قيادة الجبهة الانفصالية وماكينة البروباغاندا الجزائرية يواصلان ترويج أخبار حروب لا يشاهدها أحد سواهم، ويتحدثون عن انتصارات يحققونها بلا أي شهود أو آثار، ويمعنان في تكرار الافتراء علانية وجهارا، وذلك ليس فقط لمحاربة ما يلفهم من اختناق وخيبة، ولكن لفرض شعور نفسي وواقع إعلامي قد يصدقه البعض.
من المؤكد أن المغرب لا يهوى مثل هذه الألاعيب البلهاء، ويصر، بدل ذلك، على الحقائق كما هي على الأرض ويعاينها الجميع، وهو يقدر على هزم كل تهديد مهما كان مجنونا.
والحقيقة هي أن الوضع العام في الكركرات وحواليها يعتبر عاديا وآمنا، وحركة المرور طبيعية، وهو ما يمكن لأي كان أن يلمسه ويدركه ويشهد به، وكل ما تقترفه عناصر العصابة الانفصالية من شطحات لا يؤثر في هذا الوضع ولا يغير حقيقته، وإنما فقط يكشف الهيستيريا التي يحياها الانفصاليون، وحجم العمى والحمق الذي أصابهم.
نعرف أيضا أن خصوم المغرب لا يرتاحون أبدًا لما تكون المنطقة هادئة وآمنة، وهم لا يحسون بالحياة إلا لما تكون الأوضاع غير ذلك، وينتشر القلق في المحيط، ولدى قوى المجتمع الدولي، وقد عبروا عن ذلك مرارا من خلال شطحات سابقة، وعبر مغالطات كثيرة سبق أن روجوا لها.
لكن ما اقترفته عصابة تيندوف في نهاية الأسبوع، يبرز حجم الورطة التي يوجدون فيها، وقد استطاعت أكاذيبهم الدعائية واستعراضاتهم الوهمية أن تنتشر، لأن المعلومة الرسمية الحقيقية لم تحضر في الوقت لتفضحهم، ولتكشف الكذب.
طيلة السبت بقيت أخبار الاستفزاز تتداول وتنتشر وسط الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى سائقو الشاحنات الذين تواجدوا عند المعبر غمرهم القلق، وشرعوا يتبادلون التنبيهات فيما بينهم عبر تطبيق الواتساب، ولا أحد امتلك جوابا رسميا حقيقيا، عدا قناعتنا كلنا بأن الطرف الآخر لا يروج سوى الوهم والكذب، وعدا ثقة المغاربة في قواتهم المسلحة الملكية وكل الأجهزة الأمنية الوطنية الساهرة على حماية الحدود والاستقرار.
وإذا كان هناك من شيء نستفيده مما وقع، فهو التذكير بأهمية المعلومة، وضرورة الإصرار على تمتين الجبهة الداخلية والتواصل مع الرأي العام الوطني بشكل مستمر.
خصوم المغرب يخوضون اليوم حربا إعلامية حقيقية ضد بلادنا، ويروجون المغالطات والزيف والكذب، وبدورنا يجب أن نحضر في هذه المواجهة ونبرز ما نمتلكه من حقائق.
لكي تستطيع صحافتنا الوطنية والقوى السياسية والمجتمعية الحضور في هذه الحرب، ولكي تدافع عن المصالح الوطنية، يجب أن تصلها المعلومة الرسمية المؤكدة في وقتها، وأن لا يتم التعاطي مع الأمر باستخفاف ولا مبالاة…
ترك الخصوم ينشرون المغالطات والكذب بلا رد أو فضح، يعني مساعدتهم على صنع وقائع إعلامية غير صحيحة، ودفع الناس إلى تصديقها، خاصة عندما لا يكون مقابلها رأي آخر، أو عندما تبقى الأكاذيب وحدها على الأرض.
لقد حقق المغرب انتصارات حقيقية وتاريخية على المستوى الديبلوماسي والدولي المتصل بملف وحدتنا الترابية، ويباشر جهدا تنمويا وتدبيريا وأمنيًا كبيرا على الأرض، ولكن كل هذا يتطلب التثمين والتعريف على صعيد الإعلام، والاعتماد على الصحافة الوطنية والمهنيين المغاربة في هذه المعركة التي تمثل لغة عالم اليوم، ويجب أيضا الوعي بأهمية فضح أكاذيب أبواق النظام العسكري الجزائري، وعدم ترك شعبنا فريسة لماكينة الانفصاليين.
الخصوم يروجون اليوم للبلاهة، وحتى لما يسخر منهم الجميع، فهم لا يبالون ولا يخجلون، وفِي المقابل يمتلك المغرب الحقائق، وهو ما يجب إبرازه وتثمينه والتعريف به، والرد، بواسطته، على تفاهة الخصوم.
<محتات الرقاص