انتظرت الأوساط الرياضية على الصعيد الوطني بكثير من الحرص والاهتمام، أول مباراة للفريق الوطني المغربي لكرة القدم بعد أشهر من الغياب، وجاء شهر مارس من سنة 2021، لتعلن عن ظهور جديد، وكان ضد موريتانيا، ليشكل مناسبة تمكن من الوقوف عن المستوى الذي وصل له أسود الأطلس بعد سنة ونصف، تحت قيادة المدرب وحيد خاليلوزيتش.
كما أن هذه المباراة عرفت حضور كل العناصر التي يمكن القول إنها رسمية، أو وصلت نوعا من التكامل بعد التحاق كل من آدم ماسينا بالجهة اليسرى لخط الدفاع، ومنير الحدادي بالخط الأمامي، بعد تلقي الجامعة الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.
كل هذه المعطيات جعلت من مباراة موريتانيا موعدا استثنائيا، لما يحمله من خصوصية، خاصة وأن الفريق الخصم تمكن من الحصول على تعادل بالرباط، مما اعتبر نتيجة غير موفقة بالنظر للفارق الكبير بين المنتخبين على جميع المستويات.
إلا أن الظروف التي أحيطت بهذه المواجهة لم تساعد على إجراء المباراة بأحسن الظروف، سوء فادح لأرضية الملعب، بعشب اصطناعي من النوع الرديء، رياح غير مساعدة، درجة حرارة مرتفعة، كل هذه العوامل حالت دون، منح المباراة الأجواء المناسبة، تسمح بتقييم عطاء المنتخب سواء كمجموعة أو أفراد.
لم يكن العرض مقنعا، كما أن نتيجة التعادل لم ترض المتتبعين، وبالتالي، فإن المستوى الذي أفرزه اللقاء، لم يلب حجم الانتظارات التي كانت تشغل هذا الرأي العام العاشق للفريق الوطني.
صحيح أن العوامل التي ذكرناها لم تساعد اللاعبين على إبراز كل إمكانياتهم ومؤهلاتهم الفردية والجماعية، إلا أن العناصر أخلفت الموعد، ولم تجتهد في تقديم مستوى يحرج لاعبي المنتخب الموريتاني، الذين أظهروا شجاعة أمام خصم لديه إمكانيات لا تقارن، وأي نتيجة إيجابية تحقق أمامه تعتبر انجازا غير مسبوق.
وتماما كما قال وحيد في الندوة الصحفية بعد المباراة، فإن المنتخب المغربي لازال يفتقد للشخصية الجماعية، بتوظيف ذكى للإمكانيات الفردية للاعبين المتألقين بأبرز الأندية الأوروبية، إلا أن المدرب نسي أن هذا النقص يحسب لعمله، ومن مهامه الأساسية الوصول بالأداء الجماعي إلى المستوى المطلوب.
من حق الجمهور أن يعبر عن تذمره، بل غضبه، إلا أنه من السابق لأوانه الحكم بفشل أو عدم نجاح وحيد في قيادة مجموعة تعد من أبرز ما توفرت لكرة القدم الوطنية خلال العقد الأخير.
ننتظر إدخال تغييرات، وتوظيف أفضل، وسلاسة في طريقة اللعب، بل فعالية أكثر، مع تحسيس بعض اللاعبين، انه بالإمكان الاستغناء عن خدماتهم، خصوصا الذين يظهرون عدم الجدية أو نوع من التعالي، والأنانية المفرطة في الأداء، وضرورة احترام مبدأ أساسي، يتمثل في خدمة الفرد للمجموعة، وليس العكس.
>محمد الروحلي