لم يستطع الاجتماع الذي عقده المكتب المسير لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم صباح أول أمس الاثنين، الحسم في موضوع المدرب جمال السلامي، لا بقرار الإقالة، ولا بتجديد الثقة.
وجاء البلاغ الذي أعقب الاجتماع، أن المكتب قرر تشكيل لجنة مصغرة، أوكلت لها مهمة مناقشة المدرب، دون تقديم تفاصيل، فيما يخص هذه المهمة المطلوبة بالضبط، من اللجنة المكلفة، سواء بمناقشة تفاصيل الطلاق، أو كيفية تجديد الدماء، على ضوء المعطيات المتوفرة وهى كثيرة، لدى الإدارة المسؤولة عن تسيير النادي.
والواقع أن الأمور داخل النادي ليست على ما يرام، ويوما بعد يوم تزداد سوء، سواء من حيث الخصاص المالي الذي يتفاقم باستمرار، وهو ما يساهم في تسميم الأجواء العامة، ثانيا غياب الانضباط وعدم وجود الصرامة المطلوبة، والتي بدونها لا يمكن أن يستقيم أي شيء.
هناك مشاكل عديدة لم تعد خافية على جمهور الفريق، ومن بينها توتر العلاقة بين المدرب ومجموعة من اللاعبين، إلى درجة أن هناك من أصبح يرفض حتى تنفيذ ما يطلبه المدرب، وكمثال على ذلك الامتناع عن قبول التغيير، والإصرار على الاستمرار داخل الملعب، ضدا في رغبة السلامي.
هناك أيضا من له وجهة نظر مخالفة لرؤية المدرب، في طريقة التداريب ومدتها الزمنية، بل هناك من يناقش المنهجية وطريقة سير الحصص التدريبية، دون الحديث عن علاقة متوترة بين بعض اللاعبين، وغيرها من الحالات الصادمة التي يعاني منها الفريق، والتي تجعله غير قادر على خوض المباريات كوحدة وكمجموعة متجانسة، هدفها خدمة الفريق أولا وأخيرا.
أمام هذا الوضع المتأزم، أصبح خيار التغيير يطرح بإلحاح، أكثر من أي وقت مضى، لكن بأي تكلفة سواء من الناحية المالية أو التقنية، ففرض الانضباط والقيام بعملية التطهير تتطلب أولا الجرأة، والجرأة في حاجة إلى سيولة مالية، والسيولة غير متوفرة، وبالتالي الدوران بحلقة مفرغة.
الأغلبية الساحقة من اللاعبين لهم ديون اتجاه الفريق، نفس الشيء بالنسبة للمدرب، وكل أفراد الطاقم التقني، مع العلم أن خزينة النادي فقدت جزء كبيرا من العائدات السنوية بسبب غياب الجمهور، والجمهور الرجاوي من الجماهير التي تضخ موارد مالية مهمة بميزانية الفريق.
كما أن هناك ضعفا على مستوى الاستشهار، وكثرة ملفات النزاعات، داخل المغرب وخارجه، كلها مشاكل طاحنة يعاني منها الرجاء، مما يخلق ارتباكا واضحا على كل مكونات النادي، الشيء الذي ينعكس سلبا على الأداء فوق رقعة الملعب.
أين هو المخرج إذن؟ سؤال لا يمكن أن يجيب عنه المكتب المسير الحالي، مكتب يبدو أنه فاقد للقدرة على الفعل والتفاعل بقوة مع الأحداث، والظاهر أن أعضاءه ينتظرون هم كذلك الفرج الذي قد يأتي أو لا يأتي، والفرج هنا يتمثل في الحصول على دعم جديد، أو هبة سخية أخرى، تفك ولو مرحليا أزمة خانقة، تأتي على الأخضر أكثر من اليابس…
>محمد الروحلي