“المهاجر بين فنون الكتابة”.. دراسات نقدية في أعمال الكاتب المغربي محمود عبد الغني

 صدر حديثا عن “دار أيام” للنشر والتوزيع بالعراق، كتاب جماعي تحت عنوان “محمود عبد الغني، المهاجر بين فنون الكتابة”، وهو مؤلف محكم يضم دراسات نقدية في أعمال الكاتب المغربي الذي يتوزع إنتاجه الأدبي والبحثي بين الشعر والرواية والنقد الأدبي واللسانيات والبلاغة والترجمة وغيرها.
 وحسب ورقة تقديمية للكتاب، فإن المؤلف (160 صفحة من القطع المتوسط) الذي نسقته الباحثة خولة الزلزولي، ينضوي تحت لواء مختبر تحليل الخطاب وأنساق المعارف، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض بمراكش.
  وحسب المصدر ذاته، فإن الأمر يتعلق بعمل علمي محكم شارك فيه ثلة من الباحثين والمثقفين في مجال النقد والأدب، من قبيل محمد الولي، وعبد الرحيم العلام، ويوسف توفيق، وغادة الصنهاجي، ونور الدين محقق، ومحمد الغزي، ومحمد ايت العميم، ومحمود الريماوي، ومريم الهادي، ومحمد رحمات وأحمد بلكاري.
 وجاء في تقديم عبد الجليل بن محمد الازدي لهذا المؤلف أن الأديب محمود عبد الغني “حالة ضمن الحالات الفريدة والاستثنائية  في الحقل الثقافي العربي عموما، والمغربي بصفة حصرية؛ وهي حالة تدعوها الثقافة العربية بالمغرب: الفقيه الـمشارك، وتسميها الثقافة الوافدة من وراء البحار: الـمثقف الموسوعي”.
 وأضاف الأزدي أن الكاتب عبد الغني من صنف “المثقف الذي لا يكرر نفسه أولا، ولا يستقر في شكل من الممارسة الرمزية الدالة ثانيا، وهو ثالثا نموذج المثقف الذي يضـيء من الداخل نصا روائيا حديثا (أكتب إليك من دمشق) بنص تاريخـي قديم ( تاريخ دمشق للحافظ بن عساكر)، ويحاور حقلا معرفيا محددا بحقل معرفي متاخم له، ويطور ثقافة محلية موروثة بثقافة كونية معولمة، ويسائل الخطاب النظري بأسئلة غير نظرية”.
 وفي تعليقه على تنوع منجز محمود عبد الغني وتعدد مجالات اشتغاله، يقول الأزدي، إن هذا التعدد هو ما ما يجعل من الرجل “حجة في الشعر والرواية والترجمة والبحث العلمي، الجامعي الأكاديمي، وكتابة المقالة والنقد الترجمي واللسانيات والبلاغة والسيميائيات والتحليل النفسي وتحليل الخطاب والمصطلحية ونظرية الأدب”.
 ويضيف الأزدي مستحضرا مصطلحي التوطين والترحال باعتبارهما مفهومين مركزيين في نصوص محمود عبد الغني، أن كل هذه النصوص، سواء الشعرية أم الروائية أم الترجمية، تتعايش فيما بينها، “وهذا ما يبين أن الكاتب محمود عبد الغني واحد متعدد، ومتعدد في تناغمه. وباختصار، إنه كاتب يعيش في التخوم والحدود بين عديد الحقول المعرفية وأجناس الخطاب”.
 يشار إلى أن الكاتب محمود عبد الغني أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، وهو حاصل على دكتوراه في الأدب. وصدرت لعبد الغني وهو عضو اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب، العديد من الإنتاجات في مجال الشعر (حجرة وراء الأرض، عودة صانع الكمان، أرض الصباح، نحن النوافذ، كم يبعد دون كيشوت؟)، والرواية ( أكتب إليك من دمشق، الناسخ المغربي، معجم طنجة، في الصيف والخريف فقط، الهدية الأخيرة، أوسكار ، الجولة الأولى من مؤتمر الرياح..).

 وفي مجال العمل الترجمة، صدرت لعبديالغني ترجمة رائعة البـريطاني، جورج أورويل “مزرعة الحيوان (1945)، وثلاثية ألبير كامو المسرحية (العادلون (1950)، سوء تفاهم (1943)، كاليغولا (1938))، ورواية الكاتب الشيلي لويس سيبولفيدا ( خط ساخن).
 وفي مضمار النقد، أصدر محمود عبد الغني معجم المصطلحات الأساسية في الترجمة الأدبية (2017)، ومعجم ألف ليلة وليلة (2021)، و”يعترفن أحسن”، وهو دراسة في الكتابة الذاتية النسائية العربية، وغيرها.

Related posts

Top