عقب التأكيد الفعلي لإعادة الانطلاقة التجارية عبر تنظيم جولة أوربية لدى مختلف فاعلي القطاع السياحي الرئيسيين؛ تلك الجولة التي مكنت من استعادة الثقة وضمان تنظيم رحلات جوية واقتراح عروض مهمة من طرف منظمي الأسفار، ها هو المكتب الوطني المغربي للسياحة يعبئ كل طاقاته المادية والبشرية للانكباب في آن واحد على محور رئيسي آخر للمهام الموكلة إليه: ألا وهو الترويج لصورة وسمعة وجهة المغرب عبر مختلف بلدان العالم.
ولهذا الغرض، عمد المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى اعتماد إستراتيجية تواصلية لاستهداف كل أصناف الزبناء، من خلال القنوات الرقمية، وتوفير كل الوسائل الكفيلة لضمان انطلاقة جديدة لاجتذاب السياح ولفت أنظارهم إلى المميزات التي يزخر بها عرض المغرب، وخلق انتعاشة جديدة ومثمرة بالقطاع، مع التأكيد مرة أخرى على أن المغرب وجهة في المتناول، وجهة آمنة وزاخرة بالثروات الطبيعية الرائعة، مما يوفر تنوعا في تجارب السياح الوافدين على المغرب.
هذه الحملة التواصلية موجهة للسياح الأجانب، وتنقسم إلى ثلاث مراحل، بهدف لفت أنظار المسافرين المحتملين وتعزيز انطلاقة ديناميكية وقوية ابتداء من موسم الشتاء الحالي وعطل فصل الربيع المقبل.
وهكذا، فخلال الأسبوع الذي سبق فتح الأجواء المغربية في وجه الرحلات الجوية نحو المغرب، مكنت المرحلة الأولى للمخطط التواصلي من إطلاع مختلف الفاعلين والمهتمين على الفتح الوشيك للأجواء المغربية وتسليط الضوء على مختلف الشروط المفروضة على كل الراغبين في التوجه إلى المغرب.
أما فيما يخص الشق الثاني من هذه الحملة التواصلية، وابتداء من 7 فبراير الجاري، تم إعداد كبسولة مصورة تحمل عنوان “أجواؤنا مفتوحة في وجهكم”، والتي تم توسيعها وبثها على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي التي تشهد إقبالا كثيرا من لدن روادها (فايسبوك، أنستغرام وتيك توك) طيلة ثلاثة أسابيع متتالية، وموجهة لخمسة أسواق إستراتيجية: فرنسا، إسبانيا، المملكة المتحدة، ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
في الأخير، هناك المرحلة الثالثة التي ينتظر أن تمكن ابتداء من نهاية فبراير من توسيع حمولة العملية التواصلية من خلال نشر الكبسولات المصورة الملهمة والتي تحمل شعار “Visit Morocco Originals”. وتتطرق هذه المحتويات لمواضيع تزكي وتعزز مفهوم التنوع الكبير الذي يزخر به عرض المغرب والذي يلبي تطلعات وانتظارات المسافرين على اختلاف أصنافهم ومشاربهم: الثقافة، الطبيعة، البحر، الجبال والصحراء، الرياضة والتخلص من روتين ورتابة الحياة اليومية.
وتكتمل هذه الآلية بآلية أخرى ترويجية، مع العمل تدريجيا على تعبئة نخبة من المؤثرين المرجعيين بمختلف الأسواق، كل حسب مجال تخصصه: نمط العيش، الطبخ والذواقة، الأسفار، الموسيقى، إلخ.
هذا، فبالموازاة مع هذه المجهودات المبذولة لاستقطاب المسافرين الدوليين، لم يتم إغفال السوق المحلي بهذه الإستراتيجية الترويجية التي يتبناها المكتب الوطني المغربي للسياحة.
