استمرار التخبط التقني…

 

انطلق مبكرا، مسلسل إقالة المدربين بالبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، وهي حالة غير جديدة، بل تتكرر في كل موسم، إلى درجة أصبحت واقعا مألوفا، بل مسلما به…

إلا أن المثير في هذه الحالات المسجلة، مع بداية الموسم الجاري، أن الأمر يهم مدربين أجانب، ارتبطوا قبل أشهر فقط بأندية توصف بالكبيرة، لتفعل إدارتها بسرعة خيار الطلاق، والبحث على عجل، عن بديل جاهز، بحكم كثرة الالتزامات الضاغطة.

أقال فريق الرجاء البيضاوي المدرب البوسني روسمير سفيكو، حيث اتخذ القرار مباشرة بعد ثلاثية مدوية، انهزم بها الرجاء أمام مضيفه اتحاد طنجة، عن الجولة الثانية من البطولة الوطنية.

بدوره، انفصل فريق الجيش الملكي عن البولندي تشيسلاف ميشينيفيتش، بات خارج حسابات الفريق العسكري بسبب سوء النتائج، وتدهور المستوى العام للنادي، والغريب أيضا أن الفريقين معا، يشاركان هذا الموسم بمسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، ويطمحان لتحقيق نتائج متميزة، توازي ما سبق أن حققاه بأهم مسابقة قارية، بعد كأس إفريقيا للأمم…

بالإضافة إلى فريقي العاصمتين الإدارية والاقتصادية، التحق البرتغالي جورج بيتشاو، بتعداد المدربين المقالين بالدوري المغربي، إلى حدود الجولة الخامسة، حيث أعلنت إدارة الدفاع الحسني الجديدي، في بلاغ مفاجئ، عن إقالة المدرب الذي حققه معه الصعود الموسم الماضي، لكن من طرف واحد، بعد استحالة الوصول إلى اتفاق بالتراضي…

وحسب ما أعلن، فان سبب الطلاق غير المنتظر، يعود إلى تدهور علاقته مع اللاعبين، ومع مكونات الفريق الجديدي عموما، علما أن مصادر أخرى، تفيد أن بيتشاو ارتكب خطأ إداريا، أفسد علاقته بالرئيس عبد اللطيف مقترض…

وارتفع العدد الأطر الأجنبية المقالة إلى أربعة مدربين، بعد إعلان المغرب التطواني إقالة المدرب الصربي داليبور، بسبب سوء النتائج، ليعوض بعزيز العامري، القيدوم الذي سبق أن حقق نتائج باهرة مع فريق “الحمامة البيضاء”، بالفوز لقبين للبطولة، والمشاركة بكأس العالم للأندية خلال نسخة 2014 بالمغرب…

بالنسبة للبدائل، فإن الرجاء تعاقد مع البرتغالي ريكاردو سابينتو، وقع عليه اختيار رغم عشرات السير الذاتية، لمدربين مغاربة وأجانب، أبدوا رغبتهم في الإشراف على صاحب ثنائية الموسم الماضي، وبطل إفريقيا 3 مرات.

ومعلوم أنه خلال الفترة الفاصلة، بين التخلي عن سفيكو والتعاقد مع سابينتو، تحمل المغربي عبد الكريم الجيناني المسؤولية، وقاد “النسور” بصفة مؤقتة، محققا العلامة الكاملة، ثلاث انتصارات في ثلاث مباريات…

أما الجيش، ففضل الارتباط بهوبير فيلود، ويتوفر هذا المدرب الفرنسي، على تجربة إفريقية مهمة سواء مع المنتخبات أو الفرق، إلا أن الفترة الذي قضاها بالمغرب، وبالضبط مع حسنية أكادير والدفاع الحسني الجديدي، لم تكن أبدا ناجحة…

بالنسبة للبديل “فارس دكالة”، فلم يكن سوى المغربي عبوب زكرياء، سبق له أن حقق نتائج ايجابية الموسم الماضي، مع أولمبيك أسفي، بالإضافة إلى تجربته مع المنتخبات الوطنية  بالفئات السنية…

  هذه هي الحالات التي سجلت إلى حدود الدورة الخامسة، وطبيعي أن يكون العدد مرشحا للارتفاع، والتساؤل الأزلي يتعلق كالعادة، بمقاييس الاختيار وأسباب الانفصال، وفي الإجابة المعلقة، تكمن الأسباب الجوهرية المؤدية لتخبط تقني لا يطاق…

محمد الروحلي

Top