أكد الدولي المغربي ولاعب نادي تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش، أنه واثق من بلوغ نفس المستوى الذي قدمه عندما كان لاعبا لنادي أجاكس أمستردام الهولندي، بعدما مر بفترة صعبة نوعا ما بسبب الإصابة.
وقال زياش (27 عاما) في حوار مع الموقع الرسمي لتشيلسي، إنه استفاد كثيرا من لعب كرة القدم في الشوارع قبل الالتحاق بأكاديمية درونتن بهولندا، للوصول إلى ما وصل إليه الآن كلاعب كرة قدم محترف.
وتحدث الدولي المغربي عن بداياته في ممارسة اللعبة بالأكاديمية قبل الالتحاق بالفريق الأول ودورها في أن يصبح لاعب وسط حرا في رقعة الملعب، مقرا بأنه بات يفضل اللعب قريبا من منطقة جزاء الخصم.
كما اعترف زياش بأن القوة الجسدية كانت أكثر نقطة يعمل على تطويرها منذ انطلاقة مشواره الكروي في التداريب بسبب بنيته الضعيفة، مبرزا السبب الذي جعل جماهير أجاكس تلقبه بـ “الساحر”.
ورغم أنه تلقى تكوينه الكروي بأوروبا، أشار زياش المنضم لكتيبة “البلوز” في يوليوز 2020 مقابل 40 مليون يورو، إلى أنه تعلم بعض الأشياء من ممارسة اللعبة عندما كان يزور المغرب في الصغر.
واختتم زياش الذي سبق له زيارة لندن في مواجهتين أمام تشيلسي بالذات وتوتنهام، حديثه بأنه بدأ في التأقلم مع الأجواء بناديه رغم تعرضه للإصابة في مناسبتين والظروف الصعبة بسبب الوباء.
تماما مثل اللاعب الهولندي الأكثر شهرة بتشيلسي رود خوليت، ترعرعت وأنت تمارس كرة القدم في الشوارع، ومررت أيضا من خلال نظام تنمية الشباب المهنية في هولندا، والذي يشتهر بإنتاج اللاعبين المهرة والفنيين. كيف جعلك هذان الجانبان اللاعب الذي أنت عليه الآن؟
>> كرة القدم في الشوارع تظل دائما مختلفة عن كرة القدم الاحترافية. ما تأخذه من الشارع هو العقلية. بالنسبة لي كنت ألعب دائما ضد لاعبين أكبر مني لأنني كنت دائما أصغر. كان بإمكاني اللعب بشكل جيد في ذلك الوقت. والرجال أكبر لعب اللعبة من الصعب. وبالتالي تحصل على هذا النوع من العقلية، وتعتاد عليها. لكن بعد ذلك عندما تبدأ في التفكير في الكرة الاحترافية، فإن الأمر مختلف تمامًا، ولكن العقلية التي تعلمتها من كرة القدم في الشارع، تأخذها معك في الملعب. مع كرة القدم الاحترافية لديك قدرة لتحسين الأشياء الأخرى. عليك أن تكون قويا لأن الكرة الاحترافية رائعة، لكن الأمر يتطلب أيضا الكثير من الأشياء. في بعض الأحيان عليك أن تعاني لأنني عندما كنت صغيرا اضطررت إلى مغادرة بيتي عندما كان عمري 13 أو 14 وأنت لا تزال في مرحلة الطفولة. هنا يفترض أن تعيش وتستمتع بحياتك كطفل. ولكن في بعض اللحظات لم أستطع، لأن عليك أن تعاني ويتوجب أن تؤمن بأن كرة القدم هي كل شيء. في الأكاديميات الهولندية هم دائما مشغولون بتعليمك أشياء جديدة لكنها أيضا يسمحون لك أن تفعل كل شيء على طبيعتك. أن تفعل الأشياء التي تعتقد أنها الأفضل والاستمرار في تحسينها. لديك مسؤوليتك عندما لا تكون لديك الكرة، لكن نحن كفريق عندما نملك الكرة نكون أحرارا. وهذا من أهم الأشياء التي تتعلمها في هولندا. فقط كن حراً والعب واستمتع باللعب.
