أعلنت مجموعة “باور ميديا أستراليا” الثلاثاء توقف 8 من مجلاتها، بالتوازي مع توقف مجلة كيو الموسيقية البريطانية عن الصدور بعد 34 عاما، بسبب تداعيات وباء كورونا على قطاع الصحافة والإعلام، الذي شكل ضربة قاسية للمجلات خاصة أنها بدأت تفقد هويتها بالتحول الرقمي.
وذكرت أكبر مؤسسة لنشر المجلات في أستراليا أن مجلات “هاربرز بازار” و”إل” و”إن ستايل” و”مينز هيلث” و”وومينز هيلث” و”جود هيلث” و”إن.دبليو” و”أوكيه” ستتوقف عن الصدور.
وسبق أن أوقفت المجموعة أغلب المجلات مؤقتا في مايو الماضي بسبب “التأثير الكبير لقيود السفر على توزيع المجلات الذي يعتمد على النقل” وتراجع إيرادات الإعلانات.
وقال براندون هيل رئيس مجموعة “باور ميديا أستراليا-نيوزيلندا” في بيان إن “إعادة صدور هذه المجلات كان يعتمد دائما على انتعاش سوق الإعلانات وعودة حركة السفر المحلية والدولية”.
وأضاف أنه “رغم الإشارات الواعدة من جانب المعلنين خلال الأسابيع الأخيرة، فإن هذا لا يؤثر على النظرة المستقبلية متوسطة المدى لهذه المجلات”.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة إن المجموعة ستفقد عددا من المحررين وموظفي المبيعات والإنتاج المهمين دون تحديد عدد محدد لمن سيتم الاستغناء عنهم.
ويرى خبراء الإعلام أن الكثير من قراء الصحف تأقلموا مع النموذج الرقمي واعتادوا متابعة الأخبار على مواقعها الإلكترونية أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أولئك الذين يدينون بالولاء لمجلاتهم المطبوعة سيحتاجون وقتا أطول للاعتياد على نسخ رقمية فقدت خصوصيتها وهويتها أمام باقي المنشورات على الإنترنت.
وتمتلك المجلات خصوصية تختلف عن الصحف إذ يتم نشر المجلة على فترات زمنية منتظمة، وغالبا ما تناقش العدد الواحد موضوعا معينا، وتحتوي على مزيج من المقالات والقصص، يأتي معظمها بصور فوتوغرافية أو غيرها من أشكال الفن، بينما معظم مواقع المجلات تنشر مقالات ومقاطع فيديو ومحتويات أخرى بنفس الطريقة التي تنشر بها باقي مواقع الإنترنت الأخرى؛ في بث مستمر.
وتواجه المجلات صعوبات متزايدة قبل ظهور فايروس كورونا، فمنذ مارس 2019، أصبح 56 في المئة من المحتوى المنشور بواسطة المجلات لا يستند إلى إصدار مطبوع، بزيادة 6 في المئة عن عام 2018. وبمقارنة هذا بعام 2013، عندما كانت المطبوعات الورقية والرقمية تشكل 73 في المئة من إنتاج المجلة، يظهر هذا كيف تغيرت عادات النشر بوتيرة متسارعة.
لكن جائحة فايروس كورونا سرعت من التراجع في قطاع الإعلام مما أجبر المجلات على وقف عملياتها، فقد أعلن تيد كيسلر، رئيس تحرير مجلة كيو الموسيقية البريطانية، إغلاقها في تغريدة على حسابه على تويتر قائلا إن الجائحة أضرت بنشاط المجلة.
وقال كيسلر في رسالة بالعدد الأخير “علي أن أعتذر بشدة لفشلي في ضمان استمرار كيو.. لقد كانت العمليات ضعيفة طوال فترتي، ولجأنا لطرق مختلفة كي نبقى في سوق نشر تنطوي على تحديات ومصاعب جمة. لكن كوفيد – 19 جاء فقضى على ذلك كله”.
ومجلة كيو هي أحدث وسيلة في صناعة الإعلام والنشر البريطانية تتأثر بالجائحة. فسبق أن أعلنت شركة “ريتش بي.أل.سي” البريطانية الناشرة للصحف وهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.ٍسي” في الآونة الأخيرة عن سلسلة من خفض الوظائف.
وسيصدر العدد الأخير يوم 28 يوليو. وقد عرضت مجموعة باور ميديا ومقرها ألمانيا، وهي الشركة الأم لكيو، المجلة الموسيقية للبيع في مايو الماضي بعد تراجع حاد في المبيعات وإيرادات الإعلانات أثناء الجائحة.
وقالت المجموعة إن مجلة مودرن كلاسيك ستتوقف أيضا عن العمل لأن الشركة لم تتمكن من العثور على مشترين جدد للمطبوعتين.
وكان الصحافيان في مجال الموسيقي مارك إلين وديفيد هيبوورث قد أسسا مجلة كيو عام 1986 لتنطلق إلى عالم الشهرة بعد ذلك من خلال موضوعاتها المطولة عن نجوم الروك البريطانيين.
ويحوي عدد المجلة الأخير الذي يحمل اسم “مغامرات مع الأساطير من 1986 إلى 2020” بعضا من أفضل المقابلات التي أجرتها المجلة، ومنها مع ديفيد باوي وجوني ميتشل وبرينس.
كما لم تنجو أشهر مجلة في العالم من الوباء، إذ قررت مجلة “بلايبوي” وقف صدورها بالنسخة الورقية بعد 66 عاما على أول عدد لها بعدما أرغم الفايروس ناشرها إلى تسريع الانتقال إلى النسق الرقمي.
وقال الرئيس التنفيذي لمجلة “بلايبوي” بن كون، إنه مع الصعوبات في إعداد المجلة الناجمة عن فايروس كورونا “نحن مضطرون إلى تسريع المحادثات التي كنا باشرناها داخليا” من أجل الانتقال إلى النسخ الرقمية بالكامل. وأضاف “قررنا أن يكون عدد ربيع العام 2020 الأخير هذه السنة في الولايات المتحدة”.
وسبق أن طرح وقف صدور نسخة ورقية من المجلة في السنوات الأخيرة. وقد بدأت المجلة الصدور فصليا بدلا من كل شهرين في العام 2019.
وتحت إشراف بن كون، تمكنت “بلايبوي” من تعزيز وجودها عبر الإنترنت مع تسجيل نتائج جيدة بحسب كون. إلا أن “بلايبوي” تنوي العام 2021 إصدار أعداد خاصة ومنتجات مطبوعة.
كورونا ينهي مسيرة مجلات عالمية
الوسوم