تميزت النسخة الثانية لمهرجان ملتقى القبائل، التي احتضنتها مدينة الريش الأطلسية مؤخرا، تحت شعار “الموروث الثقافي عماد كل تنمية ” ، بتنظيم عرض ومناقشة لفيلمين الأول قصير بعنوان “المجماج” لابن المدينة المخرج الشاب يوسف الفيلالي والثاني طويل بعنوان “محاولة فاشلة لتعريف الحب ” للمخرج المبدع حكيم بلعباس .
وقد حج لمشاهدة ومناقشة هذين الفيلمين، بالقاعة الكبرى لدار الشباب، جمهور متنوع من المثقفين والجمعويين والتلاميذ والطلبة ذكورا وإناثا. تم تأطير جلسة العرض والناقشة من طرف الصحافي والناقد السينمائي أحمد سيجلماسي والمخرج وكاتب السينماريو الحسين شاني (ابن المدينة) وسير النقاش الأستاذ عبد الرحيم أبو شيل رئيس “جمعية الفعل الثقافي والتنموي بالريش”، الجهة المنظمة للمهرجان بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المجلس الإقليمي لميدلت والجماعة الترابية لمدينة الريش، ومدير المهرجان.
في البداية قدم المخرج الحسين شاني ضيف المهرجان الأستاذ سيجلماسي وطلب منه أن يتحدث للحاضرين عن فيلم ” محاولة فاشلة لتعريف الحب ” (2012)، الذي تم تصويره بإميلشيل ونواحيها، وعن مخرجه حكيم بلعباس وعوالمه السينمائية. وبالفعل عرف الناقد سيجلماسي بتركيز بمحطات من مسيرة مخرج الفيلم وبما تتميز به أفلامه من خصوصيات على مستويي الشكل والمضمون . وبعد عرض الفيلمين، القصير والطويل، فتح نقاش حولهما شارك فيه، بالإضافة إلى المؤطرين، ثلة من المهتمين أثاروا العديد من الأسئلة حول مضامين الفيلم وطريقة إخراجه وكيفية تصويره وإدارة مشخصي أدواره المختلفة. تميزت جل التدخلات بتكاملها واختلاف منطلقاتها، فمن المتدخلين من انطلق من منطلق حقوقي ليندد بالظروف الصعبة والقاسية التي تعيشها ساكنة العالم القروي في المناطق التي تم فيها تصوير مشاهد من الفيلم، ومنهم من كانت مقاربته فنية تشكيلية أشادت باللوحات الجميلة التي تضمنها الفيلم والتي ثمنت ما تزخر به إميلشيل ونواحيها من مناظر طبيعية رائعة ما أحوج سينمانا الوطنية إلى الالتفات إليها وتوثيقها للتعريف بها على نطاق واسع داخليا وخارجيا. وهناك من المتدخلين من انطلق من أرضية فكرية فلسفية قارب من خلالها ما عكسه الفيلم، عبر شخوصه المحليين، من خصوصية ثقافية تميز الأمازيغ عن غيرهم في نظرتهم للوجود والمرأة والحياة وغير ذلك.
وفي الأخير تم التأكيد على أن عرض ومناقشة فيلم “محاولة فاشلة لتعريف الحب” شكلا محاولة ناجحة لنشر الثقافة السينمائية بمدينة الريش، ولترسيخ تقليد هذه المحاولة الناجحة تمت دعوة الجمعية المنظمة للمهرجان إلى التفكير بجدية في إحداث نادي سينمائي لتنظيم عرض سينمائي شهري على الأقل متبوع بمناقشة والعمل على تأسيس أيام سينمائية مستقبلا ، وذلك لأن المدينة تزخر بالطاقات الشابة الواعدة ومتعطشة لمشاهدة ومناقشة الأفلام ذات القيمة الفنية والفكرية مثل أفلام حكيم بلعباس وغيرها.
أحمد سيجلماسي