المبادرة السياسية والتواصلية التي أطلقها فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وهي: «قافلة الكتاب»، التي تزور مختلف جهات البلاد وتلتقي مع الناس وتنصت إليهم وتتفاعل مع انتظاراتهم، تستحق التمعن والإشادة، وهي تنتقل بالعمل البرلماني ليكتسب معنى أكثر ارتباطا بالميدان، ويقوم على إشراك الناس، وعلى صياغة الترافعات انطلاقا مما تجري مناقشته معهم.
بعد جهة سوس في الأسبوع الماضي، حل برلمانيو حزب «الكتاب» هذه المرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في زيارة مشتركة مع الجمعية الديموقراطية للمنتخبين التقدميين، وبتنسيق مع الفروع الإقليمية والمحلية للحزب بأقاليم الجهة.
الزيارة شهدت مشاركة عدد من أعضاء مجلس النواب من حزب التقدم والاشتراكية، ومنتخبين جماعيين وقياديين في الحزب، وأتاح ذلك مناسبات لحوار عميق ورصين مع مواطنات ومواطنين وفعاليات محلية متنوعة شمل قضايا تنموية واجتماعية واقتصادية، ومكن الفريق النيابي من تجميع المطالب والملتمسات والانتظارات، والتي تعهد بالترافع من أجلها.
ليست المبادرة دعاية انتخابوية فجة، وليست استعراضا بدائيا، ولكنها آلية ذكية لتأطير المواطنات والمواطنين على العمل الديموقراطي المؤسساتي، وأيضا لترسيخ الوعي بمركزية دور المؤسسة التشريعية، ومن ثم جعلها الفضاء الرئيسي الحاضن للحوار العمومي، والمتفاعل مع انتظارات شعبنا في كل المناطق.
من جهة ثانية، تمثل «قافلة الكتاب» وسيلة تواصلية لفريق حزب التقدم والاشتراكية لإعداد قاعدة معطيات ميدانية حول أهم مشكلات الحياة في بلادنا، والاعتماد عليها لصياغة أسئلة ومقترحات الترافع لدى السلطات العمومية، وبالتالي جعل الناس يلمسون أن البرلمان يتدارس قضاياهم وتطلعاتهم كما يحسونها هم في عيشهم اليومي.
في عادة السلوك، يتوجه البرلمانيون أو المرشحون عند الناس والناخبين أثناء الحملات الانتخابية لطلب التصويت لفائدتهم، ولكن البرلمانيون التقدميون، من خلال هذه المبادرة، يصرون على التواصل مع شعبنا بعد انتخابهم، وطيلة مدة الانتداب، ليكون التقييم ممتدا ومتواصلا، ولأنهم أيضا يعتبرون وجودهم داخل المؤسسة التشريعية أو في الجماعات الترابية مهمة نضالية، ويندرج ذلك ضمن سلوكهم السياسي النضالي، وأن هذه المهمة ليست سوى واجهة من واجهات نضالهم السياسي والتقدمي العام من أجل مصلحة بلادنا وحقوق شعبنا.
من خلال هذا السلوك، يتأكد الفرق بين برلماني وآخر، وبين هذا الحزب وذاك، وبالتالي: (ولاد عبد الواحد ماشي واحد)، كما أن وجود قناعة سياسية وإحساس بالانتماء لمشروع نضالي، هو ما يجعل الفاعل السياسي المناضل يستطيع الذهاب إلى لقاء الناس والحديث معهم في الميدان دون حذر أو خوف، ولو كان ذلك في طرفيات مجتمعية صعبة أو طافحة بالخيبة واليأس والاحتقان.
المبادرة التواصلية التي يرعاها اليوم الفريق البرلماني التقدمي وجمعية منتخبي حزب (الكتاب) في الجهات، تتزامن أيضا مع دينامية تنظيمية وتواصلية وسياسية عامة تميز عمل حزب التقدم والاشتراكية، الذي يستعد لعقد مؤتمره الوطني في غضون هذا العام، وهذا يجعل المبادرة سياسية، وتنطلق من رؤية سياسية وحزبية عامة تعتبر أن ظروف بلادنا تتطلب تمتين التأطير السياسي، وتقوية الحضور السياسي والإعلامي للقوى الوطنية الجادة، وأن تساهم هذه الأحزاب في ضخ نفس أقوى في نضالنا السياسي الوطني، وفِي إعطاء حياتنا الديموقراطية والمؤسساتية المعنى الممتلك للمصداقية والتعدد والنبل.
محتات الرقاص