تبدو سماء نادي ريال مدريد الإسباني ملبدة بالغيوم في حقبة ما بعد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي استقال من منصبه نهاية الموسم الماضي، والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي قرر الرحيل بانتقاله إلى صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي.
وقد بدأت الضغوط تتزايد على كاهل المدرب الجديد خولين لوبيتيغي لاسيما بعد فشل فريقه في الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة في مختلف المسابقات.
لكن ما هي أسباب تراجع أداء ريال مدريد هذا الموسم؟
خمسة عناصر يمكن أن تلخص البداية السيئة لأبطال أوروبا في المواسم الثلاثة الماضية.
عندما يخسر أي فريق لاعبا سجل 30 هدفا على الأقل في تسعة مواسم تواليا، لا بد أن يترك ذلك فراغا هائلا. ففي غياب رونالدو فشل الفريق في التسجيل في مبارياته الأربع الأخيرة التي خسر منها ثلاثا، أي أنه لم يسجل على مدى 6 ساعات و49 دقيقة، وهي أسوأ سلسلة له منذ عام 1985. في المقابل فشل المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الذي بدأ الموسم بشكل جيد، في مواصلة النهج على المنوال ذاته.
لكن المراقبين أعربوا عن دهشتهم لعدم قيام رئيس النادي فلورنتينو بيريز بالتعاقد مع لاعبين في خط المقدمة لتعويض غياب النجم البرتغالي، ذلك لأن محاولات الحصول على خدمات البلجيكي إدين هازار (تشيلسي الإنجليزي)، الإنجليزي هاري كاين (توتنهام) أو البولندي روبرت ليفاندوفسكي (بايرن ميونيخ الألماني) لم تتكلل بالنجاح.
وفي هذا الإطار، تساءلت صحيفة “ماركا” المحلية “الأمر ليس جديا أن يعتمد ريال مدريد على ماريانو دياز وفينيسيوس جونيور لكي يحاول قلب الأمور في صالحه في المباريات”.
وإذا كان خط الهجوم يفتقد إلى الفعالية، فإن خط الدفاع لا يدعو إلى الاطمئنان أيضا لأن شباكه منيت بخمسة أهداف في آخر أربع مباريات، وهو أمر غير طبيعي لخط يضم في صفوفه ثلاثة من أصل أفضل أربعة مدافعين في التشكيلة المثالية للاتحاد الدولي (الفيفا)، بالإضافة إلى تواجد البلجيكي تيبو كورتوا أفضل حارس في مونديال روسيا 2018 بين الخشبات الثلاثة.
ولخصت المباراة الأخيرة ضد ألافيس تراجع الأداء الدفاعي للفريق الملكي، فقائد الفريق سيرخيو راموس أمضى الدقائق التسعين وهو يشاكس مع مهاجم الفريق المنافس جوناثان كاليري، أما زميله في قلب الدفاع الفرنسي رافايل فاران المسؤول الأول عن هدف سسكا موسكو الوحيد في دوري الأبطال منتصف الأسبوع الماضي، يتحمل مسؤولية هدف ألافيس أيضا في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، كما أن كورتوا الأساسي في الدوري المحلي والبديل قاريا يتحمل جزء من المسؤولية عن هذا الهدف.
وما زاد من الأمور تعقيدا، إصابة لاعبين مؤثرين جدا في صفوف الفريق أبرزهم الظهيران البرازيلي مارسيلو وداني كارباخال اللذان يقدمان الكثير لاسيما من الناحية الهجومية، ولم يتمكن الظهير الشاب ألفارو أودريوزولا من سد الثغرة.
أما صانع الألعاب إيسكو فيغيب عن الملاعب بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية، في حين انضم إلى لائحة المصابين السبت الويلزي غاريث بايل وبنزيمة.
باعتراف صانع الألعاب الآخر الكرواتي لوكا مودريتش، أفضل لاعب في كأس العالم الأخيرة وبحسب الاتحادين الدولي والأوروبي، فإنه “لم يكن من السهل البدء بعد المونديال ولحظات التأثر”.
ويعاني لاعب الوسط لاستعادة عروضه الرائعة التي قدمها الموسم الماضي.
ولم يكن سهلا على أي مدرب استلام دفة فريق توج بطلا لدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات تواليا، بالإضافة إلى الاحترام الذي كان اللاعبون يكنونه له لاسيما بأنه عرف كيف يدير دفة الفريق.
لم يكن مفاجئا أن يرفض مدربون كبار تولي المهمة بعد زيدان وعلى رأسهم الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو، الألماني يورغن كلوب أو الإيطالي ماسيميليانو أليغري.
وعلى الرغم من الضغوطات المبكرة التي يواجهها المدرب الجديد لوبيتيغي، فإنه لا يريد التفكير بإمكانية إقالته بقوله “هذا السؤال لا يشغل بالي على الإطلاق. أنا أتعايش مع هذا الوضع وأعمل على هامشه”.
سماء ملبدة بالغيوم في حقبة ريال مدريد ما بعد “زيزو” و”الدون”
الوسوم