الكرة المغربية تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين

الإطار الوطني عبد الخالق اللوزاني لـ بيان اليوم

يعتقد الإطار الوطني عبد الخالق اللوزاني أنه كان من الممكن أن تكون الكرة المغربية أفضل مما عليه هي الآن، معتبرا أنها تتقدم خطوة وتتراجع خطوتين، داعيا إلى التركيز بالتكوين والتنقيب على المواهب.
وقال اللوزاني في حوار أجرته معه بيان اليوم، إن الأندية الوطنية يستعجلون الحصول على الألقاب بدل الاهتمام بتكوين اللاعبين والاستفادة منهم، كما تفعل دول إفريقية تصدر مواهبها إلى أوروبا.
وشدد اللوزاني على أنه طيلة فترة تدريبه للعديد من الأندية الوطنية حرص دائما على عدم استنزاف خزينة الفرق عبر الاهتمام بالتكوين واستغلال المواهب المتوفرة في كل فريق.
وتطرق اللوزاني على تجربته مع المنتخب الوطني خلال التسعينات، مبرزا أنه قام بعمل قاعدي رغم أنه استلم المنصب وهو مطالب بإحداث تغيرات جذرية على التشكيلة التي تخلف جيل مونديال 1986.
وأشار الإطار الوطني إلى أنه تعامل بصرامة مع بعض السلوكيات بحكم خبرته بواقع الكرة المغربية وعقلية لاعبيها، رافضا الحديث عن تفاصيل تدخل وزير سابق في تشكيلة الفريق الوطني.
وكشف اللوزاني أنه علم بخبر إقالته من منصبه عبر التلفاز وهو بمدينة الصويرة، مؤكدا أن التجربة التي توقفت بسبب قلة خبرة المسيرين تبقى ناجحة بالنظر إلى احتراف مجموعة من اللاعبين بالخارج.

كيف ترى كرة القدم المغربية حاليا؟
* كرة القدم الوطنية تتحسن وكان يمكن أن تكون أحسن مما هي عليه الآن. عبرت مسارات ومراحل وعاشت أوراشا وبلغت محطة كان فيها التألق ممكنا وللأسف نتقدم خطوة ونتراجع خطوتين. والأمل أن تتوفر الاستمرارية ونعير مجال التكوين الاهتمام اللائق اعتباره مع التنقيب لأنه أساس العمل خاصة وأن كرة القدم قطاع يمكن من خلق الثروة ويتداخل فيه التربوي والرياضي والاقتصادي وهذا يفرض اجتهاد الأندية في التنمية واعتماد نظام الاحتراف بجميع قواعده وطقوسه.

 يبدو أن الخلل يتجسد في النادي باعتباره الخلية الأساسية في منظومة كرة القدم، ما رأيك؟
* طبعا .. النادي يجسد قاعدة ممارسة كرة القدم والبطولة الوطنية هي الأساس وبدون هذين العنصرين في وضع سليم يستحيل تطوير المنتوج الرياضي الفني وتسويقه وطنيا ودوليا. نلاحظ وجود أحلام لجل مسؤولي الأندية حيث يطمحون للفوز بالبطولة وألقاب قارية دون الاعتناء بمجال تكوين اللاعبين، ومقارنة مع بلدان دون مستوى إمكانياتنا كالسنغال ومالي وكوت ديفوار وبوركينا فاصو وغيرها ينتجون سنويا مجموعة من اللاعبين الذين ينتقلون إلى الاحتراف في المهجر وخاصة في أوروبا الشيء الذي لا تحققه الكرة المغربية لأن أنديتنا تفضل شراء اللاعب الجاهز، هذا في وقت ينبغي أن يكون مؤطرونا في الأندية مكونين وتنافسيين. والمدرب الذي لا يقدم قيمة مضافة لناديه فإنه لا يشتغل وعليه تحقيق ربح مادي للنادي.

أشرفت على تدريب مجموعة من الأندية، كيف كان ذلك؟
* بالفعل دربت فرق المغرب التطواني وأولمبيك خريبكة والأولمبيك البيضاوي واتحاد طنجة والوداد البيضاوي وشباب المسيرة وجمعية سلا والنادي القنيطري وغيرها. المادة الخام – المواهب – متوفرة والإشكال في التكوين، وأنا كمدرب علي أن أساهم في تنمية مالية النادي بدل استنزافها وذلك بواسطة التكوين وتحسين مستوى مردود اللاعبين على المستويين الفردي والجماعي.

ماذا عن تجربة تدريب المنتخب الوطني في التسعينيات؟
* عند تعييني على رأس المنتخب الوطني في موسم 1991-1992 لم يطلب مني تكوين فريق بل تدريب الفريق. التحقت آنذاك في فترة نهاية جيل مونديال المكسيك 1986. وكان علي تغيير التشكيلة في وقت وجيز ومع ذلك قمنا بعمل قاعدي هادف.
واجهت عقليات وسلوكات عرقلت عملك؟
* من حسن حظي أنني اشتغلت في الدوري الوطني وأعرف الإمكانيات والعقليات لدى اللاعبين وواقع كرتنا. وبالتالي لم أتنازل عن الصرامة والجدية والتوجيه السليم واشتغلت وكأن الأمر يتعلق بفريق وليس منتخبا وبرمجنا حصصا تدريبية مكثفة بمعدل أسبوعين في كل شهر. وتمكننا من تكوين فريق وكانت البداية باللاعبين المحترفين في بلجيكا وأضفنا مجموعة من اللاعبين الشباب من بينهم آنذاك نكروز وشيبو وغيرهم ممن اكتشفهم الجمهور، وهذا العمل منحنا تركيبة تضم 28 لاعبا.

المنتخب الوطني ينافس في واجهتين من أجل التأهل إلى كأسي أمم إفريقيا والعالم ووزير الشباب والرياضة عبد الواحد بلقزيز تدخل لإقحام لاعبين؟
*نعم.. سألت الوزير آنذاك – عبد الواحد بلقزيز – ماذا نريد؟ التأهل إلى كأس أمم إفريقيا أو كأس العالم فأجابني بأن جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني يريد أن نتأهل إلى المونديال، وعقب انهزام منتخبنا أمام منتخب المالاوي في ملعبنا بنتيجة 0-1 رغم المستوى الجيد للاعبينا اتصل بي الوزير يقترح علي لاعبين لأضمهم إلى الفريق، ولن أعرض التفاصيل لأن الأهم هو التأهل إلى المونديال 1994 وتكوين فريق استمر عشر سنوات.

في تجمع تدريبي بفرنسا لم تقبل تصرف بعض اللاعبين وأقصيتهم من المجموعة؟
*نعم الأمر يتعلق بالحضريوي وسيبوس وعزمي والتيجاني. منحت الفريق يوما للراحة وضربت للاعبين موعدا في منتصف النهار لتناول وجبة الغذاء وللأسف اللاعبون الأربعة تأخروا ولم يلتحقوا إلا في الساعة الخامسة مساء وكانوا في حالة غير مقبولة، وحفاظا على المجموعة عاقبتهم، وبلغ الخبر إلى علم جلالة الملك الذي قال لي بأنه أعادهم إلى التجمع وطلب مني عدم مؤاخذتهم.

وكيف انتهت مهمتك مع المنتخب الوطني؟
*كنت أختلف مع رئيس الجامعة آنذاك الراحل الكولونيل الحسين الزموري في وقت كنت أصر فيه على النهج الاحترافي في العمل. انتهى الأمر بالانفصال الذي بلغني في بلاغ صحفي عبر التلفزيون وأنا في مدينة الصويرة. وتوقفت الرحلة قبل آخر مباراة في المسار الإقصائي.

إذن كيف تقيم هذه التجربة؟
* التجربة ناجحة خاصة وأن جل اللاعبين الذين جمعناهم تحولوا إلى الاحتراف في أوروبا، وأتأسف لأننا قمنا بعمل للحاضر والمستقبل وتوقف المشروع بسبب قلة تجربة المسيرين وهذا المشكل عام، كوننا فريق في موسم 1991-1992 واستمر حتى 2002 بمستوى راهننا أن يكون أفضل، لكن للأسف.

*حاوره: محمد أبو سهل

Related posts

Top