جمعية «كازا ميموار» تطلق مشروع «آثار فضاءات الحي المحمدي» بالدار البيضاء

بيان24: حسن عربي

تم أول أمس الاثنين، إطلاق مشروع “آثار فضاءات الحي المحمديّ” بالدار البيضاء، المتعلق بإعادة الاعتبار للأماكن ذات الأهمية التاريخية والمعمارية، في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي الخاص بالمناطق المتضررة من الانتهاكات الجسيمة التي حدثت في الماضي، حيث نظمت جمعية “كازاميموار” لقاء صحافيا، أبرزت فيه أهمية هذا المشروع، الذي يرتكز في مضمونه على توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، في شقه المرتبط أساسا بحفظ ذاكرة الحي المحمدي.
وقالت فاطنة البيه، عضوة جمعية “كازاميموار”، أن المشروع يروم أساسا رد الاعتبار لساكنة الحي المحمدي، والمواقع التي ارتبطت بتاريخ الحي المحمدي وساهمت في صنع ذاكرته. وأضافت  في هذا اللقاء الصحافي، الذي حضره  أيضا فنانون من المشهد السينمائي والمسرحي المغربي، وحقوقيون ومنتخبون  وجمعويون،  أن الحي المحمدي يشكل فضاء مهما في إطار سعي الدار البيضاء للتسجيل كتراث عالمي من قبل اليونسيكو، مشيرة إلى أن هذا التراث يشكل رافعة للحياة الاجتماعية والتراثية.
وأجمع باقي المتدخلين، (رئيس مقاطعة الحي المحمدي، ممثل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء/ سطات، ..) في مداخلاتهم على أهمية المشروع باعتباره يشكل مصالحة بين ساكنة الحي المحمدي وهذه الأماكن التاريخية، خصوصا بعض الأماكن التي شهدت انتهاكا لحقوق الإنسان، آملين ألا تتكرر مثل هذه الانتهاكات، داعين إلى تحويل هذه الأماكن إلى فضاءات للإبداع.
وفي نهاية أشغال هذا اللقاء، شارك الجميع في تثبيت لوحة تذكارية على حائط مدخل المعقل السري الشهير – درب مولاي الشريف، على أساس أن تتم عملية تثبيت باقي اللوحات في أماكن أخرى.
ويشمل هذا المشروع، الذي موله الاتحاد الأوروبي وأعدته جمعية “كازا ميموار”، إصدار مونوغرافية تاريخية واجتماعية، وإنجاز لوحات تذكارية  لمجموعة من المواقع التاريخية والمعمارية، ضمنها على سبيل المثال لا الحصر، “سبيطار الرهيبات” و”معتقل درب مولاي الشريف سابقا” و”الملحقة الإدارية / دار الخليفة سابقا” و”سينما السعادة” و”دار الشباب”. كما تم  تصميم مجموعة من اللوحات تضم تاريخ إنشاء هذه المواقع وأهميتها وتصميمها حتى تكون الأجيال الحالية على إطلاع كامل على المواقع التي تتردد عليها يوميا دون معرفة تاريخها. كما تم بالمناسبة، طبع كتب ومطويات توثق لجوانب من ذاكرة الحي المحمدي، وكريان سنطرال، والمصنع الثقافي للمجازر القديمة للدار البيضاء والتي تشمل صورا ونصوصا وأسماء شخصيات ارتبطت بتاريخ هذا الحي .
يذكر أن برنامج جبر الضرر الجماعي الذي انطلق سنة 2007 بإشراف من المجلس الوطني لحقوق الإنسان (المجلس الاستشاري سابقا) ينفذ في إطار متابعة تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة من خلال اعتماد منهجية تستهدف ضمان جبر الأضرار الجماعية للمناطق التي تضررت جراء حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بها في الماضي، تحقيقا للمصالحة.
ويسعى برنامج جبر الضرر الجماعي، الذي يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي وعدد من الشركاء الحكوميين والمؤسساتيين والمنظمات الدولية، إلى إنجاز مجموعة من المشاريع تهدف إلى المساهمة في تنمية المناطق المعنية والحفظ الإيجابي للذاكرة، كما تهدف أيضا إلى ترسيخ الحكامة المحلية عبر دعم وتقوية قدرات الفاعلين المحليين. ويهم البرنامج مجموعة من المناطق تشمل أقاليم فجيج، الراشدية، ورززات، تنغير، ميدلت، زاكورة، طانطان، أزيلال، الخميسات، الحسيمة، الناظور وخنيفرة وعمالة الحي المحمدي عين السبع بالدار البيضاء. وتتمحور المشاريع المنجزة في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي حول أربعة محاور رئيسية وهي: دعم قدرات الفاعلين المحليين، الحفظ الإيجابي للذاكرة، تحسين شروط عيش السكان (تحسين الخدمات، فك العزلة، تطوير مداخيل بديلة، حماية البيئة) والنهوض بأوضاع النساء والأطفال.

Related posts

Top