فالمكتب لا زال حريصا على توسيع وتعزيز المسعى الذي شرع في بلورته ابتداء من 2020 تحت علامة “نتلاقاو فبلادنا”، بالذهاب اليوم إلى أبعد من ذلك عبر مواصلة إقناع مغاربة العالم بضرورة اكتشاف أو إعادة اكتشاف الثروات التي يزخر بها بلدهم.
مؤخرا تم الشروع في بث الحملة التواصلية “أجي”، والتي تتمحور حول أربعة مواضيع تتطابق مع مختلف التطلعات الكفيلة بالتحفيز على استهلاك المنتوج السياحي والمعبر عنها بالدارجة المغربية: “آجي تكتاشف” وهي عبارة عن دعوة للاكتشاف الثقافي للتراث التاريخي المغربي، الآثار أو المدن القديمة، وأيضا فنون الطبخ والذواقة التي تميز بلدنا عن العديد من البلدان؛ تليها حملة “آجي تحرك” التي تقترح الهروب والتخلص من الروتين اليومي، وما يترتب عنه من ملل وضجر، والذهاب إلى عالم المغامرات وممارسة بعض الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق؛ و حملة “آجي تمنظر” التي تقترح الغوص في البعد الطبيعي الحالم للمغرب والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي يزخر بها؛ وفي الأخير، هناك حملة “آجي ترتاح” المحفزة على الاسترخاء والاستمتاع بلحظات احتفالية من الروعة المكان.
واعتمادا على الدراسات المنجزة من طرف المكتب الوطني المغربي للسياحة، تم الحرص على بلورة وإعداد محتويات خاصة مرتبطة بكل موضوع على حدة بغية تلبية انتظارات الثلاثة أصناف المستهدفة أكثر: جيل الألفية والأزواج الجدد، الجمهور المتخصص في الرقميات، الأكثر حركية، والباحث دائما عن أحسن العروض والمستجدات، العائلات، الباحثة عن التجارب والاكتشافات للعيش سويا ومن مختلف الأعمار، وصنف الكبار، الصنف الصاعد، والزاخر بمؤهلات قوية، الجمهور النشيط والراغب في القطع مع الروتين اليومي.
وقيما يتعلق بالقسم المحلي، من المرتقب اعتماد آلية للتأثير، طيلة أسبوع 14 فبراير، بغية تعزيز شهرة علامة “نتلاقاو فبلادنا” من خلال إعداد تصورات مبتكرة. في هذا الصدد، سيتم تنظيم عملية البحث عن الكنز “سفر مغربي” سيتنافس من خلالها فريقان من المؤثرين المغاربة، “فريق شاب” و”فريق عائلي” كلاهما سيذهبان لاكتشاف جهات المغرب وما تزخر به من مؤهلات وثروات. وعلاوة على ذلك، سيتم تنظيم مسابقة لنشر الصور على الأنستغرام تحمل عنوان “# نسافرو_ ونشوفو_تشالانج” بمشاركة العديد من المواهب المغربية ومتتبعيهم.
وللتذكير، فلجوء المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى بلورة هذه الآلية التواصلية المتكاملة الجوانب و الموجهة للسوقين الدولي والمحلي، لم يأتي من فراغ ولا من قبيل الصدف، بل هو ثمرة اعتماده على معرفة دقيقة للميولات الحالية بمجالي السفر والاستهلاك. وقد ساعده في ذلك توظيفه للتكنولوجيات الحديثة والرقمية، واستثماره الذكي للنتائج التي أفضت إليها الدراسات المنجزة من طرفه والمجهودات الجبارة التي بذلتها مختلف أطقمه للتحضير للانطلاقة السياحية طيلة عدة أشهر. وبهذا، يكون المكتب الوطني المغربي للسياحة قد انخرط، وعن جدارة واستحقاق، بأجود المعايير الدولية لضمان انطلاقة واعدة ومثمرة للنشاط السياحي.
المكتب الوطني المغربي للسياحة يطلق حملتي “أجي” و”We are Open”
الوسوم