كان آدم في الثامنة عشرة من عمره حين أصيب بنزلة برد بدأت بسيطة لكن أمدها طال أكثر من المعتاد وازدادت مضاعفاتها قوة وخطورة شيئا فشيئا حتى اضطر والدا آدم لاصطحابه إلى الطبيب، ليتبين لاحقا أنه يعاني من أمر أخطر بكثير، إنه يعاني من القصور القلبي.
إنه واحد من الأطفال والمراهقين الذين أصيبوا بحالة القصور القلبي، والتي كشف الخبراء عن كونها تعد إحدى مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا كذلك.
ولأن آدم وقتها كان رياضيا يمارس الهوكي، وكان الموسم في أوجه، فقد تجاهل أعراضه. وبعد شهرين أو ثلاثة من السعال والإرهاق، تطورت نزلة البرد. قال ميلار لموقع صحيفة (USA Today)الأمريكية: «لم تكن لدي الطاقة الكافية لأقف وأغسل أسناني».
القصور القلبي لدى الأطفال
يقلق الأطباء
القصور القلبي -الذي يسببه عادة التهاب عضلة القلب- حالة نادرة الحدوث في المراهقين والشباب، وأكثر شيوعا في المسنين الذين يصابون به نتيجة لتراجع وظائف القلب على مدار عدة أعوام.
لكن منذ بداية الجائحة، أصيبت مجموعة فرعية صغيرة جدا من صغار السن المصابين بكوفيد-19 بالقصور القلبي.
نعم، يمكن للأطفال أن يصابوا بكوفيد-19. ففي الولايات المتحدة، أكثر من مليون طفل أصيبوا منذ بداية الجائحة، وفقا للتقارير.
وخلال الصيف، أفاد الأطباء في نيويورك بأن طفلا عمره شهران تم تشخيصه بكوفيد-19، وأصيب لاحقا بالقصور القلبي، ما أشار إلى عنصر آخر في قائمة مضاعفات كوفيد-19 عند الأطفال.
كان الصبي يختنق، وتحول لونه لاحقا إلى الأزرق رغم عدم إصابته بالحمى أو السعال أو أي علامة أخرى على العدوى، وفقاً لما نقله الأطباء في دورية أمراض القلب التابعة للكلية الأمريكية.
إنها الحالة الأصغر سنا من بين الحالات المعروفة للقصور القلبي الذي تسبب فيه كوفيد-19، وفقا د. مادو شارما لموقع (MedPage Today). شارما طبيب بمستشفى الأطفال بمدينة مونتيفيوري بمدينة نيويورك، وشارك في كتابة تقرير الحالة.
لكن هذه ليست الحالة الأولى من حالات القصور القلبي في صغار السن الذين أصيبوا سابقا بكوفيد-19.
فقد خضع 26 رياضيا من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية تأكدت إصابتهم بكوفيد-19 لفحوص على القلب، بعد أن ظهرت عليهم أعراض خفيفة أو لم تظهر أي أعراض على الإطلاق. وأظهر 50% منهم تقريبا مشاكل في وظائف القلب، ودخل 15% منهم في تصنيف التهاب عضلة القلب، وفقا لدراسة من الجامعة في سبتمبر.
متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة
وأسباب القصور القلبي الناتج عن كوفيد-19 تأتي من متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة، وفقا لد. غاري ستيبلتون، طبيب أمراض القلب عند الأطفال بمستشفى الأطفال في تكساس. تصدرت تلك المتلازمة عناوين الأخبار في 2020 حين بدأ عدد صغير من الأطفال المصابين بكوفيد-19 يظهر عليهم التهاب القلب والرئتين والكليتين والدماغ والجلد والعينين والجهاز الهضمي. وهذه الحالة تستجيب عموماً للعلاج.
ومع أن التهاب عضلة القلب في هذه الحالات خفيف في بعض الأحيان، فإنه وفقا لستيبلتون «يمكن أن يكون حادا لدرجة تتطلب دخول العناية المركزة والكثير من الأدوية والدعم الطبي».
لا تظهر أعراض الالتهاب على أكثر الأطفال المصابين بكوفيد-19. وحين تفعل، تسبق الإصابة بالفيروس الالتهاب الأولي بأربعة إلى ستة أسابيع. ومنذ بداية الجائحة، ظهرت 1200 حالة إصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة في الولايات المتحدة و20 وحالة وفاة، وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
كيف يمكن للوالدين التعرف عليه قبل فوات الأوان؟
وقال ستيبلتون: «لا توجد أي طريقة للتنبؤ بمن سيمرض ومن لن يمرض». لكن إن لم تشخص الحالة وتعالج، يمكن أن تؤدي متلازمة الالتهاب إلى مضاعفات كبرى.
وأول شيء ينبغي على الآباء الانتباه له هو أي تغيرات في الروتين اليومي للطفل، وفقا لستيبلتون.
وإن عانى المراهقون من الإرهاق، أو مشاكل قلبية تنفسية مثل صعوبة التنفس، أو مشاكل في الجهاز الهضمي، ينصح ستيبلتون بزيارة الطبيب.
إن متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة والقصور القلبي ليسا حكما بالإعدام على صغار السن. ويمكن أن يتضمن العلاج العديد من التدخلات الدوائية والميكانيكية. في يونيو الماضي، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريحا باستعمال جهاز(Impella)، أصغر مضخة قلبية في العالم، في حالات الطوارئ.
لكن القصور القلبي يمكن أن يكون تجربة مروعة رغم كل شيء.
ميلار الآن، طالب في العام الأول بجامعة نورث إيسترن. وقد تعافى من مرضه منذ ذلك الحين، لكن الإصابة بالنسبة له كانت «جرس إنذار مدو».
يقول ميلار: «لقد كنت رياضيا أركض الميل في خمس دقائق، ثم صرت طريح الفراش وفقدت 70 رطلا من وزني، وقيل لي إن حياتي تغيرت للأبد. علينا أن نستمع إلى أجسادنا».