أكد الدولي المغربي ولاعب وسط نادي واتفورد الإنجليزي عمران لوزا، أن تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر، شكلت لحظة استثنائية وفخرا عظيما له في مسيرته الدولية.
وأبرز لوزا (22 عاما) في حوار أجراه مع موقع واتفورد، إنه اختيار تمثيل المنتخب المغربي كان أفضل قرار في مشواره الكروي الواعد، موجها شكره للجماهير المغربية على دعمها المطلق لكتيبة “أسود الأطلس”.
كما اعتبر الدولي المغربي أن قراره بالانتقال من نادي نانت الفرنسي للعب بالدوري الإنجليز الممتاز كان هو أيضا أفضل قراراته، معترفا بأنه وجه بعض الصعوبات في البداية المتعلقة باللغة والثقافة الغربيتين عنه.
وأشار لوزا إلى ثقة مدربه الحالي روي هودجسون بعد بداية صعبة منذ انتقاله في يونيو 2021، مضيفا أنه سيعمل على تقديم أفضل ما لديه لمساعدة واتفورد لبغية تفادي النزول إلى دوري الدرجة الأولى.
وبرر الدولي المغربي الذي أبدى سعادته بتواجد لاعبين يتكلمون الفرنسية في التشكيلة الحالية للفريق، تواجد واتفورد في المركز ما قبل الأخير بالدوري الممتاز بعدة عوامل كغياب الحظ وقوة الخصوم.
< واتفورد أول ناد تلعب له بعد نانت الذي قام بتكوينك، أخبرنا كيف تخوض هذه التجربة الجديدة؟
> إنه اكتشاف عظيم أن تتعرف على بطولة مختلفة ومدينة ولغة جديدتين. لم يكن اختيارا سهلا في البداية، لكنه كان بمثابة تحد قررت أن أوافق عليه بالكثير من الأهداف المحددة. وأعتقد الآن أن القدوم إلى هنا (واتفورد) كان أفضل قرار لي.
< بالضبط، ما الذي دفعك إلى هنا؟ هل كانت هناك آراء لزملاء لك حول الدوري الإنجليزي؟
> نعم بكل تأكيد. عندما بدأت مفاوضاتي مع واتفورد، قمت بالاستعلام وسألت بعض اللاعبين الذين يمارسون هنا في إنجلترا، عن كيف تجري الأمور. وبالفعل قدموا لي آراءهم، وهذا ساعدني في حسم قراري.
< مثل من؟ هل يمكن أن تقول لنا مع من تحدثت حول الموضوع؟
> مثلا تحدثت مع براين بومو الذي كان يلعب في دوري الدرجة الأولى (تشامبيونتشيب). تحدثنا كثيرا وسألته كيف مرت الأمور بالنسبة له؟ كما أنه وجهني وساعدني قليلا. وأخبرني بماذا يشعر في أعماق قلبه؟ وهذا جعلني أكون فكرة عن هذه البطولة.
< كيف مرت مرحلة تأقلمك مع دوري جديد ولغة وثقافة مختلفتين؟ وهل أعجبتك هذه الأجواء؟
> إنه تغيير جذري، خاصة أنني ترعرعت في نانت. التغيير بهذه الطريقة لم يكن سهلا في البداية. لن أكذب في هذه النقطة. في ذاك الوقت كان صعبا علي أن أترك العائلة والأصدقاء، لكني كنت مصمما أن أكون قبل كل شيء سعيدا، وأن أمارس كرة القدم بطريقتي. وأنا حاليا جزء من بطولة هي الأعلى تصنيفا في العالم. وبالتالي علي أن أستمتع. ومرة أخرى أؤكد أنه كان اختيارا جيدا.
< ما هي النصائح التي قدمها لك المدرب عند قدومك إلى واتفورد لكي تتأقلم سريعا مع الدوري الممتاز؟
> أن أكون مؤثرا على الفور. كثيرا ما قال لي الناس ذلك عندما كنت في نانت، وأصبح أكثر هنا. وتحديدا عن القوة قبل الكرة. وأن أركز على كل ما أفعله لأنني أعلم أنه سيقع على عاتقي ذلك في وسط الميدان. وشيئا فشيئا ومع التدريب أصبحت على دراية بالأمر. وحاليا أحاول أن أكون متقدما في هذه النقطة.
