أقامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يوم الجمعة الماضي بسلا، حفل استقبال على شرف المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 20 سنة، المتأهل لمنافسات كأس إفريقيا للأمم التي ستجرى أطوارها بموريتانيا سنة 2021.
وهنأ رئيس الجامعة فوزي لقجع، خلال هذا الاستقبال الذي أقيم بمركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، عناصر المنتخب الوطني بالتأهل، داعيا إياهم إلى العمل والاجتهاد أكثر لتشريف كرة القدم المغربية في الاستحقاقات المقبلة التي تنتظرها.
وأبرز لقجع أن لاعبي المنتخب الوطني ظهروا بمستوى جيد في دورة شمال إفريقيا التي أقيمت بتونس، مؤكدا أنهم كانوا نموذجا يحتذى به سواء في المباريات أو في التداريب.
وشدد لقجع أن الجامعة ستوفر للمنتخب الوطني جميع الإمكانات لتشريف الكرة المغربية في العرس القاري، قبل الدخول في الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها أولمبياد بباريس 2024، مؤكدا أن هذا الجيل سيكون أمل المغاربة في بلوغ كأس العالم 2026.
“سعيد بلقائكم للمرة الثانية هنا بمركب محمد السادس، حيث التقينا قبل سفركم إلى تونس. وقلت لكم آنذاك: إنكم الأفضل. عليكم أن تثقوا في قدراتكم وتذهبوا لتونس لتحقيق التأهل. فهنيئا لكم بالتأهل، وهنيئا لكم بالمردود، لقد تابعت المباريات، وكنت سأحضر لمتابعة المباراة الأخيرة، لكني تابعته بالتفاصيل الدقيقة. كنتم نموذجيين كبعثة مغربية وهذا شرف لنا ولكرة القدم المغربية، وكذا داخل أرضية الملعب من خلال الدفاع عن القميص الوطني، وسوف تشعرون شيئا فشيئا بدلالة حمل قميص المنتخب الوطني، والذي هو شرف كبير لكم أن تمثلوا المملكة المغربية. وكنتم نموذجيين أيضا خارج الملعب، سواء خلال التداريب أو في الفندق. وحرصنا من باب الواجب، أن نسخر لكم كافة الإمكانيات اللازمة والممكنة لتقديم الأفضل.
الآن، أعتقد أننا قطعنا مرحلة بسيطة جدا في مشوار طويل، لأوضح، تأهلنا إلى كأس أمم إفريقيا بنواكشوط التي ستجرى في فبراير 2021، وهذا يعني أنه على امتداد شهر ونصف الشهر سنكون جاهزين للتوجه إلى نواكشوط للدفاع عن القميص الوطني. أعرف طعم تأهل أتى بعد 15 عاما من الغياب، وبالتالي فالمسؤولية الملقاة على عاتقكم تزداد.
سوف ألتقي في غضون الأيام القليلة مع الطاقم التقني بقيادة زكريا عبوب لتسطير برنامج يتضمن شيئا واحدا فقط لا غير هو العمل المتواصل ثم العمل ولا شيء غير العمل من هذه اللحظة إلى غاية شهر فبراير للذهاب إلى نواكشوط التي تعتبر المحطة الثانية من هذا المسار، كمسلسل انتهت حلقته الأولى بالتأهل، وهي التي مررتم بها. وستبدؤون في حلقة ثانية بنواكشوط، ومرة أخرى لا مجال لنا فيها للخطأ، لأن الأمر يتعلق بالمغرب وأنتم تحملون قميص المغرب، ولا يهمنا أي شيء آخر. بالنسبة لي أنتم الأفضل في فئة أقل من 20 سنة في المغرب. وكما قلت لا يهمني ماذا يبذل من مجهود هنا أو هناك. بالنسبة لي نحن المغرب، وعلينا أن نعمل بأقصى جهد بأفضل الإمكانيات في هذا المركز ذاته، ولذلك لتصلوا في أفضل مستوى لكم إلى نواكشوط الحلقة الثانية.
