باعتباره أحد الفضاءات العريقة بالعاصمة، أعاد مقهى الأوداية فتح أبوابه السبت الماضي بعد استكمال أشغال ترميمه، في احترام لطابعه الأصلي.
وجرى حفل افتتاح المقهى، الذي يعد أحد نقاط الجذب الرئيسية بالرباط، بحضور وفد يضم والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، محمد اليعقوبي، ورئيس جمعية رباط الفتح، عبد الكريم بناني، وسفير روسيا بالمغرب، فاليريان شوفاييف، وممثل اليونسكو بالمغرب، ألكسندر شيشليك، وشخصيات أخرى من مجالات الدبلوماسية والثقافة والعمل الجمعوي.
وبهذه المناسبة، أبرز بناني أن افتتاح المقهى يشكل لحظة تاريخية من خلال إعطاء انطلاقة جديدة لهذه المعلمة الزاخرة بالتاريخ، التي تم ترميمها في احترام لهوية المقهى ومكوناتها الهيكلية والهندسية الأصيلة، مسجلا أن السلطات والتقنيين والمؤرخين وعلماء الآثار حرصوا على أن يحتفظ هذا الفضاء الساحر والتاريخي بهويته.
وأضاف «سنأتي إلى هنا في كل مرة متشبثين بالأمل في أن يظل هذا المكان فضاء للقاء بين الأجيال، والمغاربة والأجانب، وأيضا فضاء للذاكرة والمستقبل».
من جهته، أشاد شيشليك بكافة المهنيين الذين ساهموا في أشغال الترميم، معتبرا أنه تم إنجاز عمل جد معقد من أجل ترميم هذا المقهى، إذ كان يتعين القيام بالأشغال في احترام للتراث وإعادة المقهى إلى شكله الهندسي الأصلي.
من جانبه، قال نائب رئيس جمعية (فضاء الأوداية)، عبد الرحمان البدراوي، إن ترميم المقهى الذي يسمى اليوم «مقهى الأوداية» عرف مشاركة خبراء ومعلمين قاموا بعمل كبير للترميم من أجل الحفاظ على طابعه الأصلي الذي كان عليه عند بنائه.
وكانت جمعية فضاء الأوداية سجلت، بشأن دواعي عملية الترميم، أن المقهى كان آيلا للسقوط بفعل مجموعة من العوامل، ضمنها التدخلات العشوائية في السنوات الأخيرة من طرف الأشخاص المستفيدين منها، حيث تم استعمال الإسمنت المسلح وإزالة أجزاء خشبية كانت تؤثثها مع إضافة بنايات أخرى جعلت البناية الأصلية مهددة بخطر السقوط.
وتندرج عملية ترميم المقهى، الذي يشهد توافدا هاما للزوار والسياح، في إطار مشروع لتأهيل كافة معالم قصبة الأوداية، ويشمل الأسوار والأبواب التاريخية والمتاحف والحديقة الأندلسية.
وتم خلال الحفل تسليم مفاتيح الأبواب الكبرى للأوداية إلى اليونسكو، بالنظر لدورها في الحفاظ على المعالم التاريخية بالمغرب، وإسهامها في أشغال ترميم هذا الموقع.