على عكس الدورات السابقة، يلفت انتباه زائري المعرض الدولي للفلاحة التي تجري فعالياته في مكناس إلى غاية الأحد المقبل، الحضور المتميز للتعاونيات الفلاحية والمنتوج المحلي المعروض بالرواق الخاص لهذا الصنف.
ولأول مرة منذ بداية المعرض الدولي للفلاحة سنة 2006، تشارك في هذه الدورة 550 تعاونية للمنتوج الفلاحي، وهو ما يعد، حسب إدارة المعرض، رقما غير مسبوق ويعد الأعلى على مدى 14 دورة التي أقيمت سابقا.
وما يميز هذه التعاونيات هو الغنى والتنوع في المنتجات، كما رصدت ذلك “بيان اليوم” حيث تشارك مئات التعاونيات التي تمثل جميع جهات المملكة، بغناها وتنوعها ومنتجاتها المحلية، من زيوت وتوابل ومنتجات محلية خاصة كالأركان وأملو والعطور والمواد الطبيعية والمستحضرات التجميلية الطبيعية، والعسل والأعشاب المنسمة وغيرها من المنتجات التي تحمل علامة الجودة الأصلية من قبل الجهات الوصية.
إقبال متميز ومنتوجات متنوعة
ويعرف الجناح المخصص للمنتجات المحلية إقبالا واسعا كما رصدت كاميرا “بيان اليوم” وكما هو باد لجميع زوار المعرض الذين وجدوا ضالتهم في منتجات محلية قصدت مكناس قادمة من كل جهة وإقليم لتعرض الغنى والتنوع الطبيعي الذي يميز كل جهة من جهات المملكة.
كما أن جناح هذه المنتجات يمتد على مساحة واسعة جرى تقسيمها إلى أربع فضاءات كبرى متداخلة تستوعب التعاونيات المشاركة وتخصص لها مساحة محترمة، كما تساهم في حركية الزوار وتشبع فضولهم في تجريب عدد من المواد الطبيعية والمنتجات المحلية التي تعرضها التعاونيات الفلاحية.
وتحقق التعاونيات الفلاحية تفاعلا كبيرا مع زوار المعرض، سواء من حيث عملية الإقبال على البيع أو التعرف أكثر على طريقة تحضير المنتجات المحلية وطريقة عمل هذه التعاونيات وطرق اشتغال المنخرطين فيها من فلاحين وغيرهم ممن يساهمون في إنتاج هذه المواد.
وتطرح هذه التعاونيات منتجات مختلفة حسب خصوصية كل جهة بين من يقدم زيزت الزيتون كما هو الحال بالنسبة للتعاونيات التي تمثل فاس مكناس، أو زيوت الأركان وأملو بجهة سوس ماسة، والعسل الذي يميز جهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة الرباط سلا القنيطرة وجهات أخرى، وكذا الأعشاب العطرية والطبيعية التي تميز جهة العيون الساقية الحمراء، وغيرها من المنتجات التي تميز كل جهة من الجهات.
وكالة التنمية الفلاحية.. مواكبة مستمرة للتعاونيات الفلاحية
ومن أجل مواكبة عمل هذه التعاونيات الفلاحية، تضع وكالة التنمية الفلاحي رواقا مفتوحا ضمن جناح المنتجات المحلية، بحيث تعمل الوكالة على تتبع ومواكبة التعاونيات المشاركة، كما ترصد وتراقب المنتجات المعروضة.
في هذا الصدد، وفي حديث مع “بيان اليوم” كشف مسؤول بالرواق أن عمل الوكالة يدخل ضمن استراتيجية وزارة الفلاحة التي تعمل على تثمين المنتجات الفلاحية والنهوض بالمنتجات الخاصة بكل جهة وكل إقليم.
وحسب المتحدث فإن هذه المواكبة تدخل ضمن الاستراتيجية الجديدة لتنمية وتثمين المنتجات المحلية والتي تدخل بدورها ضمن مخطط الجيل الأخضر 2020 – 2030، حيث تهدف الوزارة من خلالها إلى خلق إشعاع خاص بالمنتجات الفلاحية المحلية وتأهيل هذا القطاع وعصرنته.
