تواصلت أمس الاثنين ردود الفعل الوطنية والدولية حول الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة حلول الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش. وأجمعت هذه التحاليل على أن الخطاب الملكي يحمل تجديدا للإصرار على مواصلة التنمية داخليا وعلى تكريس الوضوح خارجيا.
وأوضحت ردود الفعل أن خطاب جلالة الملك أكد على رسائل ثابتة تتعلق أساسا بتثمين جهود الصفوف الأمامية في مواجهة كورونا، علاوة على إبراز تحديات مرحلة الوباء وتأثيراتها الوضع على الاقتصاد وسبل العيش والقرارات المتخذة. وسجل ردود الفعل على أنه بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس، المغرب مستمر في تحسين الأداء والعمل وسط متغيرات متسارعة، والارتقاء لمستوى الفرص والتحديات لتجنب أي نقص أو خصاص في هذه المرحلة.
وبخصوص العلاقات المغربية- الجزائرية، أبرزت التحاليل أنه ثمة تأكيد ملكي على أهمية الحوار وفتح الحدود، لأن المرحلة التي تجتازها العلاقات الثنائية ينبغي معها تصور المستقبل بشجاعة وسعة نظر.
إغناسيو مارتينيز*
اليد الممدودة تستدعي التزامات جادة من جانب الجزائر
أكد المحلل السياسي الباراغواياني إغناسيو مارتينيز أن سياسة اليد الممدودة التي جدد جلالة الملك محمد السادس التأكيد عليها، بمناسبة خطاب العرش، تستدعي “التزامات قوية وجادة” من جانب الجزائر .
وقال مارتينيز إن “المغرب مد يده للجزائر مرة أخرى، بمناسبة خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، الذي تحدث عن حقائق الحاضر والماضي، مع نظرة جيوسياسية نحو المستقبل”. وسجل أن الأمر يتعلق ب” خطاب يدعو إلى الوحدة والسلام، لكن مع ضرورة أن يقترن ذلك بالتزامات قوية وجادة لصالح التكامل والوحدة المغاربية” من جانب الجزائر.
وتابع الصحفي والكاتب الباراغوياني قائلا “بصفتي مراقبا دوليا ومؤلفا لكتاب حول هذا الموضوع، فإن أكثر ما لفت انتباهي هو صدق المغرب واستعداده للتعامل مع الجزائر. وقد التزم المغرب في عدة مناسبات بمواصلة جهوده لتعزيز الأمن والاستقرار في محيطه الإفريقي والأورو – متوسطي، ولكن بالأساس في جواره المغاربي”.
واعتبر أن جلالة الملك “جدد دعوته لكل الجزائريين للعمل معا دون شروط من أجل بناء علاقات ثنائية مبنية على الثقة والحوار وحسن الجوار”، مبرزا أن هذا الموقف يعكس “موقف السلام والصداقة الذي أبان عنه المغرب”.
وأعرب عن أمله في أن تتمكن الجزائر من ” استيعاب رسالة السلام هاته”، مضيفا أنه في هذا الوقت “ينبغي إعادة فتح الحدود، مع اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لمصلحة البلدين الجارين”.
وسجل المحلل السياسي أن إغلاق الحدود “مخالف للحق الطبيعي وللمبادئ القانونية المنصوص عليها في المواثيق الدولية”، كما يتعارض مع معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، كما أكد ذلك جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش .
وأشار إلى أن البلدان المغاربية والإفريقية مدعوة للانخراط في هذه الديناميكية وهذه الرغبة في التنمية والتقدم التي تعمل المملكة من أجلها.
* محلل سياسي باراغواياني
إدريس عبادي*
دعوة للجزائر لتغليب صوت الحكمة والمنطق
أكد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين السبع بالدار البيضاء إدريس عبادي، أن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش المجيد يعد دعوة للجزائر لتغليب صوت الحكمة والمنطق من أجل تحقيق تنمية مشتركة للبلدين الشقيقين .
وأوضح عبادي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر يتعلق بدعوة للقادة الجزائريين “للعمل وتغليب صوت الحكمة والمنطق من أجل تحقيق تنمية مشتركة للبلدين على جميع المستويات”.
وتابع أن خطاب العرش أكد أيضا على أواصر الأخوة التي تجمع بين الشعبين المغربي والجزائري.
وأشار عبادي إلى أن جلالة الملك استحضر في خطابه التاريخ المشترك للشعبين، والروابط العائلية العريقة، وإرادتهما المشتركة في العيش معا، وتبادل الزيارات مع بعضهما البعض .
