“الطوق والإسورة” تفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل

فاز العرض المصري “الطوق والإسورة” لفرقة مسرح الطليعة من مصر، بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي التي أسدل الستار عليها مؤخرا في القاهرة.
العرض من إعداد سامح مهران عن رواية للكاتب الراحل يحيى الطاهر عبد الله، وإخراج ناصر عبد المنعم وبطولة فاطمة محمد علي ومارتينا عادل وأشرف شكري وأحمد طارق ومحمود الزيات وشريف القزاز وشبراوي محمد ومحمد حسيب وسارة عادل.
وهذا هو أول عرض مصري يفوز بالجائزة التي تبلغ
قيمتها نحو 27 ألف دولار، وتحمل اسم الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة منذ إطلاق المهرجان قبل تسع سنوات.
وقال عمر فطموش رئيس لجنة تحكيم الجائزة التي تنافست عليها هذا العام ثمانية عروض عند إعلان النتيجة بدار الأوبرا المصرية: “عقدت لجنة التحكيم جلسات نقاشية معمقة بعد كل عرض، وناقشت كافة التفاصيل الفنية للوصول إلى حكم كامل وشامل”.
وأضاف: “رأت اللجنة وصول أربعة عروض لحالة التنافس النهائي، وهي وفقا لجدول العرض بالمهرجان.. “الطوق والاسورة” من مصر و”ذاكرة قصيرة” من تونس و”المجنون” من الإمارات و”الرحمة” من الكويت، وذهبت الجائزة إلى العرض مصري”.
واستضافت القاهرة الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي في الفترة من 10 إلى 16 يناير
بمشاركة 27 عرضا ونحو 650 مسرحيا من مختلف الدول العربية.
أما المسرحية الفائزة “الطوق والإسورة” رغم إنتاجها منذ سنوات بعيدة، إلا أن ارتباطها الشديد زمنيا بالظرف التاريخي والسياسي لمصر، دفع المخرج ناصر عبد المنعم إلى إعادة التجربة المسرحية “الطوق والإسورة”.
هذا العرض الذي تمت إعادته إلى الركح بعد مرور 22 عاما على تقديمه لأول مرة، يقدم المرأة المصرية الصعيدية كنموذج للمرأة المقهورة من قبل السلطة الذكورية، ويصور معاناة الأسرة الفقيرة التي تكابد الحرمان والفقر وتصبح ضحية للخرافات والخيالات الشعبية، ليطرح تساؤلات ما بين الماضي والحاضر من خلال السينوغرافيا.
وأوضح مخرج العرض ناصر عبد المنعم، في مؤتمر صحافي على هامش تقديم مسرحيته، التي تشارك في المسار الثاني لمهرجان المسرح العربي المنعقد بالقاهرة، أن “الموروث الشعبي الثقافي يحتوي على سلبيات بقدر الإيجابيات التي يحملها”، داعيا إلى “مواجهتها ومناقشتها والتفكير في سبل حلها”.
وعلى الرغم من مرور سنوات على إنتاج أول عرض لها، إلا أن “المسرحية قابلة للتجديد والطرح في كل فترة، وذلك لارتباطها بالظرف التاريخي والسياسي في الوقت الراهن”، يقول ناصر، مضيفا: “على مستوى الجماليات، حين قدمنا العرض لأول مرة في التسعينات كان الشكل الجمالي مختلفا عن السائد”.
وطرحت “الطوق والإسورة” تقابلات عديدة بين الماضي والحاضر من خلال السينوغرافيا، حيث تتجاور المعابد الفرعونية الضخمة مع شخصية فقيرة، بينما يقبع الجمهور ما بين الزمنين في منطقة التجسيد للحدث، ليصبح جزءا من عملية مساءلة الحالة المزرية التي وصلنا إليها.

Related posts

Top