‎أصداء ثقافية من الدورة السادسة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب

قدمت الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة لزوار معرض مسقط الدولي للكتاب مؤلفها “50 عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس”، الذي يوثق للسيرة الأدبية لـ 322 شاعرا عمانيا خلال عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وقالت الشاعرة بوهراكة، خلال جلسة تعريفية ضمن فعاليات المعرض، إن فكرة تأليف هذا الكتاب ترجع إلى الاحتفال بالذكرى الخمسين لتولي السلطان الراحل قابوس مقاليد الحكم بسلطة عمان، وذلك لتلسيط الضوء على السيرة الأدبية للشعراء ولنماذج من شعرهم وتوثيق الجانب الفكري والإبداعي والأدبي الذي شهده عهد السلطان الراحل وأبرزت أن الشعر العماني يتميز بخصوصيات عدة، أبرزها طابعه الفطري والوراثي، وطول النفس الشعري للقصيدة العمانية، وخاصة السبعينية، وهيمنة الطابع الوطني في القصائد، علاوة على الحضور المميز للشاعرة العمانية منذ تسعينيات القرن الماضي خلافا للفترات الزمنية السابقة التي اتسمت بغياب الصوت الشعري النسائي.
كما سلطت الباحثة في مجال التوثيق الشعري المعاصر الضوء على العراقيل التي واجهتها في إنجاز هذا المؤلف الذي تطلب نحو 3 سنوات، موضحة أن كتاب “50 عاما من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس” قد لا يحيط بكل الشعراء العمانيين خلال هذه الفترة وقد يتطلب تعزيزه بجزء ثان يوثق لكافة أعلام الشعر العماني الفصيح خلال عهد السلطان الراحل.

واقع الترجمة العلمية

سلط مجموعة من الخبراء في مجال الترجمة الضوء على واقع الترجمة العلمية، والأهمية القصوى التي أصبحت تحظى بها في ظل التطور المعرفي وتنوع آليات استغلال التطبيقات المتاحة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وشدد المشاركون في محاضرة حول موضوع “واقع الترجمة العلمية إلى اللغة العربية” على ضرورة تتبع الإنتاجات المعرفية والعلمية الصادرة باللغات الأكثر تداولا وترجمتها إلى لغات أخرى أقل حضورا لوضعها رهن إشارة الباحثين عن المعرفة.
وأبرزوا، في هذا الصدد، أن المؤلفات العلمية أصبحت تعتمد بشكل أكبر على اللغات الأكثر انتشارا على مستوى العالم، وأن شح المصادر العلمية يفرض نقل هذه المعارف إلى القارئ العربي عبر آلية الترجمة، موضحين أن اللغة الإنجليزية أصبحت تفرض هيمنتها على باقي لغات العالم في الوقت الراهن، بعد أن أضحت ناقلا أساسيا للعلوم والمعرفة، وخاصة ما يتعلق بالبحوث والدراسات الأكاديمية.
كما توقف المشاركون في هذه المحاضرة عند دور الجوائز العلمية الخاصة بالترجمة في التعريف بالمترجم، مبرزين أن هذه الجوائز تشكل بوابة عبور للمترجم تفتح له سبل إيصال أعماله المترجمة للمتلقي.

دور الجوائز الأدبية

ناقش عدد من الكتاب والأدباء من سلطنة عمان، خلال أمسية أدبية، دور الجوائز الأدبية في دعم الكاتب العماني وكذا آثارها على المشهد الثقافي العماني.
واعتبر المشاركون في هذه الفعالية الثقافية أن قيمة الجوائز الأدبية تسمو على الجانب المادي إلى جوانب معنوية وثقافية، لأن القيمة المادية التي يتحصل عليها الشاعر أو الأديب تندثر مع مرور الزمن بخلاف أثرها المعنوي الذي يظل راسخا حتى بعد وفاة الكاتب، مشددين على ضرورة تشجيع الأدباء والشعراء على تقديم ترشيحاتهم لمختلف الجوائز الأدبية.
كما توقف المشاركون عند الجوانب النفسية لهده الجوائز، والتي يتطلب التعامل معها دقة شديدة، بالنظر إلى أنها تضع الكاتب أمام اختبار تقديم أعمال في نفس مستوى عمله المتوج أو الارتقاء بها إلى مستويات أفضل.

محاضرة

نظمت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب محاضرة حول كتاب “المؤتمن في ذكر مناقب نزار واليمن”، للمؤرخ العماني حميد بن محمد بن رزيق، وذلك بمشاركة مجموعة من الأدباء اليمنيين.
وقال الدكتور محمود بن مبارك السليمي، رئيس إدارة النادي الثقافي بعمان، إن هذا المؤلف، الصادر عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والذي يقع في 954 صفحة، يعد من الكتب الموسوعية التي تعنى بالتراث العماني.
وأشار إلى أن الكتاب يقدم للقراء نظرة شاملة عن مفهوم التاريخ بشكل عام، مع الاستعانة بمجموعة من الاستشهادات الأدبية.
كما سلط بن مبارك السليمي الضوء على المنهجية التي اعتمدها الكاتب في تأليف هذا الكتاب، وكذا دوافعه ونظرته النقدية في مجالات التاريخ والأدب والشعر.

Related posts

Top