الحارس الدولي السابق خليل عزمي لـ بيان اليوم
حدث الحارس الدولي السابق خليل عزمي الذي يقضي أيام الحجر الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية، في اتصال هاتفي لـ”بيان اليوم”، عن وقع انتشار فيروس كورونا المستجد، وآثاره في بلد المهجر الذي بات أكثر دول العالم تضررا بهذا الوباء.
كما تطرق عزمي إلى مسيرته رفقة فريقي الوداد والرجاء البيضاويين والمنتخب الوطني، مستعيدا ذكريات مشاركة “أسود الأطلس” بنهائيات كأس العالم 1994 بأمريكا، خاصة الهدف الخادع في مباراته الثانية ضد المنتخب السعودي.
ودعا عزمي المغاربة إلى الالتزام بتعليمات السلطات الخاصة بالحجر الصحي الذي تم تمديده إلى غاية 20 من شهر ماي القادم، في انتظار زوال هذه الجائحة في قادم الأيام والعودة إلى الحياة الطبيعية.
-في أي ولاية تقطن حاليا بأمريكا؟ وكيف تعيشون الحجر الصحي؟
أعيش قريبا من ولاية واشنطن وأشتغل في مؤسسة للسيارات منذ مدة. حاليا العالم كله يتألم والوضع خطير ومخيف، وأمريكا أكثر تضررا من هذا الوباء وعدد الإصابات في تزايد من يوم لآخر.
-هل تمارس كرة القدم في أمريكا؟
نعم أمارس النشاط الرياضي وأشارك في لقاءات لكرة القدم مع الأصدقاء لكن بعيدا عن حراسة المرمى حيث تحولت إلى مركز قلب الهجوم أسجل الأهداف. اخترت التحول إلى الهجوم بعد أن قضيت مساري الكروي بين الخشبات الثلاثة. الآن أصبحت أسجل الأهداف وأستمتع بذلك بدلا من مواجهة المهاجمين.
-حملت قميص الوداد من 1984 إلى 1992، كيف كانت هذه المرحلة؟
نشأت وترعرعت في عائلة ودادية، وأنا ودادي ولن أنسى ما قدمته للوداد. الكل يعلم أن الوداد كعائلة كبيرة مميزة بمواصفاتها النبيلة والرفيعة. أشكر الوداد والجمهور الودادي على دعمه ومساهماته في تألقي وبلوغي المستوى الدولي ضمن المنتخب الوطني.
– وماذا بالنسبة للألقاب؟
نعم .. أحرزت ألقابا عديدة في الوداد ككأس العرش والبطولة الوطنية في ثلاث مناسبات والبطولة العربية والسوبر العربي وعصبة الأبطال الإفريقية سنة 1992. الحمد لله هي إنجازات هامة يعود الفضل فيها لجميع مكونات الفريق وقد كنا نتوفر على لاعبين في المستوى الجيد من أبناء الفريق الذين يحبونه ويتفانون في خدمته والأمر كما قلت سابقا يتعلق بعائلة كبيرة. عموما الفترة التي قضيتها في الوداد تبقى الأفضل في حياتي.
– كنت ضمن جيل يضم لاعبين متميزين كموسى نداو؟
نعم .. كان لدينا جيل تكون في النادي، ودون اعتبار لقلة الإمكانيات كنا نقدم عروضا كبيرة. بالنسبة لموسى نداو فلقد كان أفضل لاعب إفريقي شهدته كرة القدم الوطنية. هو لاعب موهوب تفرد بمواصفات المهاجم الهداف بمؤهلاته البدنية والتقنية، وانسجم وسط مجموعة من المواهب في جيل كبير، وبصم عبوره بامتياز.
