الفنان الموسيقي حسن بنار: طموحاتي الحالية هي الدفع بمشاريع تهذيب شباب المجتمعات العربية بالموسيقي الطربية الملتزمة

حسن بنار، مغربي الجنسية، من مدينة بني ملال، عمل بميدان التربية والتكوين لمدة 37 سنة. 
عشق الفن منذ صغره. كان  من محبي الطرب الأصيل، وظل متعلقا بهذا اللون الغنائي إلى أن اهتم بالعزف على آلتي العود والناي منذ 1983 
   عمل منذ بداياته الأولى في المجال الفني على تنظيم معارض للموسيقى والفن والرقص إضافة إلى قرض الشعر والتمثيل.
أكد في حوار أجرته معه “بيان اليوم” أن الإرهاصات الأولى في عالم الفن تشكلت رفقة تلاميذته حين كانوا  يداومون على إنشاد أغاني الأعياد الوطنية، وأغاني فلسطين، وأغاني الرواد منهم، المغاربة والمشارقة.
وأشار  إلى أن الأغنية العربية الكلاسيكية كانت ولازالت هي ذاك النموذج الذي لن يموت أبداً، لأن روادها كانت لهم مواهب حقيقية، وأحبوا الموسيقى بصدق.
ودعا الملحن حسن بنار إلى فسح المجال، وإيلاء أهمية كبرى للشباب كي يفجروا طاقاتهم الإبداعية في كل المجالات، والاقتداء برواد الأغنية العربية، مع إخضاعها لتطورات المجتمع، وذلك بالتسريع شيئا ما من وثيرة اللحن، واعتماد قصائد قصيرة.

> لا شك أنك تأثرت في تجربتك الفنية ببعض رواد الفن  العرب والعالميين؟
< صحيح أن أول أغنية تعلقت بها كانت للمرحوم “عماد عبد الكبير” بعنوان “راجع لي ثاني بالأفراح”، آنذاك كان سني 13 سنة، 
وبعد ذلك أغرمت بسماع  أغاني كل من  الفنان عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي و محمد فويتح و أحمد  لغرباوي وإسماعيل أحمد ، لأنها ذات كلمات راقية وأداء جميلا .بالإضافة عزيزة جلال ورجاء بلمليح محمد الحياني في رائعة” راحلة “و فتح الله لمغاري وأحمد البيضاوي والمشارقة وكان منهم بالخصوص محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفيرو  ثم شريفة فاضل  و اسمهان، فريد الأطرش هؤلاء العمالقة مغاربة وعرب تركوا بصماتهم على الساحة الفنية العربية من خلال خالداتهم التي أطربت المتلقي بجمالية الأداء واللحن والكلمة الهادفة.

> هل لك أن تحدثنا عن محطات التكوين في المجال الفني؟
  < أكيد أن الموهبة لوحدها لا تكفي لصقل الأفكار والتقنيات سواء في مجال العزف أو الأداء، بل لا بد من تكوين في المجال، ولذلك فقد استفدتت من أربع سنوات للتكوين الموسيقي من سنة 1990 إلى غاية 1994 حيت درست السولفيج، والعزف على آلة
العود بالمعهد الموسيقي لبني ملال.

> ماهو  اللون الموسيقي البارز في تجربتك الشخصية.؟   
< لا شك أن  اللون الموسيقي الذي أعشقه هو الكلاسيكي العربي. أستعمل بالخصوص المقامات الموسيقية التالية: سلالم مقام راست، نهاوند، بيات، سيكا، والكرد على الري.
  أهم الشعراء الذين حظوا بتلحين أشعارهم، وبلدانهم.      الشعراء الذين تعاملت معهم فهم كثيرون منهم حسب البلدان العربية:
المغرب: (نور الدين المتوكل ، محمد مكي ، أحمد الناعي ، أمان البشير ، خالد الجامعي ، طارق المهتدي فاطمة الرحالي ،يوسف بوزيد، خديجة الطيب ،خالد لعجامي ،  غزلان شرفي ، فاديا حسون ،هدى أحمد، بديعة شمس ،موسى حسن ، نور الدين قبة ، عبد النبي احجيرة ، سعيد محتال ،عبد الرحمن بوطيب ، الطفلة عبير عزيم).
الجزائر: (أنيسة قاسمي ،ظيوسف امباركية).
تونس: (أمان قاسم ،خالد الساسي، جميلة القابسي شكري مانيطة ،مفيدة السياري).
مصر: (فاتن عبد النبي ،بتول العكربي
سوريا: (محمد الصواف).

> كيف هي  علاقتك مع شعراء الفيس بوك؟
< علاقتي وطيدة مع شعراء الفيس بوك، مبنية على الاحترام والتعاون في سبيل الرفع من قيمة 
القصيدة العربية، سواء بالفصحى أو بالعامية، رغم أنني أفضل القصيدة العربية بالفصحى.

