديم الوهم وتوزيع الضحالة والمزاح والضحك المجاني. إن المسرح مؤسسة ثقافية واجتماعية، تعتمد العمق النظري وحرفية الممارسة بهدف إنتاج أنماط جديدة ومتجددة للوعي  الإنساني… المسرح أرقى نظام ديمقراطي منح للشخوص حرية الكلام وحرية التعبير واتخاذ الموقف. المسرح مدني بامتياز… المسرح نظام عقلاني ومدني وديمقراطي يعتمد على أسس فكرية وفلسفية وسياسية وجمالية …
وفي تصوره حول الكتابة المسرحية يرى المؤلف بأنها تتأسس على وعي نقدي للتاريخ ومرجعياته ورموزه، فهي اختيار ثقافي وفكري وجمالي يهدف إلى تسليط الأضواء على القضايا المعتمة المنزوية في مغارات مظلمة، وتقديمها بشكل صادق وحي في الفضاء العام، بحيث تصبح الكتابة أداة المسرحية أداة فكرية وتنويرية تساهم في نشر الوعي الفكري والثقافي، وهي كتابة أساسها الخيال، وعمقها تفكيك المسلمات الثابتة وتشريح الأوضاع الإنسانية…
تقدم لنا المسرحية الأولى عبد الرحمان الذي تحول بوصوله واستقراره بفدان بضواحي العاصمة إلى شخصية عمومية انتهازية. ترافقه في مساره زوجته نور المثقفة التي تهوى الطبخ، وكلبة ناطقة مفكرة تمثل الصوت الخفي للزوجين وصلة الوصل بينهما.
جاءت المسرحية على شكل لوحات عددها تسعة وضعت لكل منها عنوان من أجل أن أفتح شهيتكم للقراءة دون أن أكشف المستور وأن أفضح المحبوك. وللإشارة فقط فالعناوين بالدارجة .

> الحداثة دجاجة اهمل السي عبد الرحمان عمدا ملي كان تيوصفها البنارة والمنقار والزبنكة.
> السي عبد الرحمان النقابي الكلباوي ماشي راجل
> قصة حب حنا اليهودية ومسعود اليهودي والعيطة المسناوية أو تمثيل داخل التمثيل
> سيدي عبد الرحمان ومشاريع العاصمة، أو لعبة الكلمات بحرف الطاء.
> السي عبد الرحمان وقف عليه طارق بن زياد وابن خلدون في منامو.
> الجنوي هو هو غير القبضة اللي تبدلات.
> السي عبد الرحمان تورق، أو مجمع الامثال.
> نورا عيات، او تبدلتي يا عبد الرحمان.
> امرأة ديكوردية تلقات مع صلعة عوجا.

المسرحية الثانية وهي مسرحية « حمام النسا فدار لوان – ذاكرة العنف والعبودية – جاءت في 21 صفحة واربع لوحات. تقول مخرجة هذا العمل المسرحي الأستاذة فاطمة مقداد « ينعتن بالطيابات…الغسالات…مواليات الحمام، رغم أنهن لا يملكن لا حماما ولا أوانيه، ولا فرنكات من أرصدته. نساء قضين جزءا كبيرا من حياتهن موزعات بين النار والماء الساخن وفسخ الجلد.

إما اللوحات الأربعة للمسرحية فقد عنونتها ودائما بالدارجة:

> جلد للذاكرة الشعبية أو لاش لايقة الأمثال الشعبية؟
> عيالات الكوطة وعيالات الدراع
> مشات المساواة مع حكان الظهر
> شروط التحميمة بين الأصالة والمعاصرة.

اختار محمد أمين في المسرحيتين التركيز على الموقف والتعبير عنه بالاعتماد على التوصيف الكلامي أكثر من الاعتماد على بسط الحدث وتناميه وحركيته.
المسرحيتين تعرية لواقع ومسلمات حقوقية وقضايا سياسية، مواقف جاءت بأسلوب ساخر ومتهكم.
وخلاصة يمكن تصنيف العملين ضمن المسرح السياسي التحريضي الاستفزازي لتوفرهما على أهم مميزاته: الوضوح ، المباشرة ، والابتعاد عن العاطفة والسلبية في المعالجة . المسرح السياسي مسرح الطبقات المستغلة (الطبقة العمالية التي أرادها بسكاتور) يختار مواقفه من المجتمع.

> عبد اللطيف فردوس