> ما هو أول تدريب قمت به؟
>> في البداية عندما بدأت كرة القدم عندما كنت في الخامسة من عمري، كان الأمر ممتعا. صباح السبت وبعد الظهر، كنت في الفريق ولكن بعد المباراة كنت لا تزال تلعب كرة القدم مع أصدقائك. عندما كنت في العاشرة أو الحادية عشرة بدأت بالذهاب إلى أكاديمية احترافية ولكن قبل ذلك كان من أجل الاستمتاع، واللعب في كل مكان، بجوار المنزل أو المدرسة. في كل مكان حيث من الممكن اللعب، لعبت كرة القدم.
> اشرح لنا كيف أصبحت لاعب بالقدم اليسرى يلعب في الجهة اليمنى أكثر من الجهة اليسرى؟
>> في الأكاديمية كنت ألعب دائما في خط الوسط وعندما بدأت بالذهاب إلى الفريق الأول، كنت لا أزال في المركز رقم 10، ثم لاحقا بأربع أو خمس سنوات بدأت أذهب أبعد في الملعب، لأن المدرب أخبرني بأن لدي المزيد من الحرية في القيام بما أريد بالكرة. قال يمكنني الإبداع مع الكرة عندما أكون حرا في الملعب، بغض النظر عن المكان سواء وسط الميدان أو في اليمين أو اليسار، لأنه بقدر ما كنت حرا في اللعب بقدر ما تقدم أداء أفضل وأكثر إبداعا.
> لقد رأيناك مؤخراً تلعب أكثر كمهاجم داخل منطقة الجزاء..
>> إنه موقع أحب اللعب فيه، لأنك تتحمل مسؤولية أن الكرة معك، ولكن أن تكون لديك الكرة عليك العثور على مساحة ومحاولة لعب كرة القدم. هذا أكثر ما أحب. الحصول على بين الخطوط، والبحث عن مساحة، بين الخطوط مع لمسة أو لمستين. خاصة في هذا الموقف لديك الكثير من الخيارات لأن المدافع يخرج من منطقته، وإذا لم يكن قادما يمكنك أن تستدير وتجد المهاجم أو الجناح الأيسر أو الجناح الأيمن في المساحة. لديك الكثير من الخيارات.
> ما هي المهارات التي عملت عليها أكثر عندما كنت صغيرا وقمت بتطويرها؟
>> القوة (الجسدية) لأنني لم أكن طفلا قويا. كنت نحيفا، وكان لي دائما علامة استفهام حول ما أستطيع فعله بسبب جسمي. هذا كان أكثر شيء عملت عليه. لكن بالطبع فأنت تتعلم أيضا كل يوم في التداريب حول نقاط جيدة وحتى أشياء سبق لك تعلمها. نلعب كل يومين ونحافظ على الثبات في المستوى والتقدم. لا يهم إذا كانت هناك جوانب جيدة أو سلبية. المهم أنك في تطور مستمر. أعتقد أن مهاراتي في التمرير جاءت بشكل طبيعي لأنني أحب دائماً أن ألعب ما أراه حتى عندما لا يرى الآخرون المساحة التي يحاولون، دائماً العثور عليها، حتى عندما يفكرون أن هذا غير ممكن، فهذا ممكن دائماً. إنه شيء أتدرب عليه دائما. حتى ولو لم يكن ذلك بالشكل الذي أريد. أنا من النوع الذي يحاول ويستمر في المحاولة إلى أن ينجح في نهاية المطاف. كرة القدم عبارة عن تفاصيل وليس هناك إلا لحظة يجب عليك فيها الفوز بالمباراة. حتى عندما تكون قد حاولت ذلك 6 أو 7 مرات ولم تنجح. قد تكون المرة الثامنة ناجحة ويمكنك الفوز في المباراة. أعتقد دائما أنك إذا لم تحاول، لن تكون لديك إمكانيات. عليك دائماً محاولة إنشاء خيارات.
