بتنظيم مشترك بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة في جمهورية مصر العربية، وبحضور ومشاركة حوالي 400 مسرحي عربي، وضيوف أجانب من اليابان والصين الشعبية وفرنسا وألمانيا.. افتتحت أمس (الخميس 10 يناير)، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي، التي تحتضنها القاهرة في الفترة من 10 إلى 16 يناير الجاري، ليكون المهرجان المسرحي العربي الأبرز والأضخم ضيفاً على مصر ومسارحها ومسرحييها..
هذا وشهد حفل الافتتاح تكريم 25 شخصية من أعلام المسرح المصري وسط أجواء احتفالية ملؤها التقدير والعرفان لقامات مسرحية مشهود لها بالريادة والعطاء، واتسم الافتتاح كذلك بإلقاء رسالة اليوم العربي للمسرح الذي يصادف كل سنة العاشر من يناير والذي يتزامن مع افتتاح المهرجان.. والتي أوكلت هذه السنة للمسرحي الجزائري سيد أحمد أقومي..
وإذا كانت أول دورات هذا المهرجان قد عقدت في مايو 2009 في القاهرة، فقد جاب هذا المهرجان الوطن العربي وأضاءت أنواره مسارحها في تسع دورات، راكم خلالها المهرجان خبرات وتجارب جعلته وبلا منازع الحدث الأبرز على الساحة العربية، وصار أيضاً محط أنظار الجهات الدولية التي تعمل الهيئة على التعاون معها لإبراز المسرح العربي بما يليق به وبمبدعيه..
هذا وشهد حفل الافتتاح تكريم 25 شخصية من أعلام المسرح المصري وهم: أشرف عبد الغفور، آمال بكير، جلال الشرقاوي، رشوان توفيق، سميحة أيوب، سمير أحمد، سمير العصفوري، سميرة عبد العزيز، سمير غانم، سناء شافع، سهير المرشدي، عبد الرحمن أبو زهرة، عزت العلايلي، فهمي الخولي، كمال عيد، لينين الرملي، محمود الحديني، محمود ياسين، نبيل الحلفاوي، نبيل منيب، نجاة علي، نعيمة عجمي، هدى وصفي، يسري الجندي ويحيى الفخراني.
كما تميز حفل الافتتاح بتلاوة رسالة اليوم العربي للمسرح التي أوكلت هذه السنة للمسرحي الجزائري سيد أحمد أقومي.
وبخصوص برنامج هذه الدورة، كان الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله قد قدم أهم خطوطه العريضة خلال لقاءين صحافيين أجراهما بكل من الشارقة والقاهرة، حيث أكد أن هذه النسخة من مهرجان المسرح العربي التي تحط رحالها بالقاهرة ستكون الأضخم، حيث إنها تتميز بحضور ومشاركة حوالي 400 مسرحي عربي يفدون إلى مصر لتقديم عروضهم، وللمشاركة في الندوات والورش والتحكيم، إضافة إلى حوالي 250 من الفنانين المصريين يقدمون أربع عشرة مسرحية في القاهرة والفيوم والإسماعيلية والإسكندرية، إضافة إلى المئات من كوادر وزارة الثقافة المصرية، الذين يعملون على إنجاح المهرجان، وكذلك تشهد الدورة حضور مؤسسات دولية من الصين وفرنسا وألمانيا واليابان، وسيتم من خلال هذا الحضور الدولي، التعاون في الورشات والتوزيع والتسويق.. وأوضح عبد الله أن المهرجان سيحتفي بتقديم 27 عرضاً ضمن ثلاثة مسارات هي:
المسار الأول ويضم عروض المهرجان التي اجتازت التنافس وعددها تسعة، المسار الثاني ويضم العروض المتنافسة في المرحلة النهائية من النسخة الثامنة من جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وعددها ثمانية، أما المسار الثالث فيشمل العروض التي اختارتها وزارة الثقافة المصرية لتقدم في مواقع ومدن مختلفة، وعددها عشرة.
كما أشار إسماعيل عبدالله أن المهرجان سيشهد إقامة مؤتمر فكري على هامشه للاطّلاع على تجربة المسرح المصري خلال الفترة ما بين 1905 و1952، وقال: “في هذه الدورة آثرنا إطلاق الحلقة الأولى من السلسلة العربية (نقد التجربة – همزة وصل)، والتي نخصصها لتجربة المسرح المصري في الحقبة الآنفة الذكر، ويشارك فيها 60 متخصصاً، يعملون على إعداد الأبحاث وضبطها وتقديمها، وإعطاء خلاصات وحوصلة نهائية لها”. وأوضح أن سلسلة من الندوات النقدية ستصاحب العروض المتنافسة على الجائزة، وسيؤطرها مجموعة من الباحثين، كما سيجري تكريم الفائزين في مسابقة التأليف في فئتي الكبار والصغار، إضافة لتنظيم ندوة لإعلان الفائزين في مسابقة البحث العلمي.
وبخصوص لجنة التحكيم، شكلت الهيئة العربية للمسرح لجنة تحكيم للعروض المتنافسة في المسار الثاني/ مسار الجائزة، وكعادتها تعمد الهيئة إلى اختيار أعضاء اللجنة من الأسماء الوازنة، كما تشترط ألا يكون أي من الأعضاء من دولة ترشح منها أي عرض للمنافسة، من أجل الوصول إلى أفضل حد من الحياد، وتكونت لجنة التحكيم من الأستاذ عمر فطموش من الجزائر، رئيساً، وعضوية كل من د. جبار خماط من العراق، د. عثمان بدوي من السودان، دة. علية الخالدي من لبنان، والأستاذ فهد ردة الحارثي من السعودية.
هذا ويتوج الفائز بالجائزة في ختام المهرجان، ويفتتح العرض الفائز الدورة الموالية من مهرجان أيام الشارقة المسرحية في مارس 2019، حيث يتسلم درع التتويج من يد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. وتبلغ المكافأة المالية للجائزة 100000 درهم إماراتي، كما يحظى العمل الفائز بدعم الهيئة من خلال إشراكه بمهرجانات عربية ودولية هامة.
هذا، ودأبا على العادة، يشارك المغرب بوفد فني وازن يتكون من ثلاث فرق مسرحية، هي فرقة الأوركيدي من بني ملال، التي ستشارك في المسابقة الرسمية بعرضها الجديد “شابكة” تأليف عبد الكريم برشيد وإخراج أمين ناسور، وفرقة بصمات من أكادير والتي ستشارك بدورها ضمن عروض المنافسة الرسمية بمسرحيتها الجديدة “عبث” تأليف وإخراج إبراهيم رويبعة، وفرقة دوز تمسرح من مراكش التي دعيت للمشاركة خارج المنافسة بعرضها المسرحي الجديد “صباح ومسا” تأليف غنام غنام وإخراج عبد الجبار خمران.. هذا فضلا عن عدد من الكوادر المغربية التي ستشارك في الجلسات النقدية والندوات العلمية والورشات التكوينية ومسابقات التأليف والبحث العلمي..