– في سنة 1992 انتقلت إلى الغريم الرجاء في محطة أخرى، كيف ذلك؟
جاء انتقالي إلى الرجاء سنة 1992 عقب لقاء تواصلي مع رئيس الوداد آنذاك عبد المالك السنتيسي الذي قال لي “يا عزمي الرجاء ما باغياكش”. يعني أن الرجاء لا يهتم بضمي إليه. وسلمني رخصة انتقالي في عيادته ومنحني مهلة أسبوع لاتخاذ القرار. ومباشرة بعد ذلك التحقت بالرجاء، وكنت صغيرا مندفعا. الحمد لله في الرجاء حظيت باستقبال هام وبالمناسبة أشكر مكونات الفريق الأخضر. قضيت بالرجاء موسمين ونصف وحدثت معي مشاكل مع المدرب الجزائري إيغيل لم تستهدفني وحدي بل همت أيضا مجموعة من اللاعبين، ولهذا غادرت.
– عشت تجربة دولية ضمن المنتخب الوطني وشاركت في مونديال أمريكا 1994 ضمن مجموعة وازنة من اللاعبين؟
في تلك الدورة ظهر المنتخب الوطني بمستوى جيد، لكن واجه سوء الحظ في مواجهتي بلجيكا والسعودية وتعذر علينا توقيع أهداف السبق، وكان المردود لا بأس به لكن غابت النتيجة.
-في ليلة أول لقاء كان لاعبو المنتخب الوطني يفاوضون حول قيمة المستحقات المالية واستمر ذلك حتى اقتراب الفجر، هل هذا صحيح؟
بكل صراحة، لم يكن التحضير للمونديال جيدا. استفدنا من تجمع في كندا بعيدا عن مونريال، إذ وفروا لنا فندقا بدون ملعب. واضطر المسؤولون لإعادتنا إلى وسط المدينة لنتدرب في حي، هذا إضافة إلى مشكل المستحقات وهذا بعيد عن الاحتراف.
– كيف تم تغيير المدرب عبد الخالق اللوزاني وتعويضه بالراحل عبد الله بليندة؟
اللوزاني مدرب كفء وجاد وفي مستوى مهمته، لكنه كان عنيدا وكان ينبغي أن يقود المنتخب في المونديال لكونه أشرف على المجموعة في الإقصائيات. وهذا لا يبخس قيمة المدرب الراحل عبد الله بليندة. لقد كانت تشكيلة الفريق تشهد تغييرات في آخر اللحظات.
– كنت أساسيا في المباراتين الأولى أمام بلجيكا (0-1) والثانية مع السعودية (1-2)، وفي هذه الأخيرة تلقيت هدفا قاسيا، أعتقد أنك لم تنساه؟
سوف أفسر لكم. هذا الهدف أحتفظ به على شريط وأعود إليه من حين لآخر. لن أنسى تلك المباراة التي جمعتنا بالمنتخب السعودي. الجمهور تابع اللقاء وتأثر للهزيمة، بل راجت شائعات أن “عزمي باع الماتش”. شخصيا كنت أدرك أهمية المونديال وفرصة المشاركة التي تفتح الأفق نحو الاحتراف. اللاعب السعودي فؤاد أنور سدد الكرة عن بعد 25 مترا. تهيأت لحصدها فإذا بها تخدعني وتغير اتجاهها في المتر الأخير وتدخل المرمى. شخصيا تألمت ووضعت يدي على رأسي عاجزا عن فهمي ما حدث. فلو حدث هذا لحارس آخر غيري لقيل “الحارس مسكين تصيد في هذه الكرة”، وانتهى الأمر، لكن بما أنه عزمي فقد قيل ما قيل غفر الله للجميع . لكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، هذا الهدف آلمني وغير مساري في تجاه أفضل.
-رسالتك للمغاربة ..
رسالتي إلى المغاربة في هذا الظرف الصعب حيث العالم يواجه جائحة كورونا، أن ينضبط الجميع للحجر الصحي تفاديا للأسوأ. وأملي أن تمر الضائقة ويرفع الله عن الوباء والبلاء وتبقى بلادنا جميلة عزيزة كالعادة.
حاوره: محمد أبو سهل