تتعرض الفتيات السوريات اللاجئات إلى خطر زواج الأطفال بشكل متزايد بسبب تصاعد الفقر المرتبط بالوباء والثغرات القانونية والنزوح طويل الأجل في بلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد سجل أكثر من 5.5 مليون طالب لجوء سوري في المنطقة، بعد 10 سنوات من اندلاع الصراع في وطنهم، وفقًا للأمم المتحدة.
وقالت كايتلين سميث من منظمة أنقذوا الأطفال “تعاني مجتمعات اللاجئين من النزوح المطوّل والفقر وعواقب كوفيد – 19 ونعلم أن الصعوبات الاقتصادية ومخاوف الحماية ونقص الوصول إلى التعليم هي دوافع مستمرة لزواج الأطفال”.
وتابعت سميث وهي مديرة الحملة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية “هذا اتجاه خطير نخشى أن يزداد سوءا في الصيف”.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في مارس إن ما يصل إلى 10 ملايين فتاة أخرى حول العالم قد يتزوّجن خلال العقد المقبل بسبب تأثير كوفيد – 19 على التعليم والاقتصاد.
وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تزوّج ما يقرب من 40 مليون فتاة في مرحلة الطفولة وفقًا لمنظمة أنقذوا الأطفال.
وفي تقرير بعنوان “الزواج بالاستثناء” قالت المنظمة إن القوانين المناهضة لزواج الأطفال في الأردن والعراق ومصر تضمنت استثناءات عديدة مثل السماح بالزواج المبكر بموافقة الوالدين أو القضاء.
ولم يثن لبنان، الذي يضم وحده ما يقدر بمليون لاجئ سوري، قانونًا ضد زواج الأطفال، على الرغم من سنوات من نضال النشطاء.
وتستضيف دول مثل الأردن ولبنان وتركيا معًا ما يقرب من 8 ملايين لاجئ، غالبيتهم من سوريا فضلاً عن عراقيين وفلسطينيين ويمنيين وصوماليين وسودانيين.
وذكر التقرير أن أيّا من الدول التي درسها لم تفرض عقوبات واضحة ومتسقة على زواج الأطفال، وأن سبل الانتصاف كانت منخفضة، لاسيما في مخيمات اللاجئين التي غالبا ما تقع في مناطق نائية.
وأضاف أن تزويج الفتيات اللاجئات يجري بمعدلات أعلى بكثير من المجتمعات المضيفة حيث تكافح أسرهن من أجل البقاء وترى الزواج كوسيلة للادخار في النفقات.
وأشار التقرير إلى أن 6 في المائة من اللبنانيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 سنة أبلغن أنّهن تزوّجن قبل أن يبلغن 18 عاما، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 40 في المئة بين اللاجئات السوريات من نفس الفئة العمرية.
وقالت رنا وهي فتاة سورية تبلغ من العمر 16 عامًا تعيش في شمال لبنان إن جميع صديقاتها، باستثناء واحدة، تزوجن بالفعل.
وأضافت رنا التي لم تتزوج بعد إلى مؤسسة تومسون رويترز بالقول “لسن سعيدات… كل ما يردنه هو العودة إلى المدرسة”.
وفي تركيا تزوج حوالي 15 في المئة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 سنة وهن قاصرات، لكن هذا الرقم يتضاعف ثلاث مرات بالنسبة إلى اللاجئات السوريات اللاتي يعشن هناك، وفقا للتقرير.
وفي تقرير سابق لها نبهت المنظمة إلى أن 12 مليون فتاة يقعن سنويا ضحايا للزواج المبكر، لكنّ الرقم مرشح للارتفاع بشكل كبير في السنوات الخمس القادمة مع استفحال الآثار الاقتصادية لانتشار الوباء، مشيرة إلى أنه في عام 2020 وحده يواجه نصف مليون طفلة خطر الزواج المبكر، ويتوقع حمل مليون طفلة أخرى.
وحثت منظمة أنقذوا الأطفال قبل منتدى “جيل المساواة”، المزمع انعقاده في باريس الأسبوع المقبل، جميع البلدان على تحديد سن الـ18 كحد أدنى لسنّ الزواج، وسد الثغرات القانونية، وتسجيل جميع الزيجات رسميًا، ومعاقبة أيّ شخص يُسهّل زواج الأطفال.
وقالت رنا التي طلبت عدم ذكر اسمها كاملا “هذه الدول في حاجة إلى قوانين جديدة، ويجب ألّا يهمّ المكان الذي تعيشين فيه. يجب تطبيق القانون بنفس الطريقة في كل مكان، سواء في قرية أو مدينة”.
زواج اللاجئات السوريات القاصرات يعود بقوة في ظل كورونا
الوسوم