15سنة سجنا نافذا لمتهم دهس بسيارته صديقه
قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمدينة الجديدة، يوم الثلاثاء الماضي ، بإدانة متهم ب 15 سنة سجنا نافذا، بعد أن كان قاضي التحقيق، قد تابعه من أجل جناية القتل العمد، قبل أن تقررهيئة الحكم إعادة تكييف المتابعة إلى جناية الضرب والجرح بواسطة السلاح (سيارة) المفضي إلى الموت دون نية إحداثه، فيما حكمت على مرافقه بسنة واحدة حبسا نافذا بعد مؤاخذته من أجل جنحة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.
وبالرجوع إلى تفاصيل وقائع هذه النازلة، نجدها تعود إلى شهر يناير الماضي، حيث كان مركز الدرك الملكي بمدينة أزمور، قد توصل بإشعار يفيد وجود جثة شخص ملقاة على الطريق، يرجح أنها نتيجة حادثة سير، حينها انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى مسرح الجريمة، حيث وجدت جثة شخص على جنبات الطريق، وقد تجمهر حولها جمهور غفير من الفضولين، وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، اتخذت جميع التدابير اللازمة منها انتداب سيارة الإسعاف لنقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة الجديدة، وبعد جمع مجموعة من المعلومات والمعطيات، التي أفادت أن سيارة كانت تسير بسرعة جنونية هي التي يحتمل أنها وراء هذه الحادثة القاتلة، فتحت الضابطة القضائية بحثا في هذه القضية، التي سجلت ضد متهم مجهول، وظل البحث جاريا لفك لغز مرتكب هذه الحادثة، والذي كان قد لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، إلى أن تقدم الجاني من تلقاء نفسه إلى مركز الدرك الملكي بمدينة أزمور، وصرح أنه هو من كان وراء حادثة السير المأساوية،
حينها أشعرت الضابطة القضائية النيابة العامة المختصة، التي أمرت بوضع المتهم تحت تدابير الحراسة النظرية، و الاستماع إليه في محضر رسمي، حيث صرح المتهم أنه تسبب في قتل زميله بعدما دهسه بسيارته، وأضاف أنه تركه بالطريق ولاذ بالفرار خوفا من اعتقاله لأنه كان في حالة سكر طافح، وأردف مؤكدا أنه توجه رفقة زميليه نحو شاطئ الحوزية وتناولوا كمية من الخمر ولدى عودتهم نحو الجديدة، طلب منه مرافقه الأول التوقف لكي ينزل من السيارة قصد أخذ قسط من الهواء، بعد أن أحس بضيق في التنفس، ولما نزل بدأ يتقيأ، ثم نزل الضحية، وعوض أن يساعد زميله الذي كان يتقيأ، بدأ يصرخ ويطالب بإحضار خليلته التي تخلت عنه رغم أنه وعدها بالزواج منها، وأضاف المتهم أنه طلب منه الصعود ووعده بنقله إلى منزل خليلته، لكنه رفض العودة إلى السيارة، فطلب المتهم من مرافقه الأخر الصعود إلى السيارة، وأدار محركها بسرعة وغادر المكان، وأضاف المتهم أنه أحس باصطدام سيارته بجسم ما، لكنه لم يتوقف، بالرغم من أن مرافقه طلب منه التوقف لأنه دهس الضحية، الذي كان حينها لا زال يصرخ وينادي باسم خليلته التي تخلت عنه.وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية، تمت إحالته على أنظار قاضي التحقيق، إلذي استمع إليه وقرر متابعته في حالة اعتقال، واستكمال البحث بالاستماع إلى مرافقه الثاني الذي ،أكد تصريحات المتهم الرئيسي، وبرر عدم تقديمه المساعدة للضحية، بأنه طلب من سائق السيارة التوقف لحمله ونقله إلى المستشفى لكنه لم يستجب لطلبه، تحت تأثير الخمر.
ويوم محاكمته، عاد المتهم الرئيسي ، الذي قدم نفسه لمصالح الدرك الملكي من تلقاء نفسه، ليعترف بالمنسوب إليه، وليؤكد أن مرافقه الثاني طلب منه التوقف لكنه بفعل تأثير الخمر، لم يستجب لطلبه، وبناء على هذه الاعترافات التلقائية، أدانته المحكمة بالحكم المذكور أعلاه، فيما حكمت على مرافقه بسنة جسنا نافذا،بعد مؤاخذته من أجل جنحة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.
11 سنة سجنا نافذا لشقيقين متهمين بالضرب والجرح المفضي إلى عاهة مستديمة
أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئنافية بمدينة الجديدة، يوم الثلاثاء الماضي، شقيقين متهمين، وحكمت عليهما ب 11 سنة سجنا نافذا، حيث أدانت المتهم الأول بست(6) سنوات سجنا نافذا، فيما تمت مؤاخذة الثاني بخمس(5) سنوات حبسا نافذا، بعد متابعتهما معا بجناية السرقة الموصوفة، والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضيين إلى عاهة مستديمة في حق أمنيين، ووضع متاريس لعرقلة السير والتحريض، وإلحاق خسائر بملك الغير، والإتجار في المخدرات.
