“أؤكد لكم أننا سنعذب أي خصم لعبنا ضده، ولن نكون الفريق السهل في كل المباريات…”.
التصريح لمحمد مديحي المدرب الحالي لفريق رجاء بني ملال، والذي أدلى به مباشرة بعد نهاية مباراة فريقه ضد الدفاع الحسني الجديدي، والتي انتهت بالتعادل الأبيض.
وفعلا كان مديحي في مستوى الالتزام الصعب الذي قطعه على عاتقه، والدليل النتائج التي يحققها حاليا الفريق الملالي تحت قيادته، وحتى عندما ينهزم، فإنه ينهزم بصعوبة بالغة، أو بخطأ فادح من الحكم.
وبالرغم من فقدان الأمل بصفة نهائية في الحفاظ على مكانته ضمن حظيرة قسم الكبار، فإن فريق عين أسردون، يواصل التحدي واحترام المنافسة الشريفة، والالتزام بالروح الرياضية العالية، وهو سلوك سوي يحمل الكثير من النبل والأخلاق، وتقدير الدور المطلوب من كل المكونات من لاعبين وطاقم تقني وإدارة مسؤولة.
فمنذ انطلاق مرحلة الذهاب، وبعد أن اتضحت الصعوبة التي كان يجدها الفريق في مواجهة قوة المباريات، واحتلاله المرتبة الأخيرة منذ انطلاق البطولة، ساد هناك تخوف كبير من إمكانيات حدوث تهاون أو استسلام من طرف الرجاء الملالي، الشيء الذي من الممكن أن ينعكس سلبا على مجريات البطولة، ويؤثر على مصداقية المنافسات خصوصا بمرحلة الإياب.
إلا أن هذا التخوف زال منذ استئناف المنافسات، بعد الحضور اللافت الذي أظهره الفريق في جل المباريات، حيث وقف الند للند أمام فرق تفوقه عدة وعتادا، والأكثر من ذلك لديها طموح المنافسة على المراتب الأولى وتتوفر على كل الإمكانيات المادية والبشرية.
فرغم الظروف الصعبة التي يمر منها الفريق، وقلة الإمكانيات، وانعكاس إصابة مجموعة من اللاعبين بوباء كورونا المستجد، واللعب باستمرار خارج الملعب، وصعوبة خوض الحصص التدريبية بطريقة مناسبة، وغيرها من الإحباطات الذاتية والموضوعية، فإن المجموعة استطاعت تجاوز كل المطبات لتشرف قميص الفريق الملالي بتاريخه العريق وجمهوره العريض.
كل هذه المعطيات تؤكد بالفعل أن فريق رجاء ملال يستحق جائزة الروح الرياضية من طرف الجامعة، نظرا للمسار الذي قطعه بالرغم من فقدان الأمل في الاستمرار ضمن بطولة القسم الأول، إلا أنه لازال صامدا، لا يتخاذل، ينافس بقوة، يمكن أن ينهزم، لكنه يوقع على حضور مشرف، ويكفيه أنه يرفع رأسه عاليا احتراما أيضا لخصوصية المنطقة المعروفة برجالاتها والمشهود لهم بالقوة والصلابة والصمود، صمود جبال الأطلس الشامخ.
>محمد الروحلي