ومن بعدها هناك مجموعة من الحلقات. وهذا هو الأمر الأساسي بالنسبة لكنا. عليكم عدم الالتفات إلى ما يحدث حاليا سواء تأجيل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كأس العالم للشباب أو انتشار جائحة “كوفيد-19” في العالم.

وكما قلت سابقا، فمنتخب أقل من 20 سنة هو المنتخب الذي سيشارك في أولمبياد باريس 2024، أنتم من يجب أن يكون الفريق الوطني الأول في كاس العالم 2026 بالولايات المتحدة. وهذا هو المهم، ومن أجل العمل على تحقيق هذه الأهداف سوف أقدم لكم بعد النصائح، ليس كرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل كأخ وواحد منكم. وسأقولها لكم واحدا واحدا. الشيء الوحيد الذي يجب أن تضعوه نصب أعينكم هو العمل، وانسوا المستحقات، والانتقالات، والأندية … تذكروا شيئا واحدا هو العمل من أجل أن تطورا مستواكم لأقصى حد. لا تتعجلوا المكافآت ولا تبحثوا عن الثمار. سوف تواجهون الكثير من المغريات، لكني تأكدوا أن ذلك لا يساوي أي شيء. عليكم بالعمل المتواصل. من جهتي سوف أسهر شخصيا لكي تعملوا في ظروف جيدة وفي أجواء احترافية. لكي تكونوا في قمة مستواكم في المحطات التي ذكرتها، نواكشوط، كأس العالم لا يهمنا متى ستجرى 2022 أو 2022. نحن سنشتغل باستمرار. الأمر نفسه ينطبق على منتخب أقل من 17 سنة، لأن منتخب أقل من 20 سنة هو منتخب أقل من 17 سنة حاليا. وأنتم ستصبحون في المنتخب الأولمبي ثم المنتخب الأول، أي أننا ستدخل في دائرة احترافية للمنتخبات الوطنية، وإلا سنصل إلى تحقيق إنجازات عابرة. فلا يعقل أن زملاءكم قي منتخب الشباب، والذين كانوا مع المدرب فتحي جمال لم نعد نراهم بعد ذلك، وهم الذين لعبوا ضد إسبانيا في مونديال 2005، هذا الفريق كان عماد منتخب إسبانيا الذي فاز بكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. هذه هي كرة القدم التي يجب أن تؤمنوا بها. فأنتم الذين ستمثلون المغرب في كأس العالم مستقبلا. أنتم المنتخب الأول.
كونوا احترافيين في أنديتكم أو حياتكم الشخصية، فلديكم مستوى تقني جيد. وبمقدوركم أن تذهبوا بعيدا. إنكم أبطال حقيقيون. ثقوا في أنفسكم وستصبحون أبطالا. وبالعمل الشاق ستصبحون أساطير كرة القدم، ومرجعا أيضا. كأس العالم لأقل من 20 سنة بالنسبة إليكم هو محطة في المسلسل. أنتم هو المنتخب الأول، وكأس العالم. وفي حال ما إذا استغلنا جيدا كما يجب ستظهرون بشكل جيد في هذا المونديال، وهذا هو الهدف، وإذا كنا نتقاسم هذا الهدف والثقافة سنكون الأفضل. أكثر من هذا سأكون رهن إشارتكم. وهذا واجب وطني كمغربي يحب وطنه. وإذا كنا لا نتقاسم هذه الثقافة وهذا الأفق فعلينا أن نقولها منذ البداية… وبهذه المنهجية سوف نجعل منكم أبطالا في المستقبل القريب… مرة أخرى هنيئا لكم. وضعوا نصب أعينكم الآن وفي المستقبل القريب لا شيء سوى العمل ثم العمل وستصبحون أبطالا حقيقيين، وتذكروا كلامي هذا”.