لاحظ المتتبعون السبت الماضي، فيديو انتشر على نطاق واسع، يؤرخ للحظة فرح هشام أيت منا، الرئيس الحالي لفريق الوداد البيضاوي، و”الباطرون” السابق لفريق شباب المحمدية…
كان من الممكن أن تكون هذه الفرحة بعد تسجيل الهدف الثالث، بمرمى ممثل مدينة الزهور، مسألة عادية ومقبولة، إلا أن المعطيات المحيطة بها، جعلتها لحظة خارج السياق، بل سلوكا غير مقبول تماما.
المعلوم أن هشام أيت منا، هو الرئيس السابق لجمعية شباب المحمدية، كما أن المعطيات المتوفرة حتى الآن، تقول بأنه ما يزال رئيسا فعليا للشركة الرياضية المسيرة لنفس الفريق، في تضارب واضح للمصالح، وخرق صارخ للقوانين، حيث أصبح أيضا وبقدرة قادر، رئيسا لشركة نادي الوداد البيضاوي…
هذا نقاش آخر يهم حالة سوية، على الجهات المشرفة على الشأن الكروي الإجابة عنها، بكل تجرد، وبدون لف أو دوران، أو غض الطرف، مع سبق الإصرار والترصد…
نعود للمشهد المفرح للوداديين والمؤلم للفضاليين، ولحظة الانتصار هاته، المعبر عليها من طرف الرئيس المثير للجدل، جاءت بعد تسجيل الهدف الثالث بمرمى فريق يعاني من خصاص على جميع المستويات، يخوض لقاءات بطولة احترافية، بفريق مكون من فئة الأمل، ويعاني من كثرة الديون، ومحروم من الانتدابات، وهى تركة سيئة، خلفها عهد أيت منا صاحب الفرحة الشهيرة…
من حق أي مسؤول التعبير عن سعادته بفوز الفريق الذي يترأسه، لكن جرت العادة أن يسجل نوعا من التحفظ، وإخفاء المشاعر، إذا تعلق الأمر بانتماء ما.
فالشباب هو فريقه السابق، كما أنه يترأس المجلس الجماعي للمدينة التي ينتمي لها هذا الفريق الضحية، مع التذكير أيضا أنه ابن مدينة الزهور التي أصابها الذبول، والخيرات التي يتمتع بها صاحبنا، حصل عليها من ذات المدينة، وليس خارجها، وبالتالي فإن التعبير عن لحظة فرحة لهزيمة فريق مدينته الأم، سلوك غير مقبول تماما…
كثيرا ما لاحظنا بمختلف بطولات العالم والدوري المغربي من بينها، كيف يمتنع بعض اللاعبين عن الاحتفال لحظة تسجيل هدف بمرمى فريق سبق أن انتمى له، والكل يتفهم أسباب هذا التحفظ، بل هناك من يشترط لحظة توقيع الانتقال، عدم خوض أي مباراة ضد فريقه الأم، حتى وإن كان هذا الشرط لم يعد يسجل بكثرة، بفعل التغييرات التي حملها تطبيق نظام الاحتراف…
فروح المسؤولية كانت تفرض على السيد هشام أيت منا، وهو يقفز من سفينة الشباب الضيقة بالنسبة له، والنط بسرعة إلى سفينة الوداد الفسيحة، أن يخلي كل ما بذمته اتجاه فريقه الأم، وعدم تركه غارقا في الديون، وسط ضبابية المشهد، وبعد ذلك يمكنه البحث عن فضاء مغر، يلبي طموحه ورغبته في حب الظهور، والاستفادة من الإشعاع الإعلامي، ومكاسب أخرى متعددة، جعلت سي هشام يحارب من أجل الولوج بسرعة متناهية أبواب القلعة الحمراء…
صراحة صعب جدا، أن تجد إنسانا يتنكر لأصله…
محمد الروحلي