> ماهي أهم الأصوات التي حظيت منك بألحان شخصية؟

– هناك صوتان رجاليان أتعامل معهما الآن، ولديهما من الكفاءة ما يظهرهما كمطربين في المستوى، وآخر من تلاميذ المدرسة تربى على يدي نواحي مدينة سوق السبت ببني ملال، لديه مجموعة موسيقية تتغنى بالكلاسيك والشعبي وخاصة في الأعراس.
كما أؤكد أن الباب مفتوح لجميع الأصوات النسائية والذكورية للتعامل معها.

 > ما رأيك في الأغنية العربية المعاصرة؟
< الأغنية العربية الكلاسيكية كانت ولازالت هي ذاك النموذج الذي لن يموت أبداً، لأن روادها كانت لهم مواهب حقيقية، وأحبوا الموسيقى بصدق، دون اعتبار منهم للجانب المادي الذي أصبح يفسد موسيقى اليوم. 
بالنسبة للموسيقى العربية المعاصرة ــ صراحة ــ لدي نوع من التفاؤل، بحيث إنني ألاحظ بعض الأصوات المنتشرة على صعيد الوطن العربي، وهي تحاول أن تجد لها موقعاً وسط الألوان الجديدة التي طغت عليها أصوات الضجيج التي فعلاً قتلت الأصوات من جهة، ومن جهة أخرى أخفت ضعف القفص الصدري والكفايات الصوتية لدى بعض من امتهنوا الغناء. 
خلاصة القول، رغم توفر القصائد الشعرية الجميلة، وهذا يدل على نهوض وثورة في اللغة العربية في هذا المجال، تبقى الأصوات وندرة الملحنين هي العائق الأكبر، أمام التطور المأمول للأغنية العربية المعاصرة.

> ما هي رسالتك الشخصية فيما يخص الأغنية العربية؟ 
< رسالتي واضحة، وهي فسح المجال، وإيلاء أهمية كبرى للشباب كي يفجروا طاقاتهم الإبداعية في كل المجالات، والاقتداء برواد الأغنية العربية، مع إخضاعها لتطورات المجتمع، وذلك بالتسريع شيئا ما من وتيرة اللحن، واعتماد قصائد قصيرة، أو متوسطة تحمل رسالة واضحة في طياتها للعقول ونبض القلوب، وذلك رفعة للأخلاق، وسمو بالرقي الفني في نوعية السماع، مع ضرورة التقليل من الموسيقى التي تخاطب الأجساد وحدها. 
كل هذا يتطلب التوجيه من الصغر داخل الأسرة، وبعدها داخل المؤسسات التعليمية.

> هل لك أن تحدثنا عن النجاحات والتعثرات؟
< بالنسبة لي تم تحقيق مجموعة من النجاحات، وذلك بتسجيل ما يفوق تسعين أغنية جميلة في وقت معين، ولحد الآن لم يسبق لشخص ما أن عاب لي لحناً واحداً، اللهم بعض الاستثناءات.
أما الإكراهات فهي كثيرة، منها أنني أحتاج آلةَ عود من النوع الرفيع، كما أحتاج آلةَ تسجيل جيدة، لأنني الآن لا أستعمل إلا هاتفاً نقالاً عادياً، وقاعةً بمنزلي، كل يوم اقتسمها مع بنتي وولدي. 
حبذا لو كان استوديو على الأقل يضبط الصورة والإنارة وكل ما يتعلق بهندسة الصوت والألوان.
حرفتي كرجل تعليم وهي ما أقتات منها أنا وأسرتي، أما موهبتي كملحن، فلم يسبق لي أن جنيت منها ولو درهماً واحدا.

> ماذا عن الطموحات؟
< طموحاتي الحالية، ورسالتي لكل أفراد المجتمع هي الدفع بمشاريع تهذيب شباب المجتمعات العربية بالموسيقي الطربية الملتزمة التي تهذب أذواقهم وتبعدهم عن كل ما من شأنه أن يعكر حياتهم وحياة ذويهم من انحراف، وتعاطٍ للممنوعات وتخلٍ عن الأخلاق النبيلة، وبصفتي رجل تعليم، فإنني قد أفنيت زهرة عمري في زرع الجمال بعقول أفراد المجتمع، 
خاصة منهم الفئات المتمدرسة من متعلمات ومتعلمين. 
بالموسيقى كنت بداية الثمانينات والتسعينات أنشد مع متعلمي المدارس مجموعة من الأغاني الوطنية والعاطفية، وكذلك الثورية الفلسطينية، وأغاني الشيخ إمام، وسعيد المغربي، ومرسيل خليفة ولكن مع التقدم في السن، لابد من العودة إلى الأغنية العربية الأصيلة التي تخاطب الأرواح، وتطرب المهج، وتثير الأحاسيس الرهيفة داخلياً، مقفلاً العينين تارةً، وسارحاً في التخيلات أحياناً أخرى، متمتعاً بأعذب الألحان الموزونة. أحياناً، يقع لي مرات ومرات أثناء عزفي بعضَ المقاطع أن أحس كأنه أغمي علي، لألاحظ تجاوباً كبيراً بين الأنامل، وكيفية تحركها فوق الأوتار لتعطيني لحناً كلما سمعته أستغرب في تأليفه رغم أني أحاول احترام كل سلاليم المقامات التي أعزف عليها.

< حاوره : عبدالله مرجان

Related posts

Top