إسبانيا تفوت رسميا مسرح سيرفانتيس بطنجة للمغرب

“مسرح سيرفانتيس الكبير” في مدينة طنجة شمال المغرب، من الفضاءات التي تصنع الدهشة في مدينة البوغاز، حتى وإن كانت هذه المعلمة التاريخية، تعيش وضعا يرثى له، بعد أن أصبحت فضاء متهالكا، رغم محاولة سريعة لترميمها سنة2007.

أهل طنجة وفعالياتها الثقافية، استبشروا خيرا، بعدما أن اعتمد مجلس الوزراء الإسباني أخيرا، قرارا يفوض بمقتضاه التوقيع والتطبيق المؤقت للبروتوكول الذي يجمع بين مدريد والرباط، بشأن التبرع غير القابل للإلغاء للمسرح الكبير سيرفانتيس بمدينة طنجة.

لكن نقل ملكية هذا المسرح إلى المغرب، ستتم من خلال بروتوكول يشكل، حسب مقتضياته ومحتوياته، اتفاقا دوليا، مما يفرض أن تتم المصادقة عليه من طرف البرلمان الإسباني بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ). 

قبل قرار التفويت الذي اعتمدته حكومة مدريد، كان هناك عرض للحكومة المغربية، تقدمت به من أجل ترميم هذا الصرح الفني التاريخي وصيانته، والإشراف على إدارته مقابل تملكه، مع الالتزام بالمحافظة على الطابع الإسباني في البرنامج الثقافي لهذه المؤسسة.

وكانت صحيفة “إلموندو” الاسبانية، سباقة إلى نشر خبر تفويت سيرفانتيس للمغرب عام 2015، عندما كتبت في مقال بعنوان :”اسبانيا تغادر طنجة”، أن الحكومة الإسبانية ستسلم المعلمة التاريخية سيرفانتيس بطنجة، والتي تم إغلاقها في أواخر الستينات من القرن الماضي. 

بناية مسرح سيرفانتيس بطنجة، لم تعد وضعيتها منذ سنين تَسُرّ المشتغلين بالحقل الثقافي والمهتمين بالتراث المادي لمدينة طنجة. لكنه بمجرد إعلان مدريد رسميا عن تسليم المسرح الكبير للمغرب، سارع هؤلاء المهتمين إلى الاشادة بالخطوة المهمة وتثمينها.

في بيان له بهذا الخصوص، شدد مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، على أن “الاستثمار الأمثل لهاته الخطوة الايجابية، يستلزم مباشرة كافة المساطر القانونية والإدارية للتعجيل بأجرأة تنفيذ القرار”.

المسرح الكبير سيرفانتيس في طنجة هدية اسبانيا اليوم للمغرب، بعدما كان في أول الأمر هدية التاجر الإسباني “مانويل بينيا” سنة 1911، لزوجته اسبرانسا أوريانا” التي كانت تعشق المسرح.

ففي الثاني من أبريل 1911، وُضع الحجر الأول على ربوة غير بعيدة عن المدينة العتيقة في طنجة، لبناء مسرح سيرفانتيس الكبير، إذ تكلف بإنجازه المهندس الإسباني الشهير “دييغو خيمينيث”، وأصبح جاهزا عام 1913، ومستعدا لاستقبال العروض والجمهور معا، إذ تسع بنايته لما يقارب 1400 شخص.

Related posts

Top