* عميد كلية عين السبع بالدار البيضاء
نور الدين القدوري*
دعوة صريحة للجزائر لفتح الحدود واستحضار المصلحة المشتركة
أكد الأستاذ الباحث في الحكامة والذكاء الاقتصادي، نور الدين القدوري، أن الخطاب الملكي شكل دعوة صريحة للجزائر لفتح الحدود المشتركة واستحضار الحكمة والمصلحة المشتركة بين البلدين.
وأوضح القدوري، وهو أيضا عضو مجموعة البحث في الحكامة الترابية والتنمية المستدامة بجامعة عبد المالك السعدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استمرار إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يفوت فرصة لتعزيز الروابط الاقتصادية و الرفع من حجم المبادلات التجارية وتنقل الأشخاص وكذا الرساميل بين الدول المغاربية.
وتابع أن دعوة جلالة الملك لفتح الحدود بين البلدين “تحمل رسالة ضمنية ستستفيد منها الجزائر كما ستستفيد من الديناميكية الاقتصادية التي تشهدها منطقة الصحراء، خصوصا مع تنظيم معبر الكركرات الذي سيحتضن منطقة لوجيستيكية موجهة لإفريقيا”.
وأكد الباحث أن الخطاب الملكي السامي، الذي زاوج في الآن ذاته بين تقييم التدابير والسياسات العمومية لمواجهة وباء كوفيد -19 واستشراف التحديات المستقبلية، أبرز بجلاء النجاح الكبير الذي حققته المملكة في “معركة الحصول على لقاح كورونا”، ونجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد الوباء، وكذا الانخراط الواسع لجميع الفئات العمرية في هذه العملية.
وأبرز، في السياق ذاته، أن صناعة اللقاحات والأدوية والمواد الطبية الضرورية بالمغرب، التي تندرج ضمن برنامج التسريع الصناعي، تعد مكسبا حقيقا للصناعة الصيدلانية لتعزيز قدراتها للتصدير إلى جانب الاستجابة للطلب الداخلي أو الإفريقي، خصوصا أن القارة الإفريقية تستورد نحو 94 في المائة، من حاجياتها الدوائية.
من جهة أخرى، توقف الأكاديمي عند إشادة جلالة الملك في خطابه بمقترحات اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، في انتظار تنزيلها من طرف الحكومة التي ستفرزها الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وذلك في إطار تعاقدي اقتصادي واجتماعي جديد.
*أستاذ باحث في الحكامة والذكاء الاقتصادي
عبد الغني يمني *
متانة كبيرة للاقتصاد المغربي
في مواجهة الجائحة
أكد الخبير الاقتصادي عبد الغني يمني أن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس سلط الضوء على “المتانة الكبيرة” للاقتصاد المغربي في مواجهة الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس (كوفيد-19).
وأوضح الخبير المتخصص في السياسات العمومية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك أبرز الصورة الذي ظهر بها المغرب أمام العالم أجمع، والمتمثلة في “اقتصاد قاوم بفضل قوته وتصميمه ومتانته الأزمة الصحية الراهنة، واستطاع التكيف مع الموجات والمتحولات المتواصلة، بفضل الاستراتيجيات المبتكرة والكفاءة المهنية الكبيرة للممارسين”.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذه النتائج تمظهرت في العديد من المؤشرات، لا سيما الحفاظ على مناصب الشغل، وعلى القدرة الشرائية للأسر بهدف إنعاش الاقتصاد والقدرة على تحمل الديون، معتبرا أن الجائحة مكنت المغرب من تجاوز مرحلة الإصلاحات من خلال إحداث قطيعة حقيقية مع الماضي في ما يتعلق بتعزيز السيادة الغذائية وسياسة بدائل الاستيراد بفضل إنشاء وحدات التصنيع برأس مال وطني.الانتصار المشهود له عالميا !
وفي معرض التذكير بأن الانتصار على جائحة كورونا لن يتحقق إلا من خلال سلاح التلقيح، أكد السيد ي مني أن التلقيح يظل الاستجابة الفعالة الوحيدة لأنه يغلب مصلحة الجماعة على الفرد، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن جلالة الملك شدد على انخراط الجميع في عملية التلقيح، من أجل كسب المعارك ضد الفيروس والأمل في الخروج من الأزمة والوصول إلى المناعة الكاملة.