> كيف حصلت على لقب “الساحر”؟
>> أتذكر أنني لعبت مباراة مع أجاكس، وقدمت أداء جيدا. بعد المباراة نشر مسؤول عن مواقع التواصل بأجاكس شيئا ما مع هذا الاسم. ومنذ تلك اللحظة بات الجميع ينادونني بالساحر. حتى الآن بعدما غادرت أجاكس وجئت هنا، يناديني الناس في الشارع بالساحر عندما أزور هولندا. البعض يستعملون رمزا تعبيريا في مواقع التواصل الاجتماعي.
> تعلمت اللعبة في الغالب في أوروبا ولكن هل لعبتك تتأثر بشمال إفريقيا بأي شكل من الأشكال؟
>> عندما كنت صغيرا كنت أزور المغرب كثيرا، لكن لاحقا لم أعد أذهب إلى هناك كالسابق. في الصغر كنا نلعب في الشوارع أو في أي مكان، وليس لديك الأشياء التي لديك في أوروبا لأنك تلعب على الأرض، تلعب في الشارع ولكن في الشارع ترى في كل مكان أشياء مكسورة. هذا النوع من الأشياء يجعل الأمر أكثر صعوبة لأنه عندما تقع لا تعرف أبداً ماذا يوجد على الأرض. كانت لدي تجارب مجنونة وجرحت نفسي مرارا.
> في أحد الحوارات السابقة بعد الانضمام إلى تشيلسي قلت إن هدفك هو اللعب بنفس الأسلوب في الدوري الممتاز كما فعلت في أجاكس. هل وجدت ذلك ممكناً؟
>> أعتقد أنني كنت قادرا على القيام بذلك. بطبيعة الحال، فإن الأشهر الستة الماضية لم تكن بالضبط كما اعتقدت أنها ستكون، ولكن هذا ما حصل. ما نزال بحاجة إلى مواصلة التطور. كنت سيء الحظ مع إصابتي عندما قدومي، لكن لا يزال هناك وقت. أعلم على وجه اليقين بأنني أستطيع أن أفعل ذلك وأستطيع أن أصل إلى نفس المستوى الذي كنت عليه في أجاكس هنا في تشيلسي.
> هل كنت تعرف لندن قبل انتقالك؟
>> لقد كنت هنا مرتين في الموسم الماضي مع المباراة ضد تشيلسي والموسم السابق عندما لعبنا أمام توتنهام، ولكن بخلاف ذلك لم أكن قد ذهبت إلى لندن من قبل. من الصعب معرفة أشياء حول هذا الموضوع بسبب الظرف الذي نعيش فيه الآن، ولكن نأمل أن تأتي أوقات أفضل وسأرى المزيد من المدينة.
رغم تعرضك للإصابة مرتين والمشاكل الناجمة عن وباء عالمي، هل تشعر بأنك مستقر تمامًا في تشيلسي الآن؟
>> طبعا. أنا هنا منذ 6 أو 7 أشهر، وبدأت في التأقلم تدريجياً مع الوضع. في البداية كل شيء جديد وهذا جيد، لكني أحب أيضا أن أكون مع عائلتي ووالدتي وإخوتي وأصدقائي. في الوقت الراهن هذا ليس ممكنا. حتى بعد فترة من الوقت كان ذلك صعبا بعض الشيء ولكن عليك أن تبدأ في التعود على ذلك. لم أقابل بعد المشجعين. كانت هناك مباراة سيحضرها المشجعون، لكني تعرضت للإصابة بعد 25 دقيقة ضد ليدز! آمل أن تأتي أوقات أفضل، ويكون الجميع قادرين على المجيء إلى الملعب.
> ترجمة: صلاح الدين برباش