ديربي الاحتفال والمتعة والقيمة الكروية العالية، يعيش نسخة كبرى من الاغتراب بعيدا عن المعقل الرئيسي للناديين الكبيرين، حيث سيجرى يوم الأحد القادم بالملعب الكبير لمدينة مراكش.
فبعد مدن الرباط، طنجة، أكادير، يعود الديربي مرة أخرى لمدينة مراكش، في لجوء اضطراري، فرضته مرة أخرى قرارات عشوائية لا تراعي أبدا مصلحة قطبي الدار البيضاء.
فالإغلاق الجديد لمركب محمد الخامس بالدار البيضاء قصد مواصلة مسلسل إصلاح يكاد لا ينتهي، سيضاعف مرة أخرى معاناتهما، وتزداد خسارتهما التقنية والمالية، مما يفرض على جمهورهما العريض التنقل كل أسبوع من أجل التشجيع والمساندة.
وفي ظل هذا الوضع غير السوي تماما أصبح قدرهما تحمل تبعات قرارات لا دخل لهم فيها، ما دام المسؤولون عن المدينة لا يقيمون وزنا للرياضة، ولا يأخذون بعين الاعتبار مصالح قطبين كبيرين يشرفان مدينة كبيرة كالدار البيضاء، بل يزيدان كما قلنا -في أكثر من مناسبة- من شهرتها ويروجان اسمها في كل الأرجاء، كما يلعبان دورا اقتصاديا واجتماعيا لا يقدر بثمن.
هذا الدور الحيوي والتواجد الاستراتيجي، يقابل -للأسف- بسلوك وتعامل لا يرقيان إلى هذه القيمة، بعيدا عن أي تقدير للدور الذي يلعبه الفريقان داخل شرايين قطب اقتصادي كبير.
فقبل إغلاق المركب، كان من الضروري مناقشة إدارتي الوداد والرجاء، والبحث معا عن البدائل الكفيلة بتجاوز مضاعفات المدة التي تتطلبها الأشغال، مع العلم أن غياب بديل جاهز على مستوى المدينة الكبيرة يزيد من تعقيد الأمور، وكل الأوساط الرياضية بالمدينة تتساءل عن السبب وراء عدم إصلاح مركب العربي الزاولي قبل اتخاذ قرار إغلاق ” دونور”.
وأمام عشوائية القرارات التي لا تراعي مصلحة الفريقين وجمهورهما، قررت الفصائل المساندة مقاطعة الديربي يوم الأحد القادم، والذي سيجرى على أرضية الملعب الكبير لمراكش، ابتداء من الساعة الثانية زوالا، إذ أصدرت مجموعات “الكورفا سود” و”الكورفا نورد” بلاغا مشتركا، تعلن فيه نيتها عدم الحضور لملعب مراكش، احتجاجا على ما أسماه البلاغ المشترك بـ “العشوائية الذي بات يعيش على إثرها الشأن الرياضي والتسييري، إضافة إلى اعتماد مبدأ الارتجالية في اتخاذ القرارات”.
مسؤولية الإغلاق يتحملها مجلس المدينة الذي فوت تدبير هذا المرفق الحيوي لشركات التنمية المحلية، والأكثر من ذلك منحها صلاحيات مطلقة بعيدا عن عيون المراقبة أو التتبع، وما يترتب عن ذلك من ترحال مستمر، وبحث دائم عن ملاعب بديلة، بفعل توالي مسلسل الإغلاق، دون مراعاة عامل الزمن و التوقيت المناسبين.
محمد الروحلي