ومضى قائلا “إذا كانت جائحة (كوفيد-19) قد قلبت الموازين على الساحة الدولية، فإن جلالة الملك يريد أن يتموقع المغرب في سباق اللقاحات وبناء التحالفات التي تتيح الولوج إلى التقنيات وجذب الاستثمارات من أجل ضمان السيادة الصحية.
فضلا عن ذلك، أكد الخبير أنه لكل دورة نظام نمو خاص بها يقوم على نموذج تنموي خاص، وإستراتيجية وإصلاحات هيكلية، ثم تأتي بعدها القطيعة الخلاقة، مسجلا أن “جلالة الملك تطرق في خطابه إلى النموذج التنموي الجديد والميثاق الاجتماعي الجديد للحماية الاجتماعية الشاملة”
ويجسد هذا، بحسب الخبير، الإرادة الملكية في القطع مع النموذج القديم، القائم على النمو الاقتصادي عبر الطلب المحلي والدين العام ونظام حماية اجتماعية عفا عليه الزمن، مبرزا أن الانتقال من نموذج تنموي لآخر لا يتم إلا في سياق أزمة مصحوبة برؤية مكرسة لمحاربة التفاوتات .
وتابع أن الخطاب الملكي يرتكز دوما على دبلوماسية القوة الناعمة الإقليمية والقارية، والسلام والازدهار في خدمة شعوب البحر الأبيض المتوسط والمغرب الكبير وإفريقيا، مضيفا أن جلالة الملك مد، كعادته، يده للجزائر من أجل إقامة علاقات ثنائية مبنية على الثقة والحوار وحسن الجوار.
وأشار إلى أن جلالة الملك، الذي تمثل الوحدة الترابية للمغرب وأمنه وسلامته اهتمامات سياسية مركزية في عهده، جدد التأكيد على تمسكه بفتح الحدود مع الجزائر، مشددا على حقيقة أن المغرب سعى على الدوام إلى خدمة السلام والتقارب بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري .
وسجل يمني أن المغرب والجزائر تفرض عليهما حتمية التاريخ والجغرافيا العيش جنبا إلى جنب في سلام، وهو معطى يجب أخذه بعين الإعتبار. وهذا ما أكده جلالة الملك مرة أخرى من خلال تأكيده على أن أمن الجزائر واستقرارها، من أمن المغرب واستقراره.
*خبير اقتصادي
عبد العزيز بنضو*
تجديد التأكيد على تعزيز قيم التضامن ومواصلة المسلسل التنموي بالمملكة
الآراء و الحوارات
أكد رئيس جامعة ابن زهر، عبد العزيز بنضو، أن الخطاب الملكي جدد التأكيد على تعزيز قيم التضامن ومواصلة المسلسل التنموي بالمملكة.
وأوضح الأكاديمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن من تجليات هذا التضامن على الصعيد الداخلي، هناك القرار التاريخي الذي اتخذه المغرب بتعليمات ملكية سامية والقاضي بإحداث صندوق خاص للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا، والذي لقي إقبالا تلقائيا من طرف المواطنين، حيث سجل جلالته أن الرصيد البشري والحضاري المتجدد والمتواصل، هو الذي مكن المغرب من رفع التحديات، وتجاوز الصعوبات، عبر تاريخه الطويل والحديث.
أما بخصوص مواصلة المغرب لمسلسل التقدم، رغم الظروف الصعبة التي خلفتها الجائحة، فأشار إلى أنه لا يخفى على المتتبعين، وفي مقدمتهم الفاعلين في الحقل الاقتصادي، الإجراءات الحاسمة التي أقدمت عليها المملكة بتوجيهات من جلالة الملك، والتي شملت على الخصوص إطلاق خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد، وتشمل بالخصوص دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والحفاظ على مناصب الشغل، فضلا عن القرار الملكي التاريخي القاضي بإنشاء صندوق محمد السادس للاستثمار، للنهوض بالأنشطة الإنتاجية، ومواكبة وتمويل مختلف المشاريع الاستثمارية.
وأكد رئيس الجامعة أن تزامن هذه القرارات مع تقديم اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد لخلاصات اشغالها، من شأنه توفير الأرضية المناسبة لتحقيق طفرة جديدة في الإقلاع الاقتصادي الوطني، وتوطيد المشروع المجتمعي الذي ينشده المغرب.