وبالرجوع إلى تفاصيل هذه القضية، نجدها تعود إلى تدخل أمن قوي لفرقة مكافحة المخدرات التابعة للأمن الوطني بمدينة الجديدة، على اثر توصلهم بإخبارية مهمة تفيد وجود شخص معروف بترويج المخدرات بمقهى شعبية توجد بدوار الغزوة التابع لنفوذ مدينة الجديدة، والذي يعد من النقط السوداء بهذه المدينة، بحكم وجود العديد من مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة، والذين أصبحوا يفضلون ترويج سمومهم بوسط هذا الدوار المعروف أيضا بكثافة سكانه، بالرغم من الحملات الأمنية التي تقوم بها عناصر فرقة محاربة المخدرات لإيقاف تجار المخدرات.
وقد كان تدخلهم هذه المرة محفوفا بالمخاطر، حيث باغتت عناصرفرقة مكافحة المخدرات التابعة للأمن الوطني بمدينة الجديدة،المقهى الشعبي، الذي كان يوجد به مروج المخدرات، وحين داهموه من أجل إيقاف تاجر المخدرات، تدخل أبناء الدوار قصد تخليص زميلهم المروج المبحوث عنه من قبضة رجال الأمن، وشرعوا في رشق المتدخلين الأمنيين بالأحجار، بشكل قوي ومخيف، مما جعل عناصر فرقة مكافحة المخدرات، تربط الاتصال بالمصالح الأمنية بالجديدة لطلب النجدة، وإشعار المسؤولين الأمنيين بوقوع جرحى من عناصر فرقة محاربة المخدرات، إثر تدخلهم لإيقاف مروج للسموم مبحوث عنه، وعلى إثر ذلك حلت على الفور بالدوار المستهدف تعزيزات أمنية قوية، وتدخلوا بسرعة فائقة، إذ تمكنت عناصر الشرطة القضائية من إيقاف مروج المخدرات رفقة شقيقه، في حين تمكن باقي المعتدين من الفرار إلى وجهة مجهولة. وقد أصيب في هذه العملية خمسة رجال من الأمن الوطني، ليتم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة ، قصد تلقي العلاجات الضرورية، حيث تم الاحتفاظ بأربعة مصابين تحت المراقبة الطبية ،نظرا لتعرضهم لإصابات بالغة، منها كسور وإصابات في الرأس استدعت عمليات جراحية مستعجلة، لإنقاذ حياتهم.
كما تم اقتياد الشقيقين المتهمين الموقوفين إلى مقر مصالح الأمن الوطني بالجديدة، وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، تم وضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية، والاستماع إليهما في محضرين رسميين، حيث اعترف فيه المتهمان وهما يتحدران من دوار الغزوة المستهدف بالتدخل الأمني، ومن ذوي السوابق العدلية في السرقة الموصوفة والترويج المخدرات، بالمنسوب إليهما، وأنهما حاولا مقاومة العناصر الأمنية للإفلات من الاعتقال، أما زملائهما من أبناء الدوار فهم الذين تدخلوا لمساعدتهما وتخليصهما من قبضة الأمنيين بدون تحريض منهما.
وتم الاستماع أيضا إلى المتدخلين الأميين، الذي صرحوا بتعرضهم للهجوم من طرف الموقوفين و أبناء الدوار الذين رشقوهم بالأحجار، في محاولة لتخلص الموقوفين.
وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية، تمت إحالة المتهمين الشقيقين الموقوفين، على أنظار قاضي التحقيق الذي استمع إليهما، فقرر متابعتهما في حالة اعتقال، حيث أحلهما على السجن المدني بسيدي موسى، وحدد تاريخ أولى جلسات محاكمتهما.
ومع انطلاق محاكمتها، وأمرت هيئة المحكمة بإجراء خبرة طبية على الأمنيين، اللذين أصيبا بعاهة مستديمة، إثر مشاركتهما في تدخل أمني لعناصر فرقة محاربة المخدرات التابعة للشرطة القضائية للجديدة ، لاعتقال مروج مخدرات بدوار الغزوة، كما أصيب معهما في هذه العملية ثلاثة عناصر أمنية أخرى بجروح متفاوتة الخطورة.
و يوم النطق بالحكم، لم يجد المتهمان الشقيقان بدا في الاعتراف بالمنسوب إليهما،من أجل جناية السرقة الموصوفة، والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضيين إلى عاهة مستديمة في حق أمنيين، ووضع متاريس لعرقلة السير والتحريض، وإلحاق خسائر بملك الغير، والإتجار في المخدرات، مما جعل هيئة المحكمة تقتنع بذلك و تدينهما ب11 سنة سجنا نافذا.
وتجدر الإشارة إلى أنه تزامنا مع استكمال البحث في هذه القضية، واصلت عناصر الشرطة القضائية بالجديدة حملاتها بدوار الغزوة لإيقاف المعتدين، بعد تحديد هويتهم، وتمكنت فيما بعد من إيقاف متهمين آخرين، تحت إشراف النيابة العامة التي أمرت بإحالة بعض الموقوفين على الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بالجديدة، ومتابعتهم في حالة اعتقال .
> إعداد: محمد الغوات