أكد وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بنشعبون، أول أمس الاثنين في الدار البيضاء، أن مشروع قانون المالية برسم سنة 2020 يتضمن سبعة إجراءات تهدف إلى تعزيز الثقة بين دافعي الضرائب والإدارة، وإنعاش الاستثمار.
وأوضح بنشعبون خلال لقاء نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب حول مشروع قانون المالية برسم سنة 2020، أن هذه التدابير (أربعة ذات طابع مالي وثلاثة ذات طابع نوعي)، المنبثقة من التوصيات الصادرة عن المناظرة الوطنية حول الجبايات، ستسمح بتقوية علاقة الثقة بين الإدارة ودافعي الضرائب والسير على أسس جديدة في إطار الامتثال الضريبي.
وأضاف الوزير أن الأمر يتعلق بالتسوية الطوعية للوضع الضريبي للشركات، وتوسيع نطاق تطبيق طلبات الاستشارة الضريبية السابقة، وإلزامية تنظيم مناقشة شفاهية متناقضة بعد عمليات المراقبة الضريبية للشركة قبل الإشعار بالتصحيح.
وأشار إلى انه بالنسبة للأشخاص الذاتيين، ستتاح لهم الفرصة لمطابقة ما يتوفرون عليه من أصول، مؤكدا الرغبة في جعل “2020 سنة الانتقال، من جهة، لامتثال الضريبي، ومن ناحية أخرى، للملائمة مع قانون تنظيم الصرف”.
وأضاف الوزير “أنه بحلول نهاية السنة الجارية، سنصدر مجموعة من الإجراءات التنظيمية التي من شأنها تسهيل وجعل تداول العملات أكثر مرونة”، مشيرا إلى أن الهدف هو التحرك تدريجيا نحو توازن القوى بين الإدارة ودافعي الضرائب، ونحو توجه طوعي من قبل دافعي الضرائب للامتثال للقوانين الضريبية.
واستعرض بنشعبون أيضا التدابير الضريبية الواردة في مشروع قانون المالية 2020، بما في ذلك التخفيض التدريجي لهامش معدل الضريبة على الشركات (من 31 إلى 28 في المائة) بالإضافة إلى التخفيض التدريجي لمعدل الاشتراك الأدنى (من 75.0 إلى 50.0 في المائة)، مشددا على أن الشركات الصناعية ستتوجه، في أفق 5 سنوات، إلى معدل ضريبي بنسبة 20 في المائة مهما كانت وجهة المنتج (محلي أو تصدير).
وبخصوص المناطق الحرة (التي ستسمى من الآن فصاعدا بمناطق التسريع الصناعي)، أشار الوزير إلى أن النظام الضريبي الحالي يظل ساريا على الصناعات القائمة من قبل في هذه المناطق، في حين أن الشركات المقبلة التي ستستقر في هذه المناطق سنة 2020 بإمكانها الاستفادة من إعفاء لمدة خمس سنوات من الضربية على الشركات.
علاوة على ذلك، ذكر الوزير بالتوجهات السامية الواردة في خطاب جلالة الملك محمد السادس أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة ترؤس جلالته لافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية العاشرة، حيث دعا جلالته القطاع البنكي لإظهار المزيد من الالتزام لصالح الشباب حاملي المشاريع.
وقال الوزير في هذا الصدد “لقد عقدنا اجتماعات مع رؤساء الأبناك، وتقرر في ختامها إنشاء صندوق دعم جديد، بغلاف مالي ناهز 6 مليارات درهم على مدى ثلاث سنوات بمعدل ملياري درهم سنويا”، مبرزا أنه من المتوقع أن يلعب الصندوق دور الرافعة، وسيستهدف ثلاث فئات من المنتجات (مواكبة رأس المال، الضمان، تخفيض المعدلات).
ومن جانبه، استعرض الرئيس بالنيابة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، محمد البشيري، جوانب من التقدم المحرز في سياق مشروع قانون المالية 2020، لا سيما فيما يتعلق بالبنيات الصناعية وخفض معدل الضريبة على الشركات إلى 28 في المائة.
وأشاد البشيري كذلك بالجهود المبذولة في مجال سداد متأخرات الضريبة على القيمة المضافة، “وهو جهد يجب أن يستمر من أجل تجنب خطر استعادة هذه المتأخرات” على حد قوله.
كما أشار البشيري إلى بعض العناصر التي تسترعي انتباه الاتحاد العام لمقاولات المغرب في العديد من المجالات، خاصة المتعلقة بالجانب الاجتماعي والضرائب، مضيفا أن قراءة في مشروع قانون المالية تعكس انه هناك اعتراف جزئي بمطالب وطموحات القطاع الخاص، لاسيما فيما يتعلق بالاستثمار.
بنشعبون: “مالية 2020” يعزز الثقة بين دافعي الضرائب والإدارة
الوسوم