تثمين أزيد من 200 منتوج محلي وطموح لتحقيق رقم معاملات يفوق 14 مليار درهم
ومن ضمن ما تعمل عليه الاستراتيجية الجديدة لتنمية المنتجات المحلية هو النهوض بوضعية التعاونيات الفلاحية عبر دعم تجمعات مهنية، حيث جرى حسب وكالة التنمية الفلاحية تنظيم وتأطير أزيد من 700 تجمع للمنتجين عبر دورات تكوينية وزيارات ميدانية، وكذا من خلال العمل على دعم المنتجين لولوج سوق الشغل من خلال تنظيم تظاهرات تجارية وترويجية لفائدة أزيد من 1000 تجمع للمنتجين، فضلا عن تأهيل وحدات الإنتاج ودعم الترميز عبر دعم ترميز المنتوجات المحلية بالبيان الجغرافي وتسمية المنشأ.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى خلق ثروة وطنية غنية ومتنوعة تساهم في إنتاج أزيد من 200 منتوج محلي وإمكانية لإنتاج تفوق 2 مليون طن سنويا، وكذا إمكانية تحقيق رقم معاملات يفوق 14 مليار درهم.
وحسب الوضعية المرجعية، تشير وكالة التنمية الفلاحية إلى ان رقم المعاملات السنوي المتوسط لكل تجمع للمنتجين انتقل من 500 ألف درهم سنة 2010 إلى مليون و400 ألف درهم حاليا بزيادة تقدر بـ 181 بالمئة، فيما انتقل الهامش السنوي الإجمالي المتوسط لكل تجمع من 190 ألف درهم سنة 2010 إلى 570 ألف درهم بزيادة فاقت 202 بالمئة، فيما انتقل العدد المتوسط لأيام العمل من التي تم خلقها سنويا من طرف كل تجمع مستفيد من 740 يوم إلى 1800، بزيادة بلغت 144 بالمئة.
زوار: المعرض فرصة لاقتناء منتجات محلية والمواد المعروضة
وفي حديث مع عدد من زوار المعرض، فإن إقبالهم على جناح المنتوجات المحلية يرجع بالأساس إلى العرض المقدم الذي يهم المستهلكين بشكل كبير سواء من حيث المنتوجات المحلية المخصصة للأكل كالزيوت وغيرها أو ما يتعلق بالأعشاب العطرية والمنتجات المحلية الخاصة بالتجميل او التي لديها استعمالات أخرى.
ويرى عدد من الزوار أن المنتوجات التي تعرضها التعاونيات الفلاحية تختلف عما يقدم بباقي أروقة المعرض من آلات وإمكانات فلاحية ومواشي هي في الأصل موجهة للعرض فقط كما أن ما يباع منها موجه للشركات ولا يدخل في خانة اهتمام زوار المعرض الذين يستمتعون بالعرض فقط، فيما يجدون ضالتهم في هذه المنتجات المحلية التي تستهويهم وتنساب قدرتهم الشرائية.
المعرض فرصة للمنتجين للتسويق والبحث عن شراكات
من جهتهم، يرى العارضون وأصحاب التعاونيات الفلاحية أن المشاركة في معرض الفلاحة بمكناس فرصة لتسويق المنتجات، وفرصة لتوسيع قاعدة الزبائن وخلق إشعاع وطني واستقطاب عدد من المهتمين.
كما يمثل الملتقى، حسب المهنيين، فرصة للقاء نظرائهم من جهات مختلفة وتبادل الخبرات والأفكار الجديدة المتعلقة بالعرض والتسويق، كما يعتبرها بعض أصحاب التعاونيات والمنتجين فرصة لعقد شراكات مع مؤسسات وشركات أجنبية تشارك في الملتقى لتعزيز إشعاع وتوسق هذه التعاونيات والمنتجات التي تقدمها.
ويشدد المنتجين على أن المعرض يبقى فرصة للاضطلاع على الأفكار الجديدة وتطوير منتوجات التعاونيات بما يتماشى مع توجهات الجيل الأخضر التي تعد شعار للدورة 15، مشيرين إلى ان هناك عملا مستمرا من أجل خلق إشعاع وطني ودولي لهذه التعاونيات وضمان جود المنتجات التي تقدمها والتي حصلت جميعها على شهادة السلامة الصحية.
< محمد توفيق أمزيان
< تصوير: طه الشامي