في إطار الأنشطة الموازية وانسجاما مع مشروع المؤسسة (لنبن حضارة متضامنة)، نظم “معهد العش العائلي” بمدينة المحمدية أول أمس الثلاثاء لقاء تواصليا مع أولياء أمور التلاميذ في موضوع التربية الإيجابية للأبناء.
واستهلت المديرة البيداغوجية للمؤسسة ميشال بليلان (Michèle Plélan) اللقاء بكلمة ترحيبية بالحضور، حيث أكدت على أن هذا اللقاء يندرج في إطار سياسة المؤسسة القائمة على التواصل الدائم والمستمر مع أباء وأولياء التلاميذ، وكذا مختلف الفاعلين والمتدخلين في العملية التربوية والتعليمية. واعتبرت أن التربية الايجابية أصبحت من أكثر المناهج التربوية تداولا في السنوات الأخيرة، ويقصد بهذا المفهوم الجديد مجمل الأساليب المساعدة على تنمية مهارات الطفل وسلوكاته، بطريقة بناءة، إذ توفر التربية الإيجابية، حسب قول المتدخلة، بیئة آمنة تسمح للطفل بأن يكبر على ركائز صحيحة.
وتضمن اللقاء مجموعة من النقط يمكن اختزالها في ثلاثة مبادئ أساسية ينبغي مراعاتها في تربية الأبناء.
أولا، الانطلاق من تحديد احتياجات الطفل، لأن كل سلوك غير لائق يخفي إحساسا سلبيا عند الطفل، حيث تظهر الحاجة إلى جلب الانتباه أو الاحتضان والحب، أو الحاجة لإفراغ الطاقة والتحرك، وهنا يأتي دور الوالدين لاستنباط حاجيات الطفل وتلبيتها بشكل معقول ومقبول يحافظ على المكانة الرمزية للآباء داخل المؤسسة الأسرية. ثانيا، التعاطف باعتباره يساعد الطفل على إدارة واحتواء هذه المشاعر السلبية وحسن التحكم فيها. ثم التحاور كأهم حلقة في هذا المنهج التربوي وذلك من خلال التواصل باهتمام وتعاطف، حيث يقوم الأب أو الأم بالاستماع للطفل أكثر من التكلم وانتقاد سلوكه، كذلك يفضل استبدال أسلوب التواب والعقاب بأسلوب الإرشاد والتوجيه.
واعتبر عبد اللطيف ايت عياد، وهو أحد الأطر التربوية للمؤسسة، أن التربية الإيجابية تزرع في الطفل قيمة الإنضباط الذاتي التي تجعله يتصرف بشكل سوي دون أن يكون مراقبا، وهذا النهج التربوي يعتمد أساسا على أسلوب الحوار، التواصل والإنصات الفعال، مشيرا أن المؤسسة التي يمثلها تحرص على هكذا تكوينات لأن بناء الأبناء يتبعه بالضرورة بناء الأوطان.
من جهتها، قالت السيدة جمالي، التي تدخلت باسم آباء وأولياء التلاميذ، إن التربية تعد أهم عمل إنساني على الإطلاق، ولذلك ترى المتدخلة بأن التربية الايجابية ضرورية لكل أسرة تهتم بمستقبل أبنائها، فهي تعزز ثقة الطفل بنفسه، وتعلمه الاعتماد على ذاته، كما أنها توطد الأواصر بينه وبين والديه، وتجعل العلاقة الرابطة بينهم مبنية على الثقة والاحترام.
بدوره، أكد محمد طرابي، بصفته أبا ومهتما بمناهج التربية، أن الآباء يحتاجون إلى المهارة والخبرة المتطورة التي تمكنهم من تربية جيل ناضج وقادر على المساهمة في بناء المجتمع. فالأسر المغربية أصبحت في حيرة من أمرها كيف تنشئ أبناءها، الشيء الذي يستوجب اليوم الانفتاح أكثر على طرق علائقية أخرى تنسجم وتطور العصر، ومنهج التربية الإيجابية يجيب في نظره على العديد من الإشكالات التربوية.
وأجمع كل المتدخلين عموما على أن منهج التربية الإيجابية برنامج مميز قائم على فلسفة إنسانية عميقة ومناسبة لهم ولاحتياجات أبنائهم، ولذلك وجب نقل هذه الفلسفة للبيت المغربي ونشر مبادئها في صفوف الأسر المغربية الرامية إلى تنشئة أبنائها على أسس سليمة.
زهير اسماعيلي (صحفي متدرب)