بأوامر عليا من صاحب جلالة الملك محمد السادس، تم إحداث صندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، وفرت له اعتمادات تبلغ عشرة ملايير درهم، تخصص للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة، أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال.
كما سيتم رصد الجزء الثاني من هذا الاعتماد، لدعم الاقتصاد الوطني، ومواكبة القطاعات الأكثر تأثرا بفعل انتشار الفيروس، كالسياحة وكذا في مجال الحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة.
هذا الإجراء الاستعجالي من طرف أعلى سلطة في البلاد، يؤكد بالفعل أن الأزمة وصلت إلى درجة تتطلب الرفع من درجة اليقظة والانخراط الجماعي في هذا المجهود الذي تبذله الدولة، من أجل محاصرة هذا الوباء الذي هز العالم بأسره.
إجراء تعزز أيضا بإغلاق المجال الجوي للبلاد، وإلغاء كل الرحلات الجوية، بعدما تأكد أن اغلب الحالات المؤكدة من وباء كورونا جاءت من الخارج، وعلى هذا الأساس تم اتخاذ قرارات حاسمة وعاجلة لا تتطلب التأجيل ولا التأخير، وغير مسبوقة في تاريخ بلادنا.
هذا المجهود الذي تبذله الدولة في حاجة إلى مجهود إضافي من طرف كل القوى الحية ببلاد، خاصة رؤوس أموال الأثرياء وأصحاب المشاريع التجارية المهمة، فالجميع مدعو للمساهمة كل حسب إمكانياته، من أجل الانتصار الجماعي، قصد الخروج من هذه الأزمة الطاحنة بسلام، وبأقل الخسائر ممكنة.
فكل الأخبار الواردة من مختلف مناطق العالم تتحدث عن مساهمة مالية من طرف شخصيات ثرية، لدعم المجهود الذي تبذله بلدانها من أجل محاربة وباء كورونا، ولعل أكبر مثال ناصع، هو قرار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، بتحويل الفنادق التابعة له إلى مستشفيات لاستقبال المصابين بهذا الوباء، وهذا ليس غريب بالنسبة لهذا الرياضي الكبير الذي عبر دائما عن مواقف فعلية تضامنية وإنسانية تشرف تاريخ الرياضة العالمية.
ننتظر مبادرات مماثلة من طرف شخصياتنا الوطنية ورياضيينا الذين لديهم إمكانيات محترمة تسمح لهم بالمساهمة في المجهود الوطني في هذه الفترة الحرجة، والأكيد أننا سنخرج منتصرين بفضل انخراط جماعي يبقى هو الخيار الوحيد.
أزمة تسائلنا جميعا
الوسوم