أكد وزير الصحة خالد آيت طالب، أن نتائج التجارب السريرية التي خضع لها 600 شخص من المتطوعين المغاربة كانت جد إيجابية وتؤكد سلامة ونجاعة ومناعة اللقاح المرتقب ضد “كوفيد-19”.
وقال آيت طالب، يوم الثلاثاء الماضي بمجلس المستشارين، إن اتفاقية الشراكة-الإطار التي تم إبرامها في إطار اللقاح تمنح المغرب نقل الخبرات خاصة وأنه لأول مرة في التاريخ، تتم تجارب سريرية على اللقاح، مفيدا بأنه سيتم إنتاج هذا اللقاح بالمملكة في المستقبل القريب،بما يمنح المغرب تموقعا مهما للاستفادة منه.
وأضاف أن الوزارة بصدد القيام بحملات تواصلية لتوعية المواطنين بأن اللقاح المرتقب هو منتوج تقليدي يماثل اللقاحات المعتمدة السابقة، وقد جرب على الإنسان. وبالتالي، فهو يتوفر على جميع شروط السلامة، كما أن المرحلتين الأولى والثانية من تجريب اللقاح أتبثنا نجاعته، مسجلا أن لجنة علمية مغربية رفيعة المستوى تواكب منذ البداية عملية إعداد اللقاح المرتقب. وأشار الوزير إلى أن المملكة تمكنت من احتلال مرتبة متقدمة في التزود باللقاح ضد (كوفيد-19)، بفضل المبادرة والانخراط الشخصي لجلالة الملك محمد السادس، اللذين مكنا من المشاركة الناجحة للمملكة، في هذا الإطار، في التجارب السريرية.
وبخصوص الوضعية الوبائية بالمملكة، كشف آيت الطالب، أن ارتفاع حالات الوفيات بالمملكة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد يرجع إلى الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات ودخول مجموعة من الأقاليم في المرحلة الثالثة من انتشار الفيروس.
وأبرز آيت الطالب، أن الارتفاع الذي الملاحظ في عدد حالات الوفيات في بلادنا مرده إلى الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات الذي رافق الرفع المتقدم للحجر الصحي، مع دخول مجموعة من الأقاليم في المرحلة الثالثة من انتشار الفيروس وهي مرحلة الانتقال الجماعي.
فكلما ارتفع عدد الحالات، يقول الوزير، ترتفع معه الحالات الصعبة وترتفع كذلك الوفيات، وهذا ما يؤكده معدل الفتك على المستوى الوطني، الذي بقي مستقرا طيلة أشهر في 1.7 بالمائة، الذي يعتبر من بين المعدلات المنخفضة في العالم، الذي تصل فيه نسبة الإماتة إلى 2.5 في المائة، بالرغم من الارتفاع اليومي لحالات الإصابة.
وسجل آيت الطالب أن التحليل الوبائي لقاعدة البيانات الوطنية المتعلقة بـ”كوفيد-19″ أظهر أن عوامل خطر الوفاة بالفيروس تشمل الذكور، والبالغين أكثر من 65 سنة؛ والذين يعانون من الأمراض المزمنة خاصة القلب والشرايين، والسكري والسرطان.
وأشار، في هذا الصدد، إلى ارتفاع معدل عمر حالات الوفيات، الذي يبلغ 66 سنة ونصف، بينما يبلغ معدل السن العام للحالات في المملكة 40 عاما؛ كما يلاحظ أن الذكور يشكلون 69 في المائة من مجموع الوفيات.
وأردف أن 55 في المائة من المتوفين كانوا يعانون من أمراض مزمنة خصوصا السكري، وارتفاع الضغط الدموي، والربو والأمراض التنفسية المزمنة، والسرطان، وأمراض القلب والشرايين، والقصور الكلوي، فيما حدثت 89 في المائة من الوفيات بأقسام الإنعاش والعناية المركزة.
أما بخصوص الأسباب الطبية المباشرة للوفاة، فلخصها الوزير في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بنسبة 54 بالمائة، وسكتة قلبية وتنفسية مع موت فجائي بنسبة 27 بالمائة، والصدمة الإنتانية بـ14 بالمائة، والحمض السكري بـ3 بالمائة، والانصمام الرئوي بـ2 بالمائة. هذا، وقد تميزت الوضعية الوبائية خلال الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة مساء من يومي الثلاثاء والأربعاء، بتسجيل 5391 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، و5757 حالة شفاء، و81 حالة وفاة.
وأوضحت الوزارة، في نشرتها اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ(كوفيد-19)، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 306 ألف و995 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 253 ألف و351 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 82.5 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 5013 حالة، لتستقر نسبة الفتك عند 1.6 في المائة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة، بين كل من الدار البيضاء-سطات (1706)، والرباط-سلا-القنيطرة (948)، وسوس-ماسة (656)،وطنجة- تطوان الحسيمة (486)، وجهة الشرق (462)، ومراكش- آسفي (356).
كما تم تسجيل 200 حالة بجهة كلميم- واد نون، و155 بجهة درعة- تافيلالت، و133 بجهة بني ملال-خنيفرة، و131 بجهة العيون- الساقية الحمراء، و129 بجهة فاس- مكناس، و29 حالة بجهة الداخلة- وادي الذهب.
وبخصوص حالات الوفاة، أشارت الوزارة إلى أنه تم تسجيل 19 بجهة الدار البيضاء- سطات، و13 حالة بجهة الرباط- سلا- القنيطرة، و12 حالة بجهة سوس- ماسة، و9 حالات بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، و8 حالات بكل من جهة مراكش- آسفي وجهة فاس- مكناس، و5 حالات بكل من جهة الشرق وجهة بني ملال- خنيفرة، وحالة واحدة بكل من جهة كلميم- واد نون وجهة العيون- الساقية الحمراء.
وبحسب الوزارة، فقد أصبح مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب يناهز 845.4 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 14.8 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، مع استثناء 17 ألف و428 حالة من كونها مصابة بالمرض، ليرتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى ثلاثة ملايين و404 ألف و49، فيما يبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا 48 ألفا و631 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة الموجودة حاليا بأقسام الإنعاش والعناية المركزة، والمسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 170 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 1040 حالة، 90 حالة منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، فيما يبلغ إجمالي الحالات التي توجد تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي 418 حالة. أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ”كوفيد-19″، فقد بلغ 38 في المائة.
> سعيد أيت اومزيد