قرر المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الخروج عن صمته للكشف عن أسباب رحيله عن نادي ريال مدريد الإسباني للمرة الثانية، مبررا القرار بعدم “حصولي على الثقة التي أنا بحاجة إليها” لمواصلة مهامه في النادي الملكي.
واتخذ زيدان الخميس الماضي قرار الافتراق عن ريال مدريد للمرة الثانية، وذلك بعد أيام معدودة على تنازل النادي الملكي عن لقبه بطلا للدوري الإسباني لصالح جاره اللدود أتلتيكو.
وبعد وداع مظفر كلاعب في العام 2006، ثم رحيله الأول كمدرب في ماي 2018 بعد خمسة أيام من فوزه بدوري أبطال أوروبا لثلاث مرات متتالية في إنجاز غير مسبوق، ترك زيدان ريال مدريد هذه المرة بأرقام باهتة وموسم خال من أي لقب.
فإلى جانب خسارة لقب الدوري، أقصي ريال مدريد من دوري الأبطال الموسم الحالي في نصف النهائي على يد تشيلسي الإنجليزي.
لكن في الرسالة المفتوحة التي نشرتها الاثنين صحيفة “أس” بشكل حصري، قال “لقد قررت الآن المغادرة وأريد أن أشرح الأسباب بشكل صحيح. أنا رحلت ليس لأني أريد التهرب من المسؤولية أو لأني تعبت من التدريب”.
وتابع “أفهم كرة القدم وأعرف متطلبات فريق مثل ريال مدريد. أعلم أنه عندما لا تفوز، عليك أن تغادر. لكن تم نسيان شيء مهم للغاية. تم نسيان كل ما قمت ببنائه يوميا، وما جلبته بعلاقاتي مع اللاعبين، مع الـ 150 شخصا الذين يعملون مع الفريق وحوله”.
وشدد “أنا شخص أحب الفوز بالفطرة وقد كنت هنا للفوز بالألقاب، لكن الأهم من ذلك هو الأشخاص ومشاعرهم والحياة نفسها ولدي إحساس بأن هذه الأشياء لم يتم أخذها في الاعتبار. كان هناك فشل في فهم أن هذه الأشياء تحافظ أيضا على ديناميكيات النادي العظيم. لقد تم انتقادي إلى حد ما بسبب ذلك”.
وتوجه ابن الـ48 عاما قائلا “أعزائي المدريديستا، على مدى عشرين عاما، من اليوم الأول الذي وطأت فيه قدمي مدينة مدريد وارتديت القميص الأبيض، منحتموني الحب، لطالما شعرت أن هناك شيئا مميزا جدا بيننا، لقد حظيت بشرف كبير لكوني لاعبا ومدربا لأهم ناد في التاريخ، لكن قبل كل شيء أنا مجرد لاعب في ريال مدريد، لكل هذا، أردت أن أكتب لكم هذه الرسالة لأقول لكم وداعا وأشرح أسباب قراري ترك منصبي كمدرب للفريق”.
وكشف “زيزو” أن قرار العودة للإشراف على الفريق مرة ثانية كان “لأني رأيت الرغبة بعودتي في عيونكم كل يوم. كلما التقيت بأحدكم في الشارع شعرت بالدعم والرغبة في رؤية نفسي مرة أخرى مع الفريق، لأنني أردت أن أواصل مشاركة قيم ريال مدريد، هذا النادي الذي ينتمي إلى أعضائه، مشجعيه وإلى العالم بأسره”.
وتابع “حاولت أن أنقل هذه القيم بنفسي في كل ما فعلته، حاولت أن أكون مثالا. إن قضاء عشرين عاما في مدريد كان أجمل ما حدث لي في حياتي وأنا أعلم أني مدين بذلك كله لفلورنتينو بيريز (رئيس النادي) الذي راهن علي في عام 2001، والذي قاتل من أجلي، ليجعلني أكون هنا وأتولى مسؤولية الفريق في الوقت الذي كان هناك البعض ضدي، وأقولها من كل قلبي سأكون دائما ممتنا للرئيس بيريز على ذلك، إلى الأبد”.
وكثر الحديث عن إمكانية عودة زيدان إلى فريقه السابق يوفنتوس الإيطالي للإشراف عليه خلفا لأندريا بيرلو على أن يستلم مدرب “السيدة العجوز” سابقا ماسيميليانو أليغري مهمة تدريب النادي الملكي.
لكن أليغري قرر العودة إلى يوفنتوس، ما يجعل مواطنه أنطونيو كونتي الذي ترك إنتر ميلانو بعد أيام معدودة على قيادته للقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 2010، من أبرز المرشحين لخلافة زيدان.
كما رشحت بعض التقارير هداف الفريق السابق راوول غونساليس لاستلام المهمة والسير على خطى زيدان، فيما استبعدت فكرة التعاقد مع الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو بعدما أكد باريس سان جرمان الفرنسي التمسك به رغم التنازل عن لقب الدوري المحلي والخروج من نصف نهائي دوري الأبطال.
زيدان: تركت ريال مدريد بسبب عدم حصولي على الثقة اللازمة
الوسوم