تعودنا في كل مناسبة، تتحقق فيها نتيجة إيجابية استثنائية، في أي نوع رياضي، أن تخرج أصوات تطالب بعدم الخوض في مشاكل النوع الرياضي المعني، وأن يترك الأمر للحظات الفرح، أكثر من شيء آخر…
وحالة خديجة مرضي تسير كالعادة في نفس السياق، فأي نبش في غابة المشاكل التي تعيشها رياضة الملاكمة على الصعيد الوطني، يعد نشازا، أو تحريضا، أو عدم اعتراف بمجهود بذل.
واستغلال لحظة الفوز للتعبير عن الفرح كل مظاهر الاحتفال، مسألة عادية وطبيعية، بل أمر مطلوب لإنصاف بطلة أو بطل بذل مجهود كبير، صحبة الطاقم المرافق له إن وجد، لكن أن يتحول الأمر إلى أسطوانة مشروخة، تتردد في كل لحظة وحين، ومحاولة حجب الرؤية عن المشاكل الحقيقية التي تعيشها هذه الرياضة او تلك، فهذا لا يخدم لا الحاضر ولا المستقبل…
فقد تعودنا أن يستغل مسؤول ما إنجازا رياضيا وحيدا، لتثبيت منصبه، والقيام بحملة إعلامية لفائدته أكثر من الرياضي المعني بالأمر، وأن يحرص على الظهور في الصور واللقطات التلفزية، خاصة بالمنصة، وأن يتسابق للأداء بتصريحات ومقابلات صحفية، إلى غير ذلك من الممارسات التي أصبحت مألوفة، وكأن صاحبنا قام بمجهود خرافي، وأنتج ذلك خروج عشرات الأبطال والبطولات متفوقين…
تتويج مرضي كبطلة للعالم هو تتويج لمسار شخصي، بني على التضحيات الفردية والبذل والعطاء، والتطلع لمستقبل أفضل، وهو ثاني تتويج للمغرب ببطولة العالم، بعد محمد ربيعي في بطولة العالم بالدوحة سنة 2015.
فقد سبق لهذه البطلة أن شاركت في الألعاب الأولمبية 2016، كما فازت بميدالية ذهبية في وزن أقل من 75 كلغ في الألعاب الأفريقية 2019، ونالت برونزية بطولة العالم 2019، ثم الفضية في العام الماضي في دورة تركيا.
لم تتمكن من المشاركة بدورة طوكيو الأولمبية لأسباب خاصة، وهى حالة ترجمت حقيقة الارتباك الذي تعيشه إدارة الجامعة، مما اعتبر نقطة سوداء، خلال هذه التظاهرة الكونية، عززت الرصيد السلبي لمشاركة القفاز الوطني، بعد الخروج المذل، لستة ملاكمين وملاكمتين، في ست نزالات فقط، انتهت بست هزائم في الدور الأول، ناهيك عن «شوهة» تناقلتها وسائل الإعلام الدولية، بعد محاولة الملاكم يونس باعلا عض أذن خصمه النيوزيلندي.
كما أن الصدمة كانت قوية، بعد اكتشاف زيادات مختلفة في أوزان أغلب ملاكمي المنتخب الوطني، على بعد أيام قليلة من انطلاق الحدث الأولمبي.
وساد الاعتقاد أن الجامعة ستعرف ثورة تغيير حقيقي، إلا أن هذا الاعتقاد المبني على معطيات موضوعية ودلالات دامغة، لم يتحقق، وبقيت الأمور على ما هو عليه، إذ تمت التضحية بالمدير التقني، ليبقى الرئيس الموقر بمنصبه، بعد عشرين سنة من المسؤولية، لتنضاف له سنوات أخرى لا أحد يعرف عددها.
فكيف لذهبية خديجة مرضي أن تخفي غابة المشاكل التي تعرفها رياضة الملاكمة؟ في ظل واقع مزر يعيشه ممارسو هذه الرياضة والفرق التي ينتمون لها، وهي القاعدة المهترئة التي يطلب منها التصويت خلال الجموع العامة، والسماح ببقاء السيد الرئيس ومن يدور بفلكه، لأطول مدة ممكنة؟…
>محمد الروحلي