تتواصل حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا بمختلف عمالات وأقاليم المملكة، ومع توسعها يتعزز الأمل لدى المواطنات والمواطنين، في إنهاء، قريبا، أوجاع هذا الوباء من فقدان الأهل والأحبة والخوف الشديد من الإصابة بالفيروس، إضافة إلى تداعيات نفسية أخرى متنوعة بين عنف بين الأزواج واضطراب في سلوكات الأطفال وهشاشة اجتماعية-اقتصادية وفقدان العمل.
والمغرب الذي راهن منذ البداية على إستراتيجيته الوطنية في مكافحة الوباء، كان سباقا لاقتناء اللقاح لوقف انتشار هذا الفيروس والحد من وفياته، تمكن إلى غاية السادسة مساء من أول أمس الأربعاء، بفضل ذلك وبفضل التعبئة الشمولية والحشد اللوجستيكي المتواصلان عبر ربوع المملكة لإنجاح هذه العملية ومرورها في أحسن الظروف- عناية وتنظيما-وبوتيرة ملائمة، (تمكن)من إعطاء الجرعة الأولى لمليونين و911 ألف و635 شخصا، فيما مكن ما يناهز 37 ألف و310 شخصا من الجرعة الثانية لا كمال عملية التطعيم، لتتصدر المملكة الدول على مستوى القارة الإفريقية، من حيث عدد ومعدل الأفراد المستفيدين من التلقيح، وتحتل المرتبة الـ15 على الصعيد العالمي، وتصبح نموذجا عالميا في تدبير الجائحة. أما بخصوص تطور الوضع الوبائي المرتبط بكورونا بالمملكة خلال الـ24 ساعة الماضية، فتم تسجيل 419 إصابة جديدة و710 حالة شفاء، و18 حالة وفاة.
ورفعت هذه الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 482 ألف و128 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 466 ألف و815 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 8. 96 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 8592 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.8 في المائة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ24 ساعة الماضية عبر جهات المملكة بين الدار البيضاء-سطات (211)، وطنجة-تطوان-الحسيمة (48)، والرباط-سلا-القنيطرة (41)، والشرق (39)، ومراكش-آسفي (25)، وسوس ماسة ( 19)، وبني ملال خنيفرة (10)، وكلميم-واد نون (7)، والداخلة-واد الذهب (6)، وفاس-مكناس (5)، والعيون-الساقية الحمراء (5)، ودرعة-تافيلالت (3).
أما على مستوى الوفيات، فتم تسجيل 10 بجهة الدار البيضاء-سطات، و4 بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، و2 بجهة درعة-تافيلالت. وحالة واحدة بكل من جهة الشرق وجهة مراكش-اسفي.
وبلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 3. 1326 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة بلغ 1. 1 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، فيما وصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج إلى غاية نفس الفترة إلى6721 شخصا.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الماضية،31 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 437 حالة، 33 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و262 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ”كوفيد-19″، فقد بلغ 8. 13 في المائة. من جهة أخرى، تتعزز ترسانة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في العالم قريبا بمنتج جديد اثر تأكيد السلطات الأميركية، أول أمس الأربعاء، فاعلية لقاح جونسون أند جونسون الذي يعطى بجرعة واحدة، بما يشمل المتحورات.
وكان هذا الرأي الذي ينبئ بطرح اللقاح قريبا في الولايات المتحدة موضع ترقب في العالم لأن اللقاح يتمتع بميزتين كبيرتين على الصعيد اللوجستي فهو يعطى بجرعة واحدة ويخزن في برادات عادية ما يسهل توزيعه. وسجل اللقاح في تجارب سريرية على نطاق واسع فعالية ضد الحالات الخطرة بنسبة 85.9 في المائة، في الولايات المتحدة و81.7 في المائة في جنوب إفريقيا و87.6 في المائة في البرازيل. ودرست الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير بشكل مستقل التجارب السريرية التي جريت على نحو 40 ألف شخص في دول ومختلفة، ونشرت سلسلة من الوثائق قبل يومين من اجتماع لجنتها الاستشارية للبحث في الترخيص للقاح بشكل عاجل في الولايات المتحدة.
وأعطيت 217 مليون جرعة على الأقل من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في العالم بحسب تعداد لوكالة فرانس برس، لكن أكثر من 90 في المائة في دول ذات دخل “مرتفع” أو “وسيط” بحسب تصنيف البنك الدولي. وفي أرجاء العالم، تعول الحكومات على اللقاحات في محاولة للقضاء على الجائحة التي أسفرت عن أكثر من 2.5 مليون حالة وفاة منذ نهاية ديسمبر الماضي.
سعيد أيت اومزيد
عدسة: مكاو عقيل