< هل يمكن أن تصف لنا شعورك إزاء الموسم الصعب الذي يقدمه واتفورد حتى الآن؟
> من المؤكد أنه ليس موسما سهلا. عشت نفس الأمر في الموسم الأخير مع نانت. إنها تجربتي الصغيرة. أعلم أنه لم يحسم أي شيء حتى الآن. وبالتالي علينا القتال حتى النهاية. وبالنسبة كانت هناك مرحلتان. في الأولى لم أكن كثيرا واكتفيت بالمتابعة ودعم الفريق. وفي المرحلة الثانية شاركت بشكل أكثر، وهنا حاولت تقديم الإضافة للمجموعة. سأعمل على فعل نفس الشيء في المستقبل للفوز في المباريات والتمسك بآمالنا.
< في نظرك ما الذي ينقص واتفورد حتى يضمن له مركزا جيدا في ترتيب الدوري بشكل دائم؟
> لا شيء. هناك القليل من كل شيء. الحظ أحيانا. هناك الكثير من الأشياء التي تعلب دورا في ما يحدث. نلعب ضد أندية كبيرة كل أسبوع، وهذا ليس أمر سهلا. ونعلم أنه لكي تفوز بالمباريات علينا تقديم المزيد على مستوى التركيز أو اللعب بالكرة. علينا أن نكون أفضل، وهذا ما بات يحدث في اللقاءات الأخيرة.
< هل تعتقد أن اللاعبين ملتزمون ويرغبون حقا في تقديم أقصى ما لديهم؟ أم هناك غياب للحافز ما تسبب في هذه النتائج السلبية؟
> لدينا وعي بذلك منذ أشهر. من السهل أن الرد في تلك اللحظة، لكن من المؤكد أن هناك وعيا بأن المرحلة ليست سهلة، وأنه يتوجب علينا القتال. ومن المهم جدا أن نظل متحدين. كمثال ما حدث في نانت، حيث حافظنا على وحدتنا ما مكننا في النهاية من ضمان البقاء. علينا أن نقوم بنفس الشيء هنا في واتفورد ويقدم كل واحد منا الأفضل، لكي يتحقق ذلك.
< هل يمكنك أن تحدثنا عن مدربك الحالي روي هودجسون؟ وما هو وجه الاختلاف بينه وبين باقي المدربين الذين دربوا واتفورد هذا الموسم؟
> الكثير من الثقة. يتكلم معي كثيرا. وهذا ما كنت محتاجا له عند قدومي هنا ولم أجده في البداية. الآن منحني ثقته وأشكره على ذلك. أحاول أن أرد بطريقتي في أرضية الميدان. يطلب من لعب كرة القدم الخاص بي. هو لا يزعجني ويتركني ألعب كيفما أريد. وكما قلت سابقا، فكنت محتاجا للثقة والشعر برابط بيني وبين المدرب.
< هناك عدد لا بأس به من اللاعبين الذين يتكلمون الفرنسية، هل يساعدك ذلك في التخلص من الضغط سواء داخل أو خارج الملعب؟
> نعم. من المؤكد انه منذ يناير الماضي بات هناك لاعبون يتحدثون الفرنسية أكثر في الفريق. على سبيل المثال حسن (كامارا) وموسى (سيسوكو). هذا يشكل عدما لي وللفريق. فهما يتكلمان أيضا الإنجليزية ومع الجميع. نحن مجموعة متجانسة رغم سوء النتائج. وأعتقد أنه أمر مهم جدا للذهاب بعيدا في أهدافك، لأنه لم يكن ذلك فسيظهر جليا على أرضية الملعب.
< كيف كان شعورك بعد نجاحك رفقة المنتخب المغربي في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022؟
> بكل تأكيد. كانت لحظة استثنائية ولحظة لا تنسى وفخر عظيم. بصراحة كان اللعب للمغرب أفضل قرار اتخذته في مسيرتي الكروية الواعدة. اليوم حصلنا على مكافأتنا على العمل الذي قدمه هذا الفريق. كانت لحظة لا تنسى. وأود أيضا أن أشكر المشجعين على دعمهم المطلق ما ساعدنا في انتزاع بطاقة التأهل على المونديال.
< ترجمة: صلاح الدين برباش