سلوى الشودري ملحنة ومطربة وباحثة، أستاذة بالمعهد الموسيقي بمدينة تطوان، عاشقة للطرب والشعر الصوفي واللغة العربية، غنت للمرأة وللطفولة المحرومة وللوطن ولفلسطين ولقضايا الشعوب. اختياراتها الفنية دقيقة ومتميزة ولا مجال فيها للعشوائية، فكل شيء لديها يخضع للدراسة والبحث، ومن ثمة تجد كلمات أغانيها تنطوي على كثير من المعاني والمبادئ وتنتصر للقيم الإنسانية النبيلة.. الفنانة سلوى الشودري ناشطة أيضا في المجتمع المدني وهي رئيسة الجمعية المغربية للتنمية الثقافية والاجتماعية.. التقيناها خلال شهر رمضان الكريم وأجرينا معها الحوار التالي:
سلوى الشودري ملحنة ومطربة وباحثة، أستاذة بالمعهد الموسيقي بمدينة تطوان، عاشقة للطرب والشعر الصوفي واللغة العربية، غنت للمرأة وللطفولة المحرومة وللوطن ولفلسطين ولقضايا الشعوب. اختياراتها الفنية دقيقة ومتميزة ولا مجال فيها للعشوائية، فكل شيء لديها يخضع للدراسة والبحث، ومن ثمة تجد كلمات أغانيها تنطوي على كثير من المعاني والمبادئ وتنتصر للقيم الإنسانية النبيلة.. الفنانة سلوى الشودري ناشطة أيضا في المجتمع المدني وهي رئيسة الجمعية المغربية للتنمية الثقافية والاجتماعية.. التقيناها خلال شهر رمضان الكريم وأجرينا معها الحوار التالي:
أنت مسكونة بالتاريخ، ربما لأنك أصلا من عائلة ترجع جذورها إلى زمن الأندلس السعيد، فإلى أي مدى أثر ذلك في مسيرتك الفنية..؟
< لقد جاء جدي الأول إلى مدينة تطوان مع القائد سيدي المنظري وأسر أندلسية كثيرة مطرودين من الأندلس، هاربين من التعذيب الصليبي، فارين بدينهم وحضارتهم المتبقية، محاولين الحفاظ عليها بكل ما أوتوا من قوة.. وظلوا متشبثين بكل مظاهر الحياة الأندلسية من عادات وتقاليد وعلوم في الفقه والأدب والشعر والموسيقى.. وكان هذا أهم ما شكل شخصيتي التي استمدت كل مبادئها وأفكارها من هذا العالم الأندلسي الجميل.
ابتعدت عن الأضواء والشهرة، وعملت على غرس ثقافة فنية راقية بالقيم الدينية والوطنية السامية بعيدا عن التطرف، من خلال تدريس الموسيقى …؟
كان حلمي منذ صغري أن أستخدم ما حباني الله به في خدمة مجتمعي.. متمردة وثائرة على كل ما يثار حول الفن من أفكار تارة تحرمه وتارة تجعل منه أداة لجلب الناس للرذيلة، فأخذت على عاتقي مهمة الترفع به إلى أعلى المراتب وزهدت في الشهرة وكل ما يمكن أن يحققها، فغنيت لغرس المبادئ والأخلاق الحميدة فكانت موضوعاتي تتأرجح بين المرأة والطفل والوطن والأمة..
> عرفتك الأوساط الموسيقية كباحثة على صعيد التعليم والتربية الموسيقية، لكن دار الأوبرا المصرية شهدتك مطربة تؤدي أصعب الأغاني وأجملها لاسيما “عليك صلاة الله وسلامه”، “يامحمد صاحب الشفاعة”، كيف حصل هذا..؟
< لقد شاركت لسنوات بمؤتمر ومهرجان الموسيقى العربي كباحثة في أغنية الطفل وكانت هذه الاحتفالية تجعلني أتواصل بعدد كبير من الدكاترة والباحثين الموسيقيين مما أثرى معلوماتي الموسيقية ودفعني إلى المزيد من العمل في هذا المجال، وفي سنة 2010 شاركت في الليلة المحمدية بدار الأوبرا المصرية، وكانت مناسبة رائعة حيث تعرف علي الجمهور المصري الذي أحبني كثيرا وأحببته أنا أيضا، وكانت أيضا فرصة أتاحت لي التعامل مع أساتذة في قيادة الأوركسترا وفي الأداء الصوتي.
> من يسمع أغنيتك من شعر أبي الحسن السشتريري لا يملك إلا أن يأخذه الوجد، ربما لإحساسك العالي بالمفردة الشعرية التي انعكست على مستوى الأغنية، ألا تخشين أن يخذلك الجمهور لاسيما وأن للأغاني الصوفية حلقة استماع ضيقة..؟
< بالنسبة للقصائد الصوفية كانت هذه تجربيتي الأولى، وهنها أصدرت أول ألبومي، وجاء ذلك لعشقي الشديد للغة العربية والشعر الصوفي..
وقد لاقت تلك الأغاني استحسانا كبيرا من الجمهور، وبيع الألبوم بشكل جيد، وقد نزلتها في اليوتوب حتى يستطيع كل مهتم بهذا الغناء أن يستمع إليها، وأجد أن حلقة جمهوري تتسع يوما بعد يوم لانتقالي المستمر بين مواضيع مختلفة وليس فقط الصوفية، ولتعاملي مع شعراء معاصرين وشاعرات معاصرات مثل سهير الداود رحمها الله، شريفة السيد، دنيا الشدادي، العزيزة الشمشام، والمصطفى الغباري، الطاهر الكنيزي، سامي مهنا، د/هداية مدني…
وتعاملت أيضا مع موزعين شباب مثل كريم السلاوي ومحمد بنلعلاوي وإلياس الحسيني ورشدي المفرج..
> ما هو آخر منجز لك؟ وماذا عن القادم من الأعمال…؟
< كانت آخر إنجازاتي هي حوالي ست أغنيات خلال السنتين الماضيتين، وهي “صرخة” و”سني يالله”، “إن شاء الله لاباس”، “يا ما العزم ما غاب”، “سابق إلى الخيرات”، و”قدومك فرحة”، وارتبطت بعضها بمناسبتها وخاصة أحداث الكوفيد وما عانته الشعوب من هذه الجائحة، وغنيت لفلسطين وللدول العربية المنكوبة من اليمن إلى ليبيا، وكانت “قدومك فرحة” بمناسبة شهر رمضان الفضيل هي آخر ما قدمت والتي كانت بشراكة مع الجريدة الرقمية اليوم 24.. وإنشاء الله بعد العيد سأعمل على تصوير أغاني ألبومي الأخير والذي هو بعنوان “الحب سبيلنا”.
> لاحظنا أنك اتجهت مؤخرا إلى تصوير كل أغانيك بعد أن كنت ترفضين الغناء بالأسلوب الشائع، فنحن نعيش في زمن الكليب، التي هي سمة من سمات عصرنا المعولم، طبعا مع الاحتفاظ برصانة موضوع الأغنية….؟
< نعم بالفعل ما قلته صحيح، اتجهت إلى تصوير كل الأغاني لأنه عن طريق الكليب تصل الأغاني أكثر للناس، والفيدو كليب الآن هو الأغنية، ففي زمن العولمة لابد من مجارات كل ما هو جديد، وقد استعنت بمخرجين شباب مثل المخرج، حاتم النكراز، محمد سعيد الدردابي عبد العلي التوفيق.. والحمد لله وصلت مشاهداتها إلى نسب عالية وأيضا بثت في قنوات عديدة.
>حاورها: فكري ولدعلي