رضوان بنزموري فنان تشكيلي مغربي من مواليد مدينة آزمور سنة 1987 ، متعدد التخصصات من رسم، طلاء، نحت، تركيب و فتوغرافيا، درس الفنون الجميلة بمدينة الصويرة ما بين 2004
و2007، يشارك ويعرض أعماله منذ سنة 2001 في المغرب وخارجه، يتميز بأسلوب خاص ورؤية متميزة تشكل لوحاته، حيث يختار لمفرداته تميزا واضحا، ويستعير لها من الألوان والخطوط قيما فنية خاصة ارتبطت في أذهاننا برسومات كبار الفنانين التشكيليين على المستوى العالمي الذين تميزوا بالرسم عن فطرة وعفوية، محاولين الإحاطة بكل ما يحيط بهم من أشكال مجردة، أو مسكونة بدواخلهم، ليقدموها على شكل لوحات مليئة بالمشاعر والأحاسيس الفياضة، سهلت المنال على المتلقي.
حاز رضوان بنزموري على العديد من الجوائز، من أهمها جائزة كارافاجيو الدولية للفنانين المعاصرين 2018 والجائزة الأولى في المسابقة الجهوية للفنانين التشكيليين الشباب التي نظمتها وزارة الثقافة المغربية 2013، أما على مستوى مشاركته في المعارض، فإنها تحظى بنصيب وافر وعلى نطاق واسع، وطنيا ودوليا، حيث عرض بكل من فرنسا، سويسرا، الولايات المتحدة الأمريكية، ايطاليا، اليابان، مصر، السعودية، اليونان، تونس، ترينيداد توباغو، ماليزيا، بلجيكا، كولومبيا، كوريا الجنوبية، إيران.. أما بخصوص أول معرض فردي والذي كان بوابته للاحترافية، فقد كان بفضاء دار دَاوُدَ بالصويرة سنة 2005، إلى جانب مشاركته في العديد من المهرجانات الدولية، ولقيمة أعماله فقد اعتبرت بعض لوحاته جزء من المجموعة الدائمة لمتحف سبتة الكبير (المغرب- اسبانيا)، وكذا متحف يوكونغ للفنون بالجيجي بكوريا الجنوبية، ومتحف الفنون البصرية في دزفول بايران، والعديد من المجموعات الخاصة سواء في المغرب وخارجه كفرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ايطاليا، السويد، الصين، السعودية، بلجيكا، كوريا الجنوبية و إيران.
يقول بأن الإرادة القوية التي كانت تسكنه منذ الصغر ونزعة البحث عن الذات، ترجمها في فترة الإعدادي والثانوي بشكل ميداني وتطبيقي من خلال دخول عالم الفن التشكيلي، ليطورها بعد التحاقه بمدرسة الفنون الجميلة بالصويرة، والإطلاع على تقنيات المدارس الفنية، حيث أصبح مدركا لخبايا الضوء والظل ووحدة المساحات والزوايا وتفكيك الوحدات اللونية، إنها مرحلة تجربة الموهبة والدراسة، كما يسميها، لتأتي بعدها تجربة البحث عن الذات، والعمل على صقل التجربة بالمزيد من الرسم والاحتكاك بالتجارب الآخرين، وبدأت تتشكل الرؤية المستقبلية لديه بالاشتغال على ما هو نفسي وروحي في بحث مستمر عن الذات وعن الحس الجمالي اللامتناهي، بعد أن كان في البدء الرسم لديه يقتصر على ما هو مستوحى من الواقع والطبيعة المحيطة به.
و ن أعماله، نقتبس شهادة في حقه من قبل الفنان التشكيلي أنس البوعناني من خلال ” كتالوغ ” الدورة الرابعة للملتقى الوطني للفنانين التشكيليين الشباب المنظم من طرف وزارة الثقافة سنة 2013، يقول: “في أعمال هذا الفنان حوار مفتوح بين بنية الفضاء التشكيلي من خلال موضوع المنظر الطبيعي ( الكلاسيكي) وبين الخصوصيات التقنية (الحداثية) التي تتم بها معالجة كل لوحة على حدة، يفقد الموضوع تمثله الواقعي في أعمال هذا الفنان الشاب ليصبح ذريعة تطفو من خلالها عين المتلقي في عالم من المساحات اللونية وضربات الفرشاة والفراغات المقصودة، تتحاور فيما بينها في غنائية تجريدية مفعمة ومن خلال تمكنه من التقنيات التشكيلية المتنوعة”.
لقد استطاع رضوان بنزموري من خلال أعماله التي يزاوج فيها بين كتل الألوان والأفكار المختزنة لديه، في نوع من المحاكاة كتجسيد بصري، أن يخلق نوعا من الدهشة والغرائبية للمتلقي، محفزا إياه على الانغماس في لذة الاكتشاف والتأويل، لما تحمله هذه اللوحات من أفكار وهواجس توازي دلاليا الرغبة المتخيلة للفنان وأفقه البصري أو ما يتشكل في وعيه الباطني، كما يقول أرسطو “الغرض من الفن هو تجسيد الجوهر السري للأشياء وليس استنساخ أشكالها”، هذا ما يسعى إليه الفنان رضوان بنزموري في أعماله المتطورة، المتكاملة العناصر جاعلا من التقنيات التعبيرية التجريدية هدفه الأساسي إلى جانب الرمزية التي زرعت أهدافها في منجزات كبيرة الحجم وفي خلفيات أحادية اللون وفق أشكال بسيطة، محولا إياها لفضاء مفتوح لكل القراءات، تتغنى بالحس الجمالي والابتكار والذوق الفني الراقي، الذي يأخذنا لمسافات في عالم الإحساس الجميل، وكأننا نحلق في سماء المعاني المشكلة بالألوان أو كسمفونية تنثر ألحانا وأنغاما، نتمتع بها حين تعانق العاطفية والشعور الذاتي.
< رضوان بنزموري