في ندوة صحفية نظمتها الشبيبة الاشتراكية الجمعة الماضي بالرباط، أكد كل من الكاتب العام المنتخب يونس سيراج ورئيس المؤتمر الوطني الثامن رضوان زريول على أن محطة المؤتمر عرفت نجاحا كبيرا بفعل انخراط مناضلات ومناضلي المنظمة في النقاش الجاد والمسؤول.
وأوضح المتدخلان في الندوة الصحفية التي حضرها كل من عزوز الصنهاجي وعز الدين العمارتي عضوي المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، وجمال كريمي بنشقرون الكاتب العام السابق للشبيبة الاشتراكية، أن أجواء المؤتمر تميزت بالروح النضالية والنقاش المتميز، معتبرين أن وجود حدة في النقاش تعكس اختلاف الآراء والروح النضالية للشباب التقدمي.
وفي هذا السياق، نفى يونس سيراج الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، الذي جرى انتخابه الاثنين الماضي، ما تم تداوله في بعض المواقع الإلكترونية والصحف حول التدخلات في عملية انتخاب الكاتب العام الجديد للشبيبة الاشتراكية.
وأوضح سيراج في ذات الندوة التي خصصت لتقديم مخرجات ونتائج المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاشتراكية، الذي التأم مؤخرا بمدينة بوزنيقة، أن المؤتمر الوطني الثامن للمنظمة شكل محطة مهمة في تاريخ الشبيبة الاشتراكية، مؤكدا أن جميع الأشغال مرت في جو تسوده الروح النضالية.
وتعليقا على انتخابات الكتابة العامة، قال سيراج “انتخبت بشكل ديمقراطي وأشغال المؤتمر مرت في جو نضالي وديمقراطي ساهم فيه جميع مناضلي ومناضلات الشبيبة الاشتراكية، وكذا المرشحين لمنصب الكاتب العام”.
وأبرز سيراج أن روح التنافس والجو الديمقراطي ساهما في إنجاح المؤتمر، وأن العمل مستمر والجميع مدعو إلى الانخراط في دينامية العمل بالشبيبة الاشتراكية، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه كاتب عام لجميع المناضلات والمناضلين وأن الباب مفتوح أمام الجميع.
وأكد الكاتب العام الجديد الذي خلف جمال كريمي بنشقرون على رأس الشبيبة الاشتراكية، أن العمل سينصب خلال السنوات الأربع المقبلة على استكمال مجهودات القيادة السابقة وتطوير العمل أكثر.
وقدم سيراج أهم النقاط التي تضمنها برنامجه الذي كان قد تنافس به على قيادة الشبيبة الاشتراكية، والذي شدد على ضرورة الاشتغال عليه وتنزيله لتطوير عمل الشبيبة الاشتراكية باعتبارها من المنظمات السياسية الشبابية القوية في المشهد السياسي الوطني.
ودعا المتحدث إلى العمل على أربع نقاط أساسية، وهي إعادة النظر في التنظيم عبر النهوض بهيكلته، وخصوصا على مستوى دعم القطاعين الطلابي والتلاميذي، وكذا العمل إلى جانب الشباب المغربي في مختلف المناطق والجهات.
كما شدد سيراج على ضرورة تطوير التكوين لمناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية في المجال السياسي ومختلف المجالات، وعبرهم الشباب المغربي بمختلف المناطق والجهات، بالإضافة إلى العمل على تطوير العلاقات الخارجية للشبيبة وخدمة القضايا الوطنية، ثم تطوير الإعلام والتواصل.
من جهة أخرى، وحول انتخاب المكتب الوطني الجديد ومسألة احترام النوع، أكد الكاتب الوطني على أن القانون الأساسي يتضمن “كوطا” لتمثيلية الشابات في القيادة الجديدة، حيث تم إقرار 35 بالمائة من أعضاء المكتب الوطني، فيما أوضح أن هناك نسبة أخرى وهي نسبة 30 بالمائة للشباب أقل من 35 سنة، فيما تم إقرار كوطا أخرى لضمان تمثيلية جميع جهات المملكة ومختلف الأقاليم في المكتب الوطني الجديد الذي من المرتقب أن يتم انتخابه في 28 شتنبر الجاري.
إلى ذلك، جدد يونس سيراج تأكيده على أن مواقف الشبيبة الاشتراكية ستبقى قوية وتتماهى مع قيمها الحداثية والتقدمية وقيم ومبادئ حزب التقدم والاشتراكية، وكذا الانتصار لقضايا المجتمع وقضايا الشباب، مذكرا بعدد من القضايا الوطنية التي عبرت فيها الشبيبة الاشتراكية عن مواقفها بقوة.
وأوضح سيراج أن شبيبة حزب “الكتاب” تحظى باستقلالية في مواقفها بالنسبة للقضايا المجتمعية، كقضية طلبة الطب التي عبرت فيها الشبيبة عن تضامنها مع الطلبة ودعت إلى حل الملف والاستجابة لمطالبهم، وذلك في الوقت الذي ينتمي فيه وزير الصحة لحزب التقدم والاشتراكية، مشددا على أن المنظمة تنتصر للقضايا المجتمعية ومستقلة في مواقفها، حيث إن مواقف الشبيبة لا ترتبط بموقع الحزب في المشهد الحكومي.
من جهته، قال رئيس المؤتمر رضوان زريول، إن المؤتمر شهد نجاحا كبيرا على مدى الأيام الثلاثة التي التأم فيها بمدينة بوزنيقة، وأنه شكل لحظة لتقييم الذات الجماعية للمنظمة، وكذا لاتخاذ موقف بشأن مجموعة من القضايا، مبرزا في كلمته خلال الندوة الصحفية التي احتضنها مقر حزب التقدم والاشتراكية بالرباط أن المؤتمر ليس فقط انتخاب القيادة الجديدة وإنما محطة أساسية في تاريخ المنظمة التي تحتفي بالذكرى 44 لتأسيسها.
وأضاف زريول أن النقاشات تزداد مؤتمرا بعد آخر، مشيرا إلى أن النقاش، ورغم حدته وبعض ما صاحبه من انفعالات، يبقى متميزا ويعكس تعدد وتنوع الآراء، خصوصا وأن الشبيبة الاشتراكية تضم شبابا من مختلف المناطق ومن مختلف الأعمار، أي بين 18 و36 سنة.
وأوضح زريول أن الاختلاف وحدة النقاش ارتفعت داخل اللجان وحول وثائق المؤتمر، مؤكدا أن ذلك يأتي انطلاقا من اختلاف الرؤى والتقدير خصوصا مع فارق السن بين الشباب المشارك في المؤتمر، حيث اعتبر المتحدث أن هذا الانطباع أعطى قوة أكثر لأشغال المؤتمر وخلق جوا من الجدية والعمل التي ساهمت في إغناء النقاش والخروج بتوصيات مهمة.
زريول، أكد أيضا في كلمته، أن الآراء، ورغم اختلافها، فإنها أجمعت على المصادقة على الوثيقة التوجيهية والخط السياسي للشبيبة الاشتراكية، مؤكدا أن النقاط الأساسية تحظى بتوافق جميع المناضلات والمناضلين.
وعن المسلسل التحضيري، أفاد المتحدث أنه استمر لمدة 6 أشهر الأمر الذي ساهم، وفق تعبيره، في إنضاج النقاش والتوافق حول الوثائق بما فيها القانون الأساسي، التي تم التداول فيها وتعميق النقاش فيها خلال أيام المؤتمر.
ولاستكمال هياكل المنظمة وانتخاب المكتب الوطني الجديد، أكد زريول أن المؤتمر عرف انعقاد الدورة الأولى للمجلس المركزي التي تم خلالها انتخاب الكاتب العام الجديد، فيما سيتم عقد دورة ثانية للمجلس لانتخاب المكتب الوطني نهاية شتنبر الجاري.
وأوضح رئيس المؤتمر أن ثلاثة أيام لم تكن كافية لانعقاد دورتين للمجلس المركزي، الذي تم انتخابه بدوره، خلال أشغال المؤتمر، مشيرا إلى أنه من المرتقب أن تلتئم دورة ثانية للمجلس المركزي في 28 شتنبر الجاري لاستكمال هيكلة القيادة الجديدة.
محمد توفيق أمزيان