دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي لعدم تجاهل ونسيان أزمات المنطقة العربية وسط هذا الوضع الدولي المتوتر.
وقال أبو الغيط في كلمة الأربعاء الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي بمناسبة انعقاد جلسة حول التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، إن الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية لن تجد طريقها للحل من تلقاء نفسها، مبرزا أن الوضع الدولي الحالي يزيدها اشتعالا وتعقيدا.
وذكر أن المنطقة العربية لا زالت تعاني من تبعات الهزة الكبرى التي تعرضت لها في عام 2011، وثمة صراعات ما زالت مشتعلة في داخل الدول، مثل سوريا وليبيا واليمن، مع كل ما يفرضه ذلك من كلفة إنسانية، واستنزاف اقتصادي، وتهديد للأمن الإقليمي في منطقتنا.
وأبرز أن التطورات على الساحة الدولية جعلت الكثيرين في المنطقة العربية ينظرون إلى معاناة الشعب الفلسطيني بعين جديدة، إذ امتدت هذه المعاناة لما يزيد على السبعين عاما، ما بين القمع واللجوء وانتهاك الحقوق والحريات، من دون أفق حقيقي للحل.
ولفت إلى أن مجلس الأمن كان قد أقر مبدأ “الأرض مقابل السلام” وصيغة الدولتين كأساس لحل الصراع التاريخي في فلسطين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة وطن مستقل للفلسطينيين يعيشون فيه بسلام جنب إلى جنب مع دولة إسرائيل على حدود الرابع من يونيو 1967، معربا عن الأسف لكون الطرف القائم بالاحتلال ما يزال يراوغ ويرفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الفلسطيني على أساس المحددات المقررة دوليا وأمميا.
وشدد أبو الغيط أن النظام الدولي، لا يمكن أن يقوم على المعايير المزدوجة أو التمييز، مطالبا في هذا الشأن كافة القوى الدولية أن تتحمل مسؤولياتها التي ألزمها بها ميثاق الأمم المتحدة في التعامل مع كافة القضايا والأزمات بمسطرة واحدة من فرض احترام القانون الدولي ومبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
وفي الشأن السوري قال الأمين العام للجامعة العربية إن الوضع بهذا البلد يمر الوضع بحالة من الجمود مع تعطل المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتدهور حاد للوضع الاقتصادي والمعيشي للسوريين في كافة أنحاء البلد.
أما في ليبيا، فحذر من أن شبح الانقسام عاد ليطل من جديد، في ظل استمرار تواجد الميليشيات والقوات الأجنبية والمرتزقة التي توافق المجتمع الدولي على ضرورة رحيلها عن البلاد، مؤكدا أن التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية ي سهم في تعقيدها وتصلب مواقف أطرافها، وإطالة أمدها.
وأضاف انه في اليمن ما زالت الميلشيات الحوثية ترفض مبدأ التفاوض والتسوية السياسية للأزمة، وتلجأ عوضا عن ذلك لتهديد الجيران في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالمسيرات والصواريخ الباليستية.
وخلص أبو الغيط الى التأكيد على حرص الجامعة العربية على العمل من أجل تعزيز آليات الشراكة مع الأمم المتحدة من خلال اجتماعات التعاون العامة، والتعاون مع مجلس الأمن في مختلف المجالات.
أبو الغيط: على المجتمع الدولي أن لا يتجاهل أزمات المنطقة العربية
الوسوم