أما على الصعيد الخارجي، فأبرز الباحث أن الخطاب الملكي السامي أكد حرص المغرب وعزمه الأكيد على ” مواصلة جهوده الصادقة، من أجل توطيد الأمن والاستقرار، في محيطه الإفريقي والأورو-متوسطي، وخاصة في جواره المغاربي”.
وإذا كانت المبادرات المختلفة والمتعددة التي ما فتئ المغرب يطلقها بشكل متواصل من أجل الرقي بالعلاقات الاقتصادية وتوطيد عرى التضامن سواء على صعيد المنطقة المتوسطية، أو في عمق القارة الإفريقية والتي أصبحت مضرب مثل في التعاون والشراكة بين دول الجنوب ـ يقول الأستاذ بنضو ـ، فإن العلاقات مع الشقيقة الجزائر تبقى دون تطلعات شعبي البلدين.
* رئيس جامعة ابن زهر
هلال تاركو الحليمي*
رسالة سلام وأخوة من أجل بناء جوار متين مع الجزائر
أكد المحامي والخبير في القانون الدولي، هلال تاركو الحليمي، أن الخطاب بعث رسالة قوية للسلام والأخوة إلى الجزائر، داعيا إلى جوار متين من أجل مصلحة كلا الشعبين.
وأوضح الحليمي، رئيس جمعية المحامين المغاربة ومن أصل مغربي الممارسين بالخارج، في بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الخطاب الملكي يشكل بادرة حكيمة تتوجه للجزائر الشقيقة، قصد تجاوز الخلافات في إطار الحوار، السلام والأخوة، وذلك من أجل بناء صرح مستقبل مشترك قوامه التقدم والازدهار”.
وقال الحليمي إن جلالة الملك جدد، مرة أخرى، في خطابه التأكيد على أن إغلاق الحدود بين البلدين يضر بمصالح الشعبين الصديقين والشقيقين، وشدد على إرادة العمل من أجل فتحها سعيا إلى تحقيق التنمية المنشودة، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي هو دعوة إلى حوار صادق من أجل مواجهة التحديات المشتركة والمضي قدما على درب التنمية الإقليمية.
وبالنسبة لرئيس جمعية المحامين المغاربة ومن أصل مغربي الممارسين بالخارج، فإن جلالة الملك أطلق دعوة سخية وحكيمة من خلال تجديد التأكيد على أن المغرب والجزائر هما توأمان متكاملان، عليهما العمل بشكل مشترك من أجل تجاوز الصعوبات والتطلع قدما إلى مستقبل مزدهر.
وأضاف الحليمي أن الخطاب الملكي أكد حكمة وتبصر جلالة الملك، الذي يدعو دائما إلى الحوار وتسوية النزاعات كأسس للتنمية الإقليمية، بما يعود بالنفع على الشعوب المغاربية.
ودعا جلالة الملك إلى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا بين المغرب والجزائر، من أجل “تجاوز الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا”.
وقال جلالته، في الخطاب الذي وجهه مساء أمس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش المجيد “ندعو إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا”.
*محامي وخبير في القانون الدولي
أليكسيس نكيرينزيزا*
ترافع شجاع لمنطقة مغاربية موحدة
الآراء و الحوارات
أكد المحلل والمدير العام لمركز رواندا للأولويات الاقتصادية والسياسية، أليكسيس نكيرينزيزا، أن الخطاب يعد بمثابة “ترافع شجاع من أجل منطقة مغاربية موحدة”. وأبرز السيد نكيرينزيزا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “جلالة الملك محمد السادس بعث برسائل قوية ودالة للجزائر لإزالة العراقيل التي تقوض الوضع الطبيعي للعلاقات بين البلدين الجارين”.
وأشار المحلل الرواندي إلى أنه من خلال التوجه للجزائر، في خطاب للعرش الذي يشكل حدثا بارزا للأمة المغربية، يؤكد جلالة الملك، مرة أخرى، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته للاندماج الإقليمي للمنطقة المغاربية.
ولاحظ أنه بتجديد دعوة جلالته لإعادة فتح الحدود المغلقة منذ صيف 1994 بين البلدين الجارين “يؤكد جلالة الملك، مرة أخرى، التزامه لفائدة وحدة واستقرار المنطقة المغاربية، والتي يعد معدل اندماجها للأسف من بين الأضعف في إفريقيا والعالم “، مضيفا أن جلالة الملك دعا بوضوح القادة الجزائريين إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.
