رفض حكيم مراكشي، المرشح لرئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، المناظرة التي دعا إليها منافسه صلاح الدين مزوار.
وأكد حكيم مراكشي الذي كان رفقة نائبته آسية بنحيدة في ندوة صحفية، عقدت أول أمس بالدار البيضاء، أن صلاح الدين مزوار لا تربطه بعالم المقاولة أية علاقة، كما أنه “رجل سياسة ولديه كافة الإمكانيات للإيقاع بنا”.
وأشار مراكشي إلى أن صلاح الذين مزوار لجأ إلى نوع من الاحتيال على اعتبار أنه يعلم بترشحه لرئاسيات الاتحاد قبل ستة أشهر ولكنه لم يقدم برنامجه إلا ثلاثة أيام قبل الحملة.
وهو ما دفع مراكشي إلى اتهام مزوار باستغلال برنامجه، وقال مراكشي إن برنامجه وبرنامج منافسه متقاربان، وأرجع ذلك إلى كون مزوار استنسخ الكثير من المحاور من برنامج الثنائي ” مراكشي وبنحيدة”. وأكد مراكشي أن برنامجه هو نتاج عمل شخصي بحكم معرفته بخبايا عالم المقاولة المغربية.
من جانب آخر، أكد مراكشي أنه يحظى بدعم شخصيات ورجال أعمال من مختلف الحساسيات السياسية، بما فيها حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه منافسه صلاح الدين مزوار.
وشدد مراكشي خلال الندوة ذاتها، على ضرورة إخضاع التصويت بالوكالة للشروط والإجراءات التي من شأنها أن تضمن تصويتا حرا ونزيها للناخبين خلال انتخابات رئيس الاتحاد، مشيرا إلى أن التصويت بالوكالة حق للناخبين وهو أمر معمول به ضمن الاتحاد، غير أنه لابد من تحسين شروط العمل به وأن يكون الناخبون على علم أنهم سيصوتون بالوكالة بالنسبة للذين يرغبون في ذلك.
وركز المراكشي إلى جانب آسية بنحيدة، المرشحان لرئاسة ونيابة رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على التوالي، في برنامجهما على أهمية خلق مقاولة مغربية تتحرر وتبدع.
ودعا إلى تنظيم الأعمال ومراقبة الأسواق من خلال أجهزة تنظيمية ومعيارية حديثة ومتطورة، قادرة على الحد من المنافسة غير المشروعة وتعزيز الفرص المتاحة أمام المقاولة المغربية. كما دعا مراكشي، إلى تحرير طاقات المقاولات المغربية من الثقل الذي يجهز عليها ويبعدها من مسيرة التنمية، مبرزا أن المقاولات الصغرى والمتوسطة قادرة على خلق الثروات ومناصب الشغل.
وشدد مراكشي على ضرورة خضوع السياسة الضريبية في المغرب للمراجعة والعمل على تضريب الاستهلاك والأرباح وتحرير الشغل والاستثمار.
ويقوم برنامج عمل الثنائي المراكشي – بنحيدة، الذي اعتمد شعار “الاتحاد العام لمقاولات المغرب، تحرير طاقات المقاولة”، على خمسة محاور، يتمثل المحور الأول في “العمل من أجل النمو والتنافسية”، عبر دعم سياسة ضريبية ملائمة للواقع الاقتصادي وخفض كلفة اليد العاملة والرفع من وتيرة التشغيل، خاصة في صفوف النساء، بينما يهم المحور الثاني “العمل من أجل تنمية الفاعلين الاقتصاديين”، وهو ما يمكن أن يتأتى من خلال الاستناد على قوة المجموعات الاقتصادية الكبرى وتحويل الصفقات العمومية إلى رافعة لتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة وإعطائها نفسا جديدا وتحسين مناخ الأعمال وتحديثه، وجعل الاقتصاد الرقمي فرصة للنمو والتحول بالنسبة للمقاولات، والعمل على الانتقال الإيكولوجي. ويتمثل المحور الثالث في “العمل على التنمية الجهوية والدفع بالنمو في الأسواق الخارجية للمقاولات المغربية”، عبر تشجيع الاقتصاد الجهوي من خلال الرهانات المناخية والطاقية، وإعطاء دور مركزي للهياكل الجهوية، وخلق بيئات جهوية تتماشى مع طبيعة الأنشطة الاقتصادية بالجهات، وإعطاء طابع دولي لاتحاد مقاولات المغرب ليتمكن من دعم المقاولات المغربية لتصدير منتجاتها، وترسيخ علاقات الثقة مع الشركاء الاقتصاديين الأفارقة، ومواكبة الفاعلين الراغبين في الاستثمار في إفريقيا.
أما المحور الرابع، فيتمثل في “العمل على تنمية الكفاءات والتشغيل”، من خلال التكوين المستمر والمهني لمحاربة البطالة، وتجديد الحوار الاجتماعي مع النقابات بروح المسؤولية، وخلق أكاديمية “إفريقيا الاجتماعية” لتشجيع الحور والكفاءات بين الفاعلين الاجتماعيين في المقاولات، وتعزيز دور المقاولات داخل المدارس والجامعات، وتشجيع علامة المسؤولية المجتمعية للمقاولات.
بينما يرتكز المحور الخامس على “جعل الاتحاد العام لمقاولات المغرب مؤثرا وقريبا من أعضائه”، عبر إضفاء الطابع المهني على الخدمات الموجهة للمقاولات، وخلق لجنة “تحويل النموذج الاقتصادي والاجتماعي المغربي”، وجعل تشجيع المقاولة والمقاول رهانا رئيسيا مع خلق حاضنات مشاريع على صعيد كل جهة للاتحاد، وسن سياسة تواصلية حديثة وحكامة أقرب إلى المنخرطين.
يشار إلى أن حكيم مراكشي، الذي ينافس المرشح صلاح الدين مزوار على رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، يشغل منصب المدير العام للشركة المغربية للصناعات، كما سبق وشغل منصب نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب (بين 2009 – 2012 و2015 إلى الآن)، ونائب رئيس الجمعية المغربية للمصدرين (1999 – 2014) ورئيس الفيدرالية الوطنية للصناعات الغذائية.
حسن انفلوس