دعتمنظمة الصحة العالمية دول العالم إلى مواصلة العمل بقيود العزل المفروضة لمواجهة كورونا.
وأكد المدير العام للمنظمة تيدروسأدهانومغيبريسوس،خلال مؤتمر صحفي الاثنين في مقر المنظمة بجنيف، على أن رفع القيود دون السيطرة على الفيروس سيكون “وصفة كارثية”.
وأقر تيدروس بأن كثيرا من الناس قد ضاقوا ذرعا بالقيود وينشدون العودة إلى الحياة الطبيعية بعد ثمانية أشهر من ظهور الوباء.
وأضاف: “نريد أن نرى الأطفال يعودون إلى المدارس ويعود الناس إلى أماكن العمل، لكننا نريد أن نرى إنجاز ذلك بأمان”.
وتابع: “لا يمكن لأي دولة أن تتظاهر بأن الوباء قد انتهى.. الحقيقة هي أن هذا الفيروس ينتشر بسهولة.. رفع القيود بدون سيطرة هو وصفة كارثية”.
التحاور مع”معارضي وضع الكمامات”
ودعا غيبريسوسالحكومات إلى التحاور مع الأشخاص الذين يتظاهرون ضد وضع الكمامات، مع تذكيرهم بأن الفيروس “حقيقي” و”يقتل”. كما دعا المحتجين إلى التقيد بإجراءات النظافة والتباعد الجسدي ووضع الكمامات حتى أثناء المظاهرات.
وقال غيبريسوس لوسائل الإعلام عن الاحتجاجات ضد الكمامات التي نظمت الأسبوع الماضي في ألمانيا وأماكن أخرى، “يجب أن نستمع إلى ما يطلبه الناس وما يقولونه. يجب أن ننخرط في حوار صادق”.
وأضاف “لكن في الوقت نفسه، أود أن أخبر الأشخاص الذين احتجوا الأسبوع الماضي أن الفيروس حقيقي. إنه خطير. إنه ينتشر بسرعة ويقتل، ويجب أن نفعل كل شيء لحماية أنفسنا والآخرين”.
ونظرا إلى أن احتمال حدوث موجة ثانية من الفيروس يغذي المخاوف من مزيد من تدابير الإغلاق في أوروبا وأماكن أخرى، يتزايد الغضب بين مؤيدي تخفيف القيود للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفي ألمانيا، كانت محاولة اقتحام البرلمان الوطني خلال تظاهرة مناهضة للأقنعة نهاية هذا الأسبوع، بمثابة خطوة جديدة في اتجاه تطرف هذه الحركة.
كما دعا غيبريسوس المحتجين إلى التقيد بإجراءات النظافة والتباعد الجسدي وقال “حتى أثناء التظاهرات (…) يجب أن نحافظ على مسافة آمنة، يجب أن نضع كمامات”.
من جهة أخرى، أكدالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية على دعم المنظمة للدول الراغبة في إعادة فتح مجتمعاتها واقتصاداتها خاصة والتوجه مع شعوبها نحو حياة طبيعية وبشكل يتكيف مع وجود الفيروس بعد أن دفعت ثمنا غاليا نتيجة إجراءات الإغلاق.
وأشار تيدروسإلى أن التوزان بين الصحة والاقتصاد هو أمر ممكن ولكن مع الأهمية القصوى لأن تكون إعادة فتح المجتمعات والاقتصادات أمنة حيث لايزال الفيروس خطيرا وينتشر بسرعة.
وحذر تيدروس من أن فتح المجتمعات دون التحكم بالعدوى هو كارثة، مشددا على الإجراءات الأساسية التي يتوجب على الدول اتخاذها في الوقت الحالي وهى الحد من انتشار العدوى وفق سياقاتها ومن خلال الإجراءات المعروفة من العزل وتقفى الأثر واستخدام الكمامات والحرص على التباعد الاجتماعي وغيرها وحماية الفئات الضعيفة والأكثر عرضة للخطر وكذلك استخدام التدابير الفردية والتوعية بأن على كل شخص في المجتمع أن يقوم بدوره لحماية نفسه وحماية الآخرين.
وقال تادروس إن عدم حرص أي شخص وقبوله لأن ينقل العدوى لآخر لأى سبب هو “إفلاس أخلاقي بكل معنى الكلمة”.
وأشار مدير عام المنظمة الدولية، إلى أن المنظمة نشرت تعليمات وتوجيهات لكافة الدول الاعضاء بالمنظمة وهى خاصة بكل سيناريو من السيناريوهات التي تشهدها البلدان المختلفة في المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن المنظمة نشرت كذلك التوجيهات الخاصة بكل من الفنادق والسفن حتى تعاود العمل وتفتح أبوابها.
وعلى صعيد الانضمام لمرفق كوفاكس الذي أنشأته المنظمة لتسريع وتطوير أدوات وتكنولوجيا مواجهة فيروس كورونا والتوصل إلى علاجات ولقاحات لفيروس كورونا حيث كانت المنظمة قد حددت يوم 31 غشتكأجل لإعلان الدول رغبتها في الانضمام، قال تادروس إن المفوضية الأوروبية أعلنت الاثنين عن انضمامها إلى مرفق كوفاكس، مشيرا إلى أنه تجري مناقشة إمكانية انضمام الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة إلى المرفق.
وأشار كبير مستشاري مدير عام منظمة الصحة بروس ادوارد إلى أن ألمانيا أعلنت هي الأخرى انضمامها، داعيا البلدان إلى الالتزام ماليا حتى يمكن معرفة المتاح ماليا للمرفق ومؤكدا أن عدد الدول التي انضمت حتى الآن يدعو للتفاؤل.
اللقاحات يجب أن تكون آمنة وفعالة “بنسبة 50% على الأقل”
وردا على اسئلة الصحفيين حول المعايير التي يمكن أن تكون مقبولة للقاح يمكن استخدامه قالت الدكتورة سومياسواميناثان كبيرة علماء المنظمة إنه يجرى التعاون مع خبراء عالميين أضافة إلى العديد من الوكالات التنظيمية المتخصصة حتى يمكن الوصول إلى لقاح فعال وآمن. وأشارت إلى أن الحد الأدنى المقبول لجدوى اللقاح يجب ألا يقل عن 50% حتى يمكن ترخيصه وعلى أن تتم متابعة نتائجه عن كثب حتى يمكن الوقوف على الآثار الجانبية له والتأكد من أنها نادرة وليست خطيرة.
وأكدت سواميناثان أن الهام هو أن يكون اتخاذ أي قرار معتمدا على العلوم وأن يكون اللقاح خضع للتجارب السريرية والمعايير المحددة المعروفة.
العدوى: أسئلة مازالت تبحث عن جواب
وردا على سؤال بشأن دراسات تشير إلى أن الطفل يمكن أن ينقل العدوى إلى شخص كبير حتى بعد ثلاثة أسابيع من إصابته ودون أن تكون لديه أعراض، قالت خبيرة المنظمة الدكتورة ماريا فان كركوف، إن إجراء تحاليل “بي سي آر” هامة للغاية لأنها تساعد الدراسات الخاصة بمتابعة الأشخاص ونقل العدوى من المصابين. وأشارت إلى أنه ليس بالضرورة أن ينقل المصاب العدوى إلى آخرين، مضيفة أنه في الدراسات تكون المحاولة لجمع عينات من أشخاص مختلفين وأن ماتم معرفته هو أنه يمكن نقل العدوى خلال 8 أو 9 أيام من الإصابة وبعد ذلك يكون نقل العدوى أضعف. ولفتت فان كيركوف، إلى أن نقل العدوى يكون أقوى في الأيام الخمسة أو الستة الأولى.
أما بخصوص نقل العدوى من الأطفال إلى الكبار فقالت فان كيكوف، إن المنظمة لم تكون رؤية واضحة بعد عن انتقال العدوى من الأطفال إلى الكبار«.
نصائح (OMS)للسيطرة على كورونا والتمكن من فتح المجتمعات
كشفالدكتور تيدروسادهانومجبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن هناك 4 خطوات حاسمة يجب على البلدان، والمجتمعات، والأفراد، التركيز عليها للسيطرة على انتقال عدوى فيروس كورونا حتى يتمكنوا من فتح مجتمعاتهم واقتصاداتهم بأمان.
+ منع إقامة الحفلات والتجمعات
في العديد من البلدان، شهدنا تفشيا متفجرا مرتبطا بتجمعات الناس في الملاعب والنوادي الليلية وأماكن العبادة وغيرها من الحشود.
+ تقليل الوفيات من خلال حماية الفئات الضعيفة
بما في ذلك كبار السن، والذين يعانون من ظروف أساسية والعاملين الأساسيين، قد تتمكن البلدان التي تفعل ذلك جيدا من التعامل مع مستويات انتقال منخفضة عند فتحها، من خلال حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، يمكن للبلدان إنقاذ الأرواح، ومنع إصابة الناس بأمراض خطيرة، وإزالة الضغط عن أنظمتها الصحية.
+ اتخذ الخطوات الفردية لحماية نفسك والآخرين
وذلك من خلال البقاء على بعد متر واحد على الأقل من الآخرين، وتنظيف يديك بانتظام، وممارسة آداب التنفس، وارتداء قناع، مع تجنب “العناصر الثلاثة”: الأماكن المغلقة، والأماكن المزدحمة، والاتصال الوثيق.
+ البحث عن الحالاتوعزلها وتتبع المخالطين
إن ترصد الحالات وتتبع مخالطيها عن كثب يساهمفيحصول المواطنين المصابين على الرعاية والعلاج ويحول دون استمرار انتقال الفيروس.تُبذل الجهود لتحديد جميع المخالطين المدرجين في القائمة وإطلاعهم على وضعهم مع أهمية الحصول على الرعاية المبكرة إذا ظهرت عليهم أعراض المرض. وينبغي أيضا تزويد المخالطين بالمعلومات عن الوقاية من المرض. وفي بعض الحالات، تكون تدابير الحجر الصحي أو العزل في المنزل أو في المستشفى ضرورية بالنسبة إلى المخالطين شديدي التعرض لخطر الإصابة بالمرض.
تقرير: كورونا يهدد إنجازات الرعاية الصحية
حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن الإنجازات الهائلة، التي تحققت على مدى عقود في مجال الرعاية الصحية، قد يُقضى عليها خلال فترة زمنية قصيرة، جراء جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأظهر مسح أجرته المنظمة، أن أكثر من 90 بالمائة من الدول تعطلت فيها خدمات الرعاية الطبية العادية، جراء مرض كوفيد-19.
كما حذرت المنظمةمرارا من تأثر برامج أخرى، تنقذ حياة البشر، بتفشي الجائحة، ووجهت النصح للدول بشأن تخفيف تلك الآثار.
وقال التقرير الذي صدر الاثنين: «أثر جائحة كوفيد-19 على الخدمات الصحية الضرورية مصدر قلق كبير».
وأضاف: «المكاسب الصحية الكبيرة التي تحققت على مدى العقدين الماضيين، يمكن أن تتبدد خلال فترة زمنية قصيرة».
وشمل المسح بيانات، خلال الفترة من مايو إلى يوليوز، من أكثر من مئة دولة. ومن بين الخدمات الأكثر تضررا التحصينات الدورية ضد الأمراض (بنسبة 70 بالمائة)، وتنظيم الأسرة (68 في المائة)، وتشخيص وعلاج السرطان (55 في المائة)، بينما تضررت خدمة الطوارئ في نحو ربع الدول المشاركة.
وتظهر أحدث الإحصاءات أن الفيروس، الذي ظهر لأول مرة في ديسمبر 2019، أودى بحياة نحو 850 ألف مصاب حتى الآن.