وبالنسبة لنكيرينزيزا، فإنه يجب على الجزائر أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية المتعلقة بالأزمة بين البلدين التي دامت لفترة طويلة، والتي تضيع إمكانات وفرص اقتصادية هائلة ليس فقط للبلدين ولكن أيضا للمنطقة برمتها.
وخلص إلى أن “أزمة كوفيد -19 وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية الجسيمة على أغلب دول العالم هي أحد الأسباب العديدة لتعزيز الوحدة والتكامل والانتصار لمصالح الشعوب وتجاوز منطق الهيمنة “.
*محلل والمدير العام لمركز رواندا للأولويات الاقتصادية والسياسية
جيروم بيسنارد*
مصدر أمل في استقرار المغرب العربي
أكد الكاتب الفرنسي، جيروم بيسنارد، أن الخطاب يعد “تاريخيا وبناء” ويشكل “مصدرا للأمل في استقرار المغرب العربي”، و”ضروريا بالنسبة للأمن المتوسطي والإفريقي”.
وقال “إن الملكية المغربية تظهر، مرة أخرى، قدرتها الدستورية على أن تكون قوة اقتراحية قادرة على تجاوز العداوات الإقليمية، من أجل تشجيع المبادرات الضرورية لازدهار البلدان المعنية”.
وأضاف بيسنارد “نأمل أن تغتنم فرنسا هذه الفرصة للانخراط على درب التسوية النهائية لقضية الصحراء من قبل الأمم المتحدة، على أساس المقترحات المغربية”.
وبالنسبة للكاتب الفرنسي، الذي ألف الكتاب الجماعي “إعادة التفكير في النزاع حول الصحراء: التاريخ ووجهات نظر معاصرة”، الذي صدر مؤخرا، فإن “الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على منطقته الصحراوية يعد شرطا أساسيا مسبقا لتسوية التوترات في هذه الناحية”.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي “لديه كل شيء ليكسبه، والجزائر أيضا”، داعيا إلى “المسارعة إلى اغتنام اليد الممدودة” من قبل جلالة الملك.
ودعا جلالة الملك إلى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا بين المغرب والجزائر، من أجل “تجاوز الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا”.
وقال جلالته، في الخطاب الذي وجهه مساء أمس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش المجيد “ندعو إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا”.
*كاتب الفرنسي
الشرقاوي الروداني*
مقاربة مندمجة في مواجهة الرهانات الجيوسياسية
أكد الأكاديمي والمحلل الجيوسياسي، الشرقاوي الروداني، أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ 22 لعيد العرش، قدم مقاربة مندمجة ستحمل أجوبة للرهانات الجيوسياسية.
وقال الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن ” الخطاب الملكي سياسي بطبيعته حيث يقدم مقاربة مندمجة ومتعددة الأبعاد من أجل رفع التحديات وتقديم الأجوبة على الرهانات الجيوسياسية التي تحدق باستقرار وأمن المغرب والجزائر “.
وأضاف أن جلالة الملك جدد في هذا الخطاب رغبة جلالته في إعطاء دفعة إيجابية أخرى للعلاقات بين البلدين لخلق آليات إجابة أمنية، واقتصادية، وسياسية، شاملة لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه بلدان المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء والساحل.
وأبرز أن الخطاب الملكي يتضمن إرادة ثابتة لتجاوز الخلافات، والقضاء بواقعية على هذه التوترات بين البلدين.
وأوضح الأكاديمي أن الخطاب يشكل أيضا عزما سياسيا استراتيجيا من أجل بصم أخوة أبدية تتسم بهوية مشتركة ومتجانسة بين شعبين يوحدهما مصير الجغرافيا، والتاريخ، وبناء مستقبل مجال جيوسياسي حيوي.
ووصف الروداني الخطاب بأنه “ذو حمولة سياسية كبيرة” لأنه يحث البلدين على “الحد من المشاكل الصورية، والعمل سويا لبناء فضاء مغاربي قادر على تحمل مسؤولياته الجيوسياسية”.
واعتبر أن خطاب جلالة الملك يدعو إلى بناء فضاء مغاربي قادر على محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود.
وخلص الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية إلى أن الكرة الآن في ملعب الدولة الجزائرية، وهي مدعوة للمساهمة في فتح صفحة جديدة قائمة على روح التعاون والتضامن والاندماج المغاربي.
* أكاديمي ومحلل جيوسياسي
عز الدين خمريش *
دعوة لتغليب المصالح العليا للمغرب والجزائر بما يخدم تنميتهما
أكد الأستاذ الجامعي عز الدين خمريش أن الخطاب الملكي دعوة من أجل تغليب المصالح الحيوية والإستراتجية الكبرى للمغرب والجزائر بما يخدم تقدم وتنمية البلدين.
وقال أستاذ القانون الدستوري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الخطاب الملكي هو إقرار بروح التماسك والتعاون التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري من أجل تغليب المصالح الحيوية والإستراتجية الكبرى للبلدين بما يخدم تقدمهما وتنميتهما خاصة أن جلالة الملك ذكر بتاريخ تأسيس الاتحاد المغاربي في مراكش وما له من دلالة لتوطيد جسور التواصل بين البلدين”.
وأبرز الخطاب، يضيف الأستاذ الجامعي، أنه ليس من المعقول أن تظل الحدود مغلقة بين بلدين جارين تجمعها مجموعة من الروابط المشتركة كرابطة الدم واللغة والتاريخ والمصير المشترك. وأكد الخطاب على “سياسة اليد الممدودة التي طالما عبر عنها جلالته في جميع خطبه من أجل تجاوز جميع المعيقات وكل أسباب التشنج التي كانت وراء توتر العلاقات بين المغرب والجزائر”، حسب الأستاذ الجامعي. وأضاف خمريش “اليوم نسجل أن المغرب يؤكد من جديد انفتاحه على كافة الاقتراحات لتجاوز أسباب التوتر بين البلدين لان ما يجمعهما أكثر مما يفرق بينهما فضلا عن كونهما يمثلان داخل الجسم المغاربي قوة مركزية يمكن أن تؤثر إيجابا على مجال التنمية”. وعلى صعيد آخر، أكد الخطاب الملكي، وفق السيد خمريش، على التعبئة الشاملة لجل المغاربة وتجندهم وراء جلالة الملك في محاربة وباء كوفيد 19 الذي أصاب العالم، مذكرا بتضامن كافة مكونات المجتمع وبالمجهودات التي قامت بها مختلف السلطات لمحاربة الوباء والاستجابة للمتطلبات الاجتماعية والحاجيات الأساسية للمواطنين.
* أستاذ جامعي
خوان خوسي فاني*
إغلاق الحدود لا يستجيب لأي منطق
أكد الأكاديمي الأرجنتيني خوان خوسي فاني أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر قضية “لا تستجيب لأي منطق وتساهم في إغلاق العقليات”، واصفا الدعوة الصادقة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل حوار غير مشروط بين البلدين ب”البشرى السارة”.
وفي تعليقه على مضامين الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة عيد العرش، أشار السيد فاني إلى “عدم جدوى هذا التباعد بين البلدين الشقيقين اللذين، بغض النظر عن الخلافات السياسية، لا يمكنهما الاستمرار في هذا الوضع”.
وربط فاني، وهو أيضا باحث في المجلس الوطني للبحث العلمي والتقني وأستاذ في جامعة قرطبة (وسط الأرجنتين)، الدعوة الملكية للحوار مع الجزائر بالضرورة الأمنية في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، منطقتان جغرافيتان حيويتان بالنسبة للبلدين الشقيقين.
وقال الأكاديمي الأرجنتيني إنه “واثق من أنه عندما تتغير بعض الظروف، سيعاد فتح الحدود (…)، لأن البلدين سيستفيدان من تعزيز استراتيجية للتعاون من شأنها أن تثمر نتائج أكثر فائدة من إستراتيجية المواجهة الدائمة “.
وقارن الباحث هذه الوضعية بتلك التي عاشتها بعض دول أمريكا اللاتينية التي استطاعت، بفضل الحوار والتعاون، تجاوز “الخلافات الهائلة” التي كانت قائمة منذ سنوات عديدة بينها، مستشهدا بشكل خاص بحالة الأرجنتين والبرازيل.
وقال “بعد 30 عاما من التعاون الوثيق والتقارب في جميع المجالات، تم تقليص التنافس بين البلدين إلى كرة القدم فقط”.
أما في حالة المغرب والجزائر، يضيف الأكاديمي الأرجنتيني، فإن هذين البلدين “يتقاسمان نفس النضال ضد الاستعمار ونفس التاريخ ونفس الثقافة”.
من جهة أخرى، أشاد فاني بالجهود التي يبذلها المغرب في مكافحة جائحة كورونا، بما في ذلك الحملة الوطنية للتلقيح التي مكنته من تحقيق “السيادة الصحية”.
* أكاديمي أرجنتيني