تأهيل مستحق للمنتخب المغربي لكرة القدم لنهائي كأس العالم قطر 2022، بعد انتصار بين أول أمس الثلاثاء على حساب منتخب الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف لهدف واحد بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.
إنها المرة السادسة في تاريخ الكرة الوطنية، والثانية على التوالي بعد نسخة 2018 بروسيا، ثنائية سبق أن تحققت أيضا في دورتي 1994 بالولايات المتحدة و1998 بفرنسا.
قدمت العناصر الوطنية هذه المرة عرضا مقنعا، بعد سيطرة بالطول والعرض على مجريات مباراة العودة، توجت بتسجيل أهداف جميلة وحاسمة، رغم بعض الظروف الصعبة التي صاحبت بداية هذه المواجهة، ولعل أبرزها الخروج الاضطراري للمدافع جواد يميق، وبعدها بدقائق فقط، غادر أيضا الحارس المتألق ياسين بونو، بعد تدخلات عنيفة من اللاعبين الكونغوليين.
انتصار تعزز بفضل ظهور لاعبين جدد، قدموا قناعات تستحق الإشادة والتقدير، ولعل أبرزهم الشاب الواعد عز الدين أوناحي، مسجل هدفين أحدهما بطريقة ولا أروع، تنم عن نضج احترافي لافت، نفس الإقناع أبان عنه، طارق تيسودالي الذي لعب كقلب هجوم صريح، وتمكن من تسجيل هدف بعد استغلال أمثل لخطأ دفاعي للزوار.
نفس العطاء المتميز، قدمه لاعب الوسط سليم أملاح، كان بحق عنصرا حاسما بمنطقة مهمة من الملعب، صادر هجمات للفريق الخصم، ساهم في بناء عمليات سهلت إلى حد ما مهمة الخط الأمامي، دون أن ننسى الركائز الأساسية بونو وأشرف حكيمي ورومان سايس ونايف أكرد وسفيان أمرابط. استحقاق كبير، جاء بعد مسار طويل وشاق امتد لسنتين، رغم الظروف الصحية الصعبة، ورغم تعدد الخصوم، ففي كل المراحل الإقصائية، كان المرور السلس، وصولا إلى الدور الفاصل، ضد منتخب كونغولي، خاض مباراتي الذهاب بكينشاسا والإياب بالدار البيضاء، بأمل كبير في العودة للمونديال بعد غياب دام لعقود طويلة، إلا أن أمله خاب، أمام طموح جارف للعناصر الوطنية، أهلها للعبور بكثير من التفوق نحو أعراس المونديال، وضمان مقعد ضمن صفوة كرة القدم العالمية.
«أسود الأطلس» تضرب موعدا مع أقوى المنتخبات العالمية، بدولة قطر خريف السنة الحالية، في نسخة تنظم لأول مرة بمنطقة الخليج العربي، والمنتخب المغربي من بين خمسة منتخبات ستمثل القارة الإفريقية إلى جانب تونس والسنغال والكامرون وغانا.
وما أضفى على هذا الانتصار البين نكهة خاصة، ذاك الحضور الجماهيري القياسي، حضور لافت منح دفئا خاصا لجنبات مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، جمهور من «كازا» أساسا، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من مختلف المدن، وأيضا من مغاربة العالم، جمهور موحد شكل دعما خاصا للعناصر الوطنية التي تمكنت من إهدائه بالمقابل، عرضا طيبا توج بتأهل جديد للمونديال.
هناك وقت كاف للاستعداد في أحسن الظروف، قصد ضمان مشاركة متميزة خلال كأس العالم القادمة، إلا أن هذا الرهان، يتطلب اتخاذ قرارات جريئة، ولعل أبرزها إعادة النظر في تركيبة الطاقم التقني، وبصفة خاصة المدرب وحيد خاليلوزيتش الذي أكد بالملموس، أنه غير صالح تماما لقيادة الفريق الوطني، خلال المرحلة القادمة.
تغيير المدرب وضرورة استعادة لاعبين متألقين غابوا مؤخرا بصفة اضطرارية عن صفوف المنتخب، كحكيم زياش ونصير مزراوي وعبد الرزاق حمد الله، أسماء أصبحت مطلبا ملحا للجمهور الذي لا يترك مناسبة تمر، دون أن يوجه طلبه بكثير من الإلحاح والجدية والإصرار.
هنيئا لكل مكونات الفريق الوطني بهذا الإنجاز التاريخي، وهنيئا للجمهور المغربي الذي عبر مرة أخرى عن عظمته، ومساندته التي لا غنى عنها، فهو حاضر كعادته في كل المناسبات الكبيرة.
«برافو» ألف مرة لكل من ساهم وسهر وخطط ونفذ للوصول إلى هذا الإنجاز، قبلة حارة على جبين كل لاعب لاعب، وتحية خاصة للأطر التقنية والطبية والإدارية التي قامت بالواجب على أحسن وجه.
وعلى الانتصارات دائما نلتقي…
محمد الروحلي
تصوير: